افتتحت أمس السبت 4 نوفمبر 2017 الدورة 28 لأيام قرطاج السينمائيّة بقاعة سينما الكوليزي بشارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة. وعرف افتتاح التظاهرة إجراءات تنظيمية محكمة، وقد صاحبت مرور الفنانين فوق السجاد الأحمر موسيقى السطمبالي التونسية الممتزجة بإيقاعات إفريقية خالصة، وهي حركة رمزية لإضفاء الطابع الإفريقي المميّز لهذه التظاهرة العريقة التي أحدثها الطاهر شريعة سنة 1966.
هذا ما أكده مدير المهرجان نجيب عيّاد في كلمة ألقاها بالمناسبة، على عراقة المهرجان ودوره في الترويج للسينما العربية والإفريقية التي بعث من أجلها. وأضاف أن المهمة الأولى التي ينبغي القيام بها هي العودة إلى الأهداف الرئيسية التي بعثت من أجلها أيام قرطاج السينمائية وهي تنمية السينما العربية والإفريقية وتشجيعها من خلال تعزيز المسابقات واستعادة المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية.
أما بخصوص حضور المرأة المبدعة في هذه الأيام السينمائية فلقد أكد على مشاركتها في الأفلام الطويلة و القصيرة و الوثائقية و أنها ستبهر الجميع.
في حين أكد وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين على أهمية أيام قرطاج السينمائية بما هي تظاهرة تثري اللقاء العربي الإفريقي إلى جانب فتحها الأبواب أمام تقديم الانتاجات وأهم الأعمال السينمائية والعالمية، مؤكدا أن كل هذا يحيلنا إلى ضرورة نجاح هذه الدورة.
أما بالنسبة إلى حضور المرأة التونسية والعربية من خلال إبداعها الفني فلقد اعتبر السيد محمد زين العابدين أن من دور السينما التلازم بين ما هو فني وما هو مجتمعي وهذا بدوره يخدم كل ما تريد أن تبلغه المرأة عبر هذه المرآة التي تسعى من خلالها إلى تحقيق الطموحات العربية فيما يتعلق بقضايا التحرر وحقوق المرأة.
أما فيما يتعلق باختيار فيلم الافتتاح "كتابة على ثلج" للمخرج الفلسطيني "رشيد مشهراوي"، فلقد أرجع هذا الاختيار إلى أهمية القضية الفلسطينية ورمزيتها وقيمتها في مشاركتها على بلورة هذه الصورة التي تنادي بالحرية والانتماء والوطنية.
بالنسبة إلى الفنانين فلقد أشادوا بأهمية الفن السابع من خلال الاحتفال به كرمز فني قادر على بث الفرح في قلب المتفرج، فالممثل خالد حواصة أكد لنا أن الأزمات التي مرت بها تونس، وحدها الفنون هي القادرة على إعادة الروح التونسية ومن بينها هذا العرس لأيام قرطاج السينمائية، التي كما يقول: "سأتواجد فيها من خلال فيلم "الجايدة" للمخرجة سلمى بكار و سيعرض خارج المسابقة الرسمية. وهو فيلم يتناول الاضطهاد الذي تعرضت له المرأة التونسية ما قبل الاستقلال أي أنه مرتبط بالذاكرة التونسية وهو بالنسبة إليّ أمر مازالت تعيشه في كثير من الأشياء".
و يوافق الفنان شريف علوي على كلامه بأن المرأة التونسية والعربية ككل تعيش هذا الصراع منذ الأزل وربما هو صراع أبدي، و كأنه نضال من أجل المفاهيم التي تسعى إلى تكريسها من خلال العديد من مجالات الإبداع وأهمها السينما لأنها تنقل من خلالها مجموعة من القيم، لذلك لا يمكننا الحديث أبدا عن أي مهرجان إبداعي دون حضور المرأة.
أما الفنانة شاكرة رماح فتقول: "إن المرأة هي العمودي الفقري للإبداع و بالنسبة إلي أنتظر الكثير من الإبداع للمرأة التونسية والعربية لنشاهده في الدورة 28 لأيام قرطاج السينمائية"، وتقول الفنانة فاطمة بن سعيدان: "هنالك أسماء كثيرة لمساهمة المخرجات من أفلام طويلة وقصيرة ووثائقية وأنا متأكدة أننا سنشاهد شيئا رهيبا، فهي نصف المجتمع وأنا كامرأة أطالبها أن تكون أكثر من النصف".