"التعقيب" مهنة لطالما خففت أعباء المواطنين اليومية، حيث يمارسها البعض لمتابعة جميع المعاملات الحكومية بالنيابة عن آخرين، وفي السعودية ظلت هذه المهنة مقتصرة على الرجال فقط ولسنوات طويلة، ولكن سيدات الأعمال بدأن مؤخراً في التفكير بتخصيص مكاتب نسائية للتعقيب بحيث تخدم مشاريعهن الخاصة ومؤسساتهن، وذلك لضمان التعامل بأريحية أكبر وسهولة التواصل مع العنصر النسائي.
ومن هذا المنطلق وجدت شريفة البنعلي في هذا العمل فرصة سانحة لإثبات قدرة المرأة السعودية وجدارتها، وأن بإمكانها التعقيب في جميع الدوائر الحكومية، لا سيما بعد التقدير والدعم الذي حظيت به المرأة السعودية من لدن القيادة الرشيدة في المملكة، مما شجعها على تحويل فكرتها إلى مشروع قائم بمسمى «مجموعة وسيط الشرقية» وتقوم بمهمة مراجعة جميع الدوائر الحكومية، إضافة إلى تسويق وإدارة الأملاك الخاصة.
البداية والدعم
- كيف كانت البداية؟ ومن أهم الداعمين؟
لا زلت في طور إنهاء دراستي الجامعية ضمن "برنامج التعليم عن بعد"، وبتشجيع من والدي الذي كان ولا يزال الداعم الأول لي، إضافة إلى ما وصلت إليه المرأة السعودية من تقدم مع تقدير مختلف الجهات لعملها في الوقت الحاضر، وما تحظى به المرأة في المنطقة الشرقية على وجه التحديد من دعم صاحبة السمو الأميرة عبير بنت فيصل بن تركي حرم سمو أمير المنطقة الشرقية.
- ما الجديد في مشروعك؟
تمكنت من تحقيق الحلم والتميّز بافتتاح المكتب النسائي للتعقيب والشحن الجوي ومعدات السلامة والحريق بالمنطقة الشرقية، كأحد المشاريع النادرة والجديدة على العنصر النسائي في مجتمعنا السعودي، لا سيما وأن جميع طاقم العمل نسائي من الإدارة للموظفات في بيئة مجهزة بالكامل للعمل، وخدمة جميع شرائح المجتمع من سيدات ورجال.
- وما أبرز الصعوبات التي واجهتك؟
عدم تفهم بعض الأفراد في مجتمعنا لإمكانية دخول العنصر النسائي في جميع المجالات، ومنها مجال التعقيب كان أهم تحدٍ جعلني أواصل لتحقيق المشروع وإثبات نجاحنا، كما كان لأبي الدور الأكبر في إصراري على تذليل المصاعب التي واجهتني أثناء خوض مجالات جديدة نسبياً على المرأة السعودية.
- وما موقف الجهات الرسمية منكن كفريق عمل نسائي؟
وجدنا من الجهات الرسمية كافة الكثير من الترحيب والتعاون مع فريق العمل النسائي الخاص بالتعقيب، وأتمنى تكثيف الدورات النسائية للعنصر النسائي في هذا المجال.
-وكيف وجدتن العمل في هذا المجال؟
لدينا موظفات سعوديات مؤهلات لخوض تجربة التعقيب النسائي الجديدة على المجتمع السعودي، وما دفعهن لذلك رغبتهن في تطوير أنفسهن والتميز المهني، كما شجعهن التعامل السهل والميسر مع جميع الجهات الحكومية من جهة، والتعامل الراقي من قبل العملاء من جهة أخرى، كما أن التقدم والتطور السريع في مجتمعنا السعودي وتحسن نظرة أفراده تجاه تعليم وعمل المرأة ساعدت في تمكيننا رغم أننا لا زلنا مبتدئات.
فترة التصحيح
- حدثينا عن أهم احتياجات الفريق خلال الفترة الحالية؟
نحن بحاجة للدعم المعنوي الكبير من المجتمع لتكتمل صورة المشروع المميزة، والتي ستمكن المعقبات من القيام بدورهن تجاه العملاء والمهنة والوطن وتمثيله على أفضل وجه، وبحمد الله تعالى يتمتع المشروع بثقة كبيرة من العميلات على وجه الخصوص، اللاتي وفّر عليهن عناء متابعة الدوائر الحكومية باستمرار ولفترات طويلة، كما وفّر لهن متابعة أعمالهن بأريحية كون القائمات بالتعقيب سيدات مثلهن، وبعيداً عن الإحراج في التعامل مع الرجال والذي ما زال يعيق عمل بعض النساء في مجتمعنا.
كيف يمكن للفريق أن يحقق أهدافه؟
من خلال تشجيع المقربين أولاً ثم من الدوائر الحكومية التي يتعاملن معها والعملاء ثانياً، وهو ما يسهم في رفع معنويات الفريق، ويحقق المزيد من الدقة في العمل ويرتقي به للحصول على أفضل النتائج.
- متى كانت البداية؟ كم عدد المعاملات التي أنهيتموها خلال هذه المدة؟
خلال الحملة التصحيحية "أي خلال ثلاثة أشهر" قمنا بإنجاز ما يزيد عن 3000 معاملة، بعضها لتغيير المهن والبعض الآخر لتجديد الإقامات، والجزء الأخير لنقل الكفالات، وقدمنا هذه الخدمات للرجال والنساء على حد سواء.
طموحات ورواد
- هل تعتبر مؤسستكن الأولى على مستوى المملكة والخليج في خوض مجال التعقيب النسائي؟
لا أعتقد أن مؤسستنا الأولى من نوعها على مستوى الخليج، لكن على مستوى المملكة نعم.
- وما طموحاتكن المستقبلية؟
-طموحاتنا لا سقف لها، فالمرأة السعودية متى ما لامست النجاح وحققت شيئا من طموحاتها، فستطمح بالتأكيد لما هو أكبر، ومع أنني حققت الكثير من طموحي، ألا أنني ما زلت أحلم بافتتاح مكتب تعقيب نسائي في كل مدينة سعودية، والمساهمة في إثبات دور المرأة في مجال التعقيب، تلك المهنة التي طالما احتكرها الرجال.
اليوم