أتحدى من الى عينيك يا سيدي قد سبقوني ،، أتحدى كل من عاشرتهم ، أتحدى كل من عاشرتهم من مجانين و أطفال و محرومين في بحر الحنين ان يحبوك بأخلاقي و شوقي و جنوني .. أتحداك انا ان تجدي وطنا مثل فمي و سريرا دافئا مثل عيوني ..
هكذا تحدث نزار قباني و هكذا يجب ان تتحدث كل عاشقة لتقنع حبيبها بعشقها الصادق له .
تقنعه و تعيد تلك الكلمات مع وعود بالتفهم و بنسيان الغيرة و باحترام حريته و بتقديم الولاءو الطاعة له ،، ،،له هو ذلك الرجل صاحب اللباس العصري والعطر الباريسي و الساعة السويسرية ذلك اللبق الذي لم ينفض بعد عن جاكته تراث شهريار و تغادر أفكاره قصر نابوليون و لا زال لسانه يشهد بنزوات أمروء القيس و احلامه تدور في قصر هارون الرشيد .
ذلك الموروث الذكوري الذي يتقاسمه رجال الأرض في العالم الأول و في العالم الثالث و ما بينهما ، بقسمة عادلة شاركت ثمارها جميع النساء .
أتحدث عنه ، من يريد ان يجعل من نفسه عاصمة للنساء ، ذلك الذي لن يرضى و لن يوقف ركضه لو قدمنا له كل نساء الأرض بل سيقول : هل من مزيد... و سيكتب في رواية أخرى : هناك نقصان.
انه الباحث عن عاصمة النساء من يهدي إليها باقة شكولاطة و قبلة على الجبين مع أطيب الأمنيات لها بالنجاح و التوفيق في حياتها الخاصة . و بان تجد رجلا يقدر قيمتها أكثر منه . مع ابتسامة رقيقة لتترك الملعب مفتوحا لجولات أخرى ، أو للقاء اخر من يعلم ؟ فكل الأمور في علم الغيب مجازة كايات الله : وأنكحوا ما طاب لكم مثنى و ثلاث و رباع . تلك الآية التي تحفظها عاصمة النساء و تنكرها أمامهن لان تعدد الزوجات ضد فلسفة عاصمة النساء .
عاصمة النساء أساسها الحرية و التفهم من طرف المراة فقط ،، بمعني أحبيني بلا ارتباط و بلا عقد ، كوني معي و لا تنزعجي إذا رايتي أخرى . لان عنوانك " علاقة مفتوحة لا أكثر"
في إطار العلاقات المفتوحة لا يجب على الأنثى ان تطلب الكثير من الفارس ، و لا يحب عليها تأويل جولات ذلك النبيل ، ان قبلها أو عانقها أو رقص معها ،، فمظاهر العشق من أحضان و قبل لا تعني ارتباط و لا هي من علامات الحب الأبدي . أنها أمطار أضيف ألتي تزور سماء عاصمة النساء ، لتبعث الهواء في نفوس مواطنات العاصمة .
" قبلي عينيا و امضي " و اتركي أثارك على جسدي " و انتظري امطاري فلك مكانة في صدري ... احد بنود دستور العاصمة ، و أمام هذه التشريعات هل للمرأة مطالب أو قوانين تلجأ إليها في حال غياب حضن سي السيد ؟
في قانون عاصمة النساء بنات حواء لسن سوى راعيات تحت وطأة تلك الفحولة المعقدة ، تلك الذكورة التي تركت عباءة سي السيد لتلبس الجينز العصري و تحمل القيثارة الأوروبية " تلك الذكورة التي تنبض للمآثر الشرقية . موروث الفحل الشرقي الذي يطفو على سطح الوجه كلما اصطدم ذلك ألمتحاذق بجرأة أنثى ، ذلك الموروث الذي يهتز غضبا لو اقتحمت صدره أنثى معلنة : الآن من شفتيك سأسكر ! أني أريدك الآن !
الآن اسم زمان ، أريد فعل و فاعله أنثى و المفعول به عاصمة النساء . جمل فعلية مخالفة لقانون العاصمة الفعلي ، فانت يا أنثى رتبك رعية و الرعايا لا تفعل لا تأتمر بأمر ذلك السيد . و ان أرادت يجب ان تنتظر أو ان توحي اليه بذكاء دون ان تفصح عن شيء حتى لا تمس بروجلته و برومنسية اللحظة التي تقوم على قوامة الذكور .
