حينما تسرع الخطى بنا إلى مرحلة بلوغ الاربعين عاما وما بعدها ، يشعر البعض منا أن العمر قد مضى، وقد ولت سنوات الشباب، وتركت بصماتها على النفس والعقل والجسد سلبا وإيجابا.
فمرحلة بلوغ الأربعين وما بعدها تعد منعطفا هاما في حياة الإنسان- رجلاً كان أم امرأة – فهي مرحلة ينظر فيها الإنسان إلى سنوات مضت من عمره، شهدت عنفوان الشباب وثورته، وربما يبدأ في مواجهة نفسه مواجهة ذاتية, يراجع خلالها حياته وانجازاته وعلاقاته .... ودائما ما يطرح تساؤلاً علي نفسه ... وماذا بعد الأربعين؟ فهل ياتري هي مرحلة اكتمال النضج واكتساب الخبرة ؟ أم أنها فرصة يجب اقتناصها لتعويض ما فات من سنوات الشباب؟
إن الخطوة الاولى في التعامل مع أية مرحلة عمرية تكمن في التعرف على سمات هذه المرحلة، وعلى تلك التغيرات التي إذا تعاملنا معها بوعي، لابد وأن تساهم في بناء جسراً قوياً نستطيع أن نعبر عليه للتعامل الإيجابي مع السنوات اللاحقة .
وبينما تنظر بعض النساء الي مرحلة الأربعين- ومابعدها –علي أنها مرحلة تتجاوز فيها المرأة مرحلة الخصوبة والحيوية, فيتولد لدي البعض منهن احساساً سلبياً بالتغييرات البيولوجية التي تطرأ عليهن، والتي تنعكس بدورها سلباً علي حالتهن النفسية, وعلاقاتهن الاجتماعية, بل وعلي أدائهن في كافة المجالات ،خاصة وأن بعض النساء تأثرن كثيراً بمصطلح "سن اليأس" الذي شاع في الإعلام العربي، والذي يحمل العديد من الايحاءات السلبية التي ولدت درجة من الخوف لدى بعض السيدات من مواجهة هذه المرحلة العمرية, فمن لم تتزوج تراجع لديها الامل في تحقيق حلم الزواج والأمومة وتكوين أسرة, والمتزوجة تشعر بالقلق لانها ربما لم تعد تلك الشابة ذات الوجه النضر والجسد الرشيق التي ينجذب إليها الزوج، فتلهث وراء عمليات التجميل في عصر صناعة الجمال الذي تم اختزاله في المظهر الخارجي.
وفي نفس الوقت نجد أن الرجل قد ينظر إلي تلك المرحلة وما بعدها بنوع من العناد وبإنكار لحقيقة المرحلة العمرية التي يمرون بها, مما يدفعهم الي بعض السلوكيات السلبية في محاولة منهم لإعادة عقارب الزمن الي الوراء، وكذلك تفعل بعض النساء.
و ما بين نظرة النساء والرجال لتلك المرحلة العمرية ومابعدها، نجد أن الإعلام لم يقصر في تكثيف جرعة الأرهاب الموجه ضد المرأة، بالتركيز على مصطلح "سن اليأس" وبتجسيد درامي شبه دائم "لأزمة منتصف العمر", تلك الأزمة التي تتأثر بها العلاقة الزوجية والتي قد تنهار أمام مواجهة( رياح أزمة منتصف العمر). فهل هي أزمة رجالية أم نسائية ؟ أم هي ازمة يواجهها كليهما؟ وهل هي أزمة نفسية أم جسدية؟ وللحديث بقية
عبير الكلمات:
لا شك أن الحزن شعور مؤلم ومرير، ولكنه قد يزيدك قرباً من نفسك، ويعرّفك على ما خفي منك عليك. لا تنظر للمحن والابتلاءات والحزن نظرة الساخط، فقد ترتقي بك، وتولد لديك نظرة مختلفة للحياة، وقد تكون أفضل ما حدث في حياتك