•• تتحمل وسائل الإعلام لدينا - على اختلاف أنواعها - مسؤولية تفشي حالة التشدد بمختلف صوره في المجتمع .. عندما تُـكثِر من إلقاء الأضواء على بعض الظواهر.. أو التوجهات أو القرارات الصادرة من بعض الأجهزة الحكومية التي لا تتوانى عن القول في نهاية كل قرار يمكن أن يتأذى منه البعض أو ينزعجوا «طبقا للشريعة الإسلامية» بالرغم من معرفتها بأن هذا البلد بلد إسلامي وأنه لا يوجد فيه من يفكر بطريقة مختلفة..
•• آخر هذه الأخبار المنشورة في الصحف السيارة يوم أمس الأول يقول: «منعا للاختلاط: مشاركة المرأة في الانتخابات البلدية في مراكز مستقلة ومنفصلة تماما»
•• هذا العنوان المستفز.. ظهر هكذا.. ليس لأنه متعاطف مع الإجراء.. وإنما لأنه يثير اهتمام الناس فحسب.
•• وبصرف النظر عن سلامة الإجراء أو خطئه.. فذلك ليس موضوعنا اليوم.. فإن التركيز الشديد على مثل هذه القضايا لا يعالج الخلل في تفكيرنا بدءا وإنما يكرسه.. وإلا فلماذا النشر أساسا عن إجراء كهذا مازالت ترى فيه بعض الأجهزة الحكومية ضرورة لتمرير قراراتها أو تحقيقها على الأرض.. وهو إجراء ليس له داعٍ في الأصل ومنذ البداية لأنه تحصيل حاصل في مجتمع مازال يتحسس كثيرا من هذا الموضوع.. ومازال يخلط حتى الآن بين الاختلاط والاختلاء.. بل ومازال ينظر إلى المرأة وكأنها كائن يجب الحذر منه.. والتعامل معه بحساسية شديدة..
•• وكم أتمنى من إخواني وزملائي في وسائل الإعلام ألا يساهموا في هذا التكريس لأن مضرته على المجتمع أكبر من نفعه.. دون حاجة إلى الدخول في التفاصيل.. أو التفسيرات.. لأن مشكلتنا الأساسية هي في كثرة الاجتهادات حتى وإن قادتنا إلى الخطأ..