فعاصمة النساء تريد تحرر المراة وفق الحدود التي ترسمها رغبات الذكور ، بمعني هو الذي يدعو و هو الذي يستميلها لتعيش اللحظات معه و عليها الإذعان و ان تكون عشيقة جيدة و اوحادية الولاء !
أمام عاصمة ترقص في الحب على خمسين حبلا و تشدو على آلاف المقامات ،، عاصمة النساء ذلك الصدر الذي تلتقي فيه جميع النساء كبغايا له .
عاصمة من نسيج أفكاره حيث يعيش في كل فصل مع من يشاء ،و في كل موسم يحج الى احد الخليلات ، هناك في شوارع العاصمة حيث يسقي المياه لبعض العطشى .
بكلمات غربية ، عربية، أصلية ، تقدمية ، شعبية ، ثورية ، كلاسيكية ،.... المهم ان تترك اثرها في قلوب النساء
تلك القلوب التي لا يمكن لها ان تستنكر أمام ملك العاصمة من سيجيب أمام الجموع : انا لم أعدك بشيء ! وأي رفض و اي حديث عن الكرامة قد يحرمها من امتيازات عاصمة النساء !!!
بكم ستضحي تلك الحالمة الواقفة على باب عاصمة النساء ؟ وكم ستقدم من بحر مشاعرها ؟ و كم ستهدي من وقتها لتنال رضا سليل الشهريار من سيقول لها في كل مناسبة : " لي ناسي و لي احبابي و ثم انا أعشق الحياة الحرية " أمام هذا الموقف اطرح هذا السؤال مالذي يتعارض مع الحرية و الالتزام ؟ و ثم أليس من المفترض ان تمارس الحرية من الطرفين ام هي فقط امتياز لذلك الرجل المثقف و الجميل ؟
الإجابة ستكون كالاتي : نعم و لم لا ؟ ليس لدي مانع انا أؤمن بحقوق المراة و أشارك في احتفالات ٧ مارس . و يستمر في الإسهاب في ذكر مزايا العلاقات الحرة و حقه في تذوق جميع النساء و كانه ثروة وطنية وجب تقسيمها بالعدل بين بنات حواء .
و أمام هذه الكلمات اطرح أنا هذا السؤال : في حال انطلاق سفينة الحب هل ستقبل بكوني حرة مثلك ؟ و هل سترضى بان تكون عابرا على سريري دون ان ترفع علمك فوق سريري ، تمر و تحمل. معك آثار ليلتك جسدي لن يكون إطارا لعلاماتك الذكورية ؟ ماذا لو سميتك مواطنا في عاصمة الرجال ؟
عاصمة الرجال التي أتراسها انا حيث انا الوطن و انا الرياح العاتية و انا الأعاصير التي تحرك صدرك و تسكن جسدك و تمر لتعود إليك في موسم آخر .
ماذا لو اعتبرتك فرسا أشتهي ان أمطتيها بين الحين و الحين ؟ ماذا لو داهمتك و كنت انا السماء و انت كالأرض من تحتي تنتظر امطاري ؟
هل سترضى لو سهرت في غيابك ؟ هل ستوافق لو قبلت غيرك في حال غاب عن ناظري شفتاك ؟؟هل تغضب؟ ام ستقول بان هذا ضرب من الهرطقات ؟
هل ستقبل بحرية متبادلة و على قدم المساواة ؟
الإجابة اعرفها فلاداعي إذن للحديث عن المساواة في العلاقات و لا داعي لإخفاء تراث الشرق القاتل لآلام النساء ، و عليه ما لحكمة من تشييد عاصمة للنساء في ارض البوادي ، في ارض لم تعرف المدنية بعد .إذ لا يمكن المجيء بمواطن لدولة خالية من بنية تحتية
هندسة معمارية أساسها الاحترام و الوضوح و الرقي و احترام الإنسان . و في ظل غياب الحد الأدنى الحضاري و المدني تغدو عاصمتك سيدي غير شرعية !
بل هي عبارة على انقلاب على أرقى العلاقات الإنسانية . جريمة في حق نهد حواء ...
عاصمتك سيدي تعيدنا للعصور الهمجية ...
عاصمتك هرطقات فحولة شرقية ...
عاصمتك امتداد لعصر المغول و التتار و تهديد للإنسانية ..
لكل العواصم التي عرفت ..
تسقط الرجعية !