تطورت أساليب التحرش في السعودية كثيرا في السنوات الماضية. قديما، قبل الإنترنت، كان الشباب يمارسون التحرش بالفتيات في مولات المدن السعودية الكبرى، فيما كان يعرف ب'الترقيم'. و'الترقيم' هو اقتراب شاب من فتاة، ليمنحها ورقة عليها رقم هاتفه، بحيث لا يلمحهما رجال هيئة الأمر بالمعروف. الأمر اختلف الآن، وأصبح هناك ما يمكن تسميته بـ'التحرش الإلكتروني'، أو 'التحرش الافتراضي'، خصوصا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
تقول الكاتبة والمدونة السعودية تماضر اليامي لـ'هنا صوتك': 'أتعرض بشكل يومي للتحرش عبر الإنترنت، خصوصا في تويتر. كلما نشرت تغريدة معينة رافقتها عملية تحرش واعتداء وتطاول على عرضي وشخصي، من طرف أحد المغردين السعوديين. هذه هي ضريبة خروج المرأة السعودية عن العرف والتقاليد، بأن تكشف وجهها، أو أن تتحرّر قليلا في حجابها'.
مضايقات و تهديد بالقتل
تضيف تماضر  اليامي: 'في البداية لم أكن أكترث للأمر، لأنني كنت أدرك مسبقا أن الشباب السعوديين لن يتركوني في أمان، كوني بدأت أعبر عن رأيي بصراحة، وأنتقد الواقع الاجتماعي الذي لا يمت للدين أو للإسلام بصلة، بقدر ما هو ثقافة متوارثة عن العرف والتقاليد. ولأن هؤلاء لم يعتادوا خروج المرأة السعودية برأيها، ومزاحمتها الرجال في كلماتهم، بدأت أتلقى رسائل وردود أفعال قاسية وعنيفة، كنت أرد على أصحابها بحظرهم والضغط على زر 'البلوك'. آخر هذه التهديدات كانت لمّا قدت سيارتي، إذ هددني أحدهم بالقتل عبر رسالة أرسلها لي على تويتر. ما دفعني لإبلاغ الشرطة'.
إحصائيات حول التحرش
ورغم غياب دراسات حديثة تتضمن أرقاما أو إحصائيات حول نسبة التحرش في السعودية، وجدنا دراسة ميدانية أجرتها شركة أبحاث عالمية لصالح 'رويترز' ،ونشرها عدد من الصحف عام 2011. تؤكد الدراسة أن السعودية تحتل المركز الثالث بين 24 دولة في قضايا التحرش الجنسي، في مواقع العمل.
وتظهر الدراسة، التي شملت 12 ألف موظفة من دول المسح، أن 16% من النساء العاملات في السعودية تعرضن للتحرش الجنسي من قِبل المسؤولين في العمل.
فيديوهات على الإنترنت
وفي الأشهر القليلة الماضية، انتشرت فيديوهات على موقع يوتيوب تظهر شبابا سعوديين يتحرشون بفتيات منقبات في الشارع. آخر هذه الأحداث هو الفيديو الصادم الذي انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي لشاب سعودي رصدته إحدى الكاميرات وهو يتحرش بفتاة في السابعة، لتقبض عليه الشرطة في اليوم التالي.
#التحرش_في_السعودية
ضمن الحملات التي أطلقها الشباب السعودي للحد من ظاهرة التحرش، ظهر هاشتاج #التحرش_في_السعودية. على هذا الهاشتاج، كتبت عبير: 'كل دول العالم تربط جرائم التحرش والاغتصاب بالبطالة والإحباط، إلا في السعودية، فسببها الأول والأخير هو المرأة'.
وكتبت سوما: 'يجب على المجتمع أن يقف وقفