القرار لم يكن سهلاً، فهن يعرفن أن المجتمع لا يرحم، والهجوم عليهن لن يتوقف عند نظرة ازدراء، او جملة نقد. لكنهن قررن أن يفعلنها في وضح النهار.
عنهن اتحدث.. فتيات حي الكوربة بمنطقة مصر الجديدة بالقاهرة، اللواتي قررن أن يرقصن في الشارع، أمام الجميع، وفي وضح النهار، ليعلن للكل أنهن حرائر، ويؤكدن رفضهن للعنف الممارس ضد المرأة المصرية سياسيا واجتماعيا وانسانيا.
التجربة لم تكن سهلة، خططت لها بنت مصرية عادية، ترتدي الحجاب، من أسرة متدنية، أعلنت دعوتها عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" وقررت أن تفتح الباب لمشاركات أخريات. كل مافعلته هو أنها اشترطت عليهن التدريب على أغنية BREAK THE CHAIN الأغنية الرسمية لحملة “مليون ثائر من أجل العدالة”. وقررت أن يكون الموعد في حي الكوربة يوم احتفال العالم بالفالنتين. لتعلن فتيات مصر للعالم أجمع أنهن يمتلكن القدرة على تقرير مصائرهن، ورافضات للتحرش الجنسي، وللعنف الأسري، ولنظرة المجتمع لهن والتي لازالت تحمل العديد من علامات الاستفهام.
الملفت للانتباه ليس حجاب سالى سلامة فقط، ولا جرأتها، ولكن وجود والدها إلى جوارها، وهو من قام بتصوير ذلك الفيديو الذي لاقى انتشاراً واسعاً خلال الساعات الماضية، فوالد سارة وعلى الرغم من رفضه للفكرة واعتراضه عليها لأنه يعلم جيداً حال الشارع المصري مؤخراً، إلا أنه لم يفرض سطوته الأبوية على ابنته، ولم يقرر أن يمارس حقوقه الشرقية، لكنه سمح لها بالقيام بما اقتنعت به، وكل مافعله هو التواجد إلى جوارها في الشارع لحمايتها هي ورفيقاتها، وتصوير هن ليعلن للعالم اجمع أنه وبرغم الانتكاسه الثقافية التي تعيشها مصر مؤخراً، لازال هناك أمل.
سارة ردت على من هاجموها واتهموها بانها ارتكبت معصية تتنافى مع حجابها، بأنها ترى أن التحرش والعنف الممارس ضد المرأة حرام ايضا".
سارة بنت العشرين منحنتي أنا وكل بنات مصر الأمل في القدرة على اقتناص مساحة اكبر من الحرية في شارع أصبح مجرد سير المرأة فيه بحرية درب من دروب الخيال، تحية لسارة .. والشارع لنا برغم انف المتحرشين.