الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

عمل المرأة وكلمة لابد منها

  • 1/2
  • 2/2

لا شك أن عمل المرأة من أكثر الموضوعات جدلا قديمًا وحديثًا, فهناك من يعارضه تمامًا وهناك من يوافق عليه تماما وهناك من يوافق ولكن بشروط.
ولهذا يجب علينا مناقشة هذا الأمر بطريقة عقلانية ولنبدأ منذ بداية الخلق فعندما عصى آدم وحواء ربهما وأكلا من الشجرة وأخرجهما الله من الجنة وهبطا إلى الأرض, خاطب الله سبحانه وتعالى آدم قائلا له: فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى (طه : 117 ).
وهناك من فسر هذه الآية، بأن الله سبحانه وتعالى خص آدم بالشقاء، حيث إن الزوج هو المكلف بالكد والعمل والإنفاق على زوجته. ولكن هناك من سيعارضنى القول ويقول إن الكلمه يقصد بها آدم وحواء معا لأنهما سيخرجان معًا وإذا شقى الزوج فبناء عليه ستشقى زوجته معه.
ولهذا أذكر موقفًا آخر لا خلاف على فهمه، وهو موقف سيدنا موسى عندما ورد ماء مدين هربًا من بطش فرعون.
يقول سبحانه وتعالى: "وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ۖ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ۖ قَالَتَا لَا نَسْقِى حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ۖ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ". فموسى عليه السلام وجد جماعة من الناس يسقيان من البئر ووجد امرأتان فاندهش من وجودهما وسألهما " ما خطبكما" حيث إنه لم يكن من المعتاد رؤية النساء تسقى لأن هذا عمل الرجال وخاصة أن البئر عليه حجر قوى لا تستطيع المرأة لضعف بنيانها أن تزيحه فردًا عليه أنهما لا تسقيان معهم خشيه الازدحام (وهنا
أنهما تجنبا الاختلاط مع الرجال) وعرفنا سبب وجودهما من قولهما "وأبونا شيخ كبير". أى أن سبب خروجهما هو أن عائل الأسرة وهو الأب لم يعد يقدر على هذا العمل لكبر سنه فاضطرت البنتان للخروج، ولكن هذا لم يمنعهما من أن يكونا على حيائهما وألا يتزاحما مع الرجال والانتظار حتى يفرغوا. ولشدة فراسة البنت وأنها ليس لها رغبة كل يوم فى الخروج , أخبرت والدها عن هذا الشاب الذى يتسم بالقوة والأمانة، حيث إنه أزاح حجر البئر وحده وسقى لهما وذهب دون أن يطلب منهما أى مقابل, وقالت لأبيها "قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِى الأَمِينُ" حيث إنها تعلم جيدًا أن العمل عامة أو هذا العمل خاصة لا يناسبها وأن الله ربما قد أرسل لهما هذا الشاب ليكون عونًا لأباها, وبالفعل تم هذا والجميع يعلم باقى القصة.
وقد يذكر البعض ان السيدة خديجة رضى الله عنها كانت صاحبة مال وتجارة, أقول لهم بالفعل كانت كذلك لأنها ورثت مالا كثيرا وتجارة وفيرة عن زوجيها وكان لابد لها من أن تراعى تجارتها من أجلها ومن أجل أبنائها, ولكن كان لها من يخرج بتجارتها ولم تكن تخرج هى بنفسها وعندما توسمت فى رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام الأمانة وحسن الخلق استأمنته على مالها وتجارتها بل وعلى نفسها فيما بعد وتزوجت منه.
الآن وفى العصر الحالى, ومع زيادة متطلبات الحياة وأعبائها التى لم يعد الزوج وحده , تقريبًا " قادرًا على الوفاء بها , لا أنكر أننا أصبحنا فى حاجة ماسة إلى عمل المرأة لأسباب عدة وأهمها الأسباب المادية طبعا، حيث إن هناك نساء هن العائل الوحيد لأسرهن, وهناك نساء أخريات يساعدن أزواجهن على المعيشة خاصة مع ارتفاع الأسعار وزيادة المتطلبات الأسرية.
ولكن لا يجب أن تنسينا الحاجة إلى عمل المرأة آداب الإسلام فى خروج المرأة من بيتها بما أن الظروف فرضت عليها ذلك. وعليها أيضًا أن تنتقى العمل الملائم لطبيعتها كأنثى وأن تتجنب الاختلاط قدر الإمكان وأن تخرج بكل احترام من بيتها لأنها إذا لم تستطع أن تبقى بالمنزل إعمالا بقوله تعالى " وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ".
فعليها أن تراعى "وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى" إذ أن الأصل أن تبقى المرأة فى البيت (ولا يجب على أحد أن يقلل من دورها وهى أيضًا يجب أن تعى أنه فى تربيتها لأبنائها أنها تبنى الامة ولا يقل دورها عن دور الرجل) أما وإن الخروج قد كُتب عليها فيجب أن تلتزم بآداب الإسلام فى الخروج وارتداء زى اسلامى مناسب وألا تتزين خارج المنزل لأن فى ذلك عفة لها وصون لكرامتها.
خلاصة الأمر إننى مع عمل المرأة إذا كان لابد من ذلك , أما أن تخرج للعمل فقط من أجل شعارات كثيرة نسمعها الآن مثل " أريد أن أشعر بقيمتى" وما فائدة ما تعلمته هو أنا كنت بأتعلم علشان أقعد فى البيت؟ " أو قولها " أريد أن أتعرف على ناس جديدة لأنى زهقت من قعدة البيت" فهذا لا يليق بالمرأة المسلمة فهى تعلمت أولا لنفسها وثانيا من أجل أن تكون قادرة على تنشئة جيل مسلم قوى بدينه وعلمه. وعلى كل امرأة مسلمة اضطرتها ظروف الحياة للخروج من بيتها والعمل, ألا تغضب ربها بهذا العمل, فإن كانت هى قد خرجت طلبا للرزق فعليها أولا أن تطيع من بيده مفاتيح الرزق.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى