الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

نساء على طريق الابداع

  • 1/2
  • 2/2

من الصعوبة بمكان على المرأة في اي وقت أو زمان  أن تتقن مهارات معينة في فنون الكتابة الأدبية بكافة أشكالها ،سواء نظم الشعر أو كتابة النص الروائي أو القصة القصيرة ،دون أن تكون بذور هذه الموهبة مزروعة منذ الطفولة في وجدانها ،لتستقر بأعماقها فتنمو وتكبر إذا وجدت أرضا خصبة لها . ومن الصعوبة أن تكون هذه المرأة قد تدربت عليها   في مدرسة كبار الشعراء والأدباء  مثل طه حسين والعقاد والطيب المتنبي أبي علاء المعري  وأبي فراس الحمداني ونزار قباني ومحمود درويش وغيرهم الكثيرين  من المبدعين الذي يعج بهم تاريخنا العربي المعاصر ، دون أن تتقن أبجديات الكتابة للقصائد الشعرية أو تغوص في أعماق النص الأدبي وتتقن المهارات اللغوية من خلال القراءة للكتب بعمق لتفهم معانيها  ،أو تواصل الإطلاع على تجارب وخبرات الآخرين في ذلك ، ويحضرني أمثلة كثيرة منها حين تابعت ذات يوم  إحدى الأمسيات الشعرية لصديقة لي شاعرة سورية  ذكرت في سيرتها الذاتية أنها حاصلة على شهادة في الإلقاء والخطابة ،وأخرى حاصلة على شهادة من معهد للفنون الكتابية تعلمت من خلاله مهارات في  إتقان فن القراءة للنص بلغة سليمة ، بإعرابها اللغوي وحركاتها وعلامات الترقيم ومتى توضع فيها لتعبر عن وقف أو ربط أو تساؤل  ،وذكرت إحداهن أن رفيقها الفرقان ذلك الكتاب المقدس المنزل من السماء بكلمات تعكس الإعجاز الرباني  في سرد حكايات الأنبياءوقصصهم عبر التاريخ الماضي ، والعبر المستقاة في آياته الربانية  ،وهذه جميعها مدارس محفزة لأي إنسان على الإبداع والتفرد في قراءة النص الصحيح وكتابته بحرفية ،وكثيرات من الشاعرات وكاتبات القصص يتقن فن المواجهه مع الجمهور فتعرضه لمن يدرك أجمل المعاني  من رهافة النص ،وتجذب  من  يتقن الإنصات ويتابع دقائق الكلمات في قراءتها وسرد قصصها ، والحكايا بلغة أدبية ،وهؤلاء يكونوا دائما الناقدون لما يلقى أمامهم ،وما تقرأ من كلمات ،وكثيرا ما نقع في أخطاء لغوية غير مقصودة لجهل في أبجديات اللغة وجذورها كما يتقنها البعض ممن تعلموا في الجامعات أصول وجذور اللغة العربية لغة القرآن الذي منه نستقي كل شيء في أي زمان ومكان ،وتبقى المرأة أكثر حاجة للتوجيه الصحيح والتحفيز الدائم للقراءة والتعمق في المعاني كي تتقن مهنة الكتابة وتتعلم القراءة الصحيحة وتصبح مبدعة في نظم قصائد  الشعر وكتابة القصص التي تكون بعناوينها جاذبة وفي موضوعاتها عميقة وفي طرحها محاكاة للواقع وفي عرضها للوقائع التي تلامس هموم الناس ومعاناتهم لتروي حكاياهم بطرق سهلة الوصول للآخر ،هكذا أنا وغيري من النساء المبدعات اللواتي تعودن على أن يكون لهن  حضورهن في المحافل الأدبية والفنون الكتابية بأنواعها ،تبقى الكرة في ملعبنا كمبدعات كي لا نتوقف أو نحبط  ،لننهض من جديد بإبداع متميز دائما ،ونحلق إبداعتنا المختلفة لتصل للآخر دون مخاطر من الوقوع في هفوات الآخرين الذين  يتصيدون  الأخطاء و يلحون في الوقوف على أسبابها والتدخل بحياة اصحابها

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى