تمكّنت دراسة أميركية من تحديد العمر المثالي للإنجاب بالنسبة للرجال لضمان الحصول على حمل معافى من أي مشكلات.
وقالت الدراسة التي أعدها أطباء في مركز بوسطن الأميركي للعلوم، إن العمر المثالي للإنجاب لدى الرجال يتمثل في الـ55 سنة شرط أن لا يتعداه بعد ذلك، بغية الحصول على تطور مثالي وصحي للجنين.
لبلوغ هذه النتائج قارن الباحثون 3532 صورة شعاعية تظهر تطور الأجنة عند 527 عائلة، حيث تبين أن نمو أجنة النساء اللواتي كان أزواجهن أكبر من 50 عاما أبطأ بمعدل 35 بالمئة من أجنة النساء اللواتي حملن من رجال في عمر الـ35 سنة أو أصغر.
وأكدت دراسة سابقة أن الحيوانات المنوية عند الرجال تصاب بطفرات تؤثر على قدراتها على تخصيب البويضات مع التقدم في العمر، وهذه الطفرات لوحظت بشكل واضح لدى الرجال الذين تجاوزت أعمارهم الـ55 عاما.
يشار إلى أن بحثا أنجز في وقت سابق أعده كينغز كوليج لندن فحص خلاله الباحثون نتائج 15 ألف توأم، كشف أن الرجال كبار السن ينجبون أبناء "غريبي الأطوار"، حيث يكون هؤلاء الأبناء أكثر ذكاء وتركيزا لكنهم أقل حرصا على الاندماج بالبيئة.
وأوضح الباحثون أنه مع انتشار ظاهرة الآباء المتقدمين في السن ربما نكون نتجه نحو "مجتمع من العباقرة" القادرين على حل مشاكل العالم. وأظهرت العديد من الدراسات أن الحيوان المنوي من رجل مسن معرض أكثر لأن يتطور ويؤدي إلى تكوين شخصية تعاني من الانفصام أو التوحد.
وقال مختصون إن هناك البعض من التفسيرات المحتملة للظاهرة، منها أن الآباء العباقرة يتأخرون في تكوين عائلة والإنجاب، ثم يمررون جيناتهم إلى أبنائهم، أو أن الآباء العباقرة لديهم بيئة عائلية كالاستقرار الوظيفي والمهن العالية الأجر، وهذه بيئة مناسبة لنشأة أطفال عباقرة.
ولم يستبعد الباحثون احتمال أن يحدث تطور ما في الحيوان المنوي بعد سن معينة يؤدي إلى ولادة طفل عبقري وغريب الأطوار. ومن جانبها قالت الأستاذة ماغدلينا يانيكا من كينغز كوليج لـ”بي بي سي”، “لا ضرورة لأن تأخذ العائلات هذه النتائج بعين الاعتبار حين تخطط لحياتها".
ومن جانبه نصح الأستاذ ألان بيسي من جامعة شفيلد قائلا “مع أن العبقرية شيء جذاب إلا أني لا أنصح العائلات بتأخير الإنجاب، فمع التقدم في السن تبرز مشاكل مثل انخفاض الخصوبة وإجهاض الحمل أو الحمل بطفل لديه إعاقات مختلفة”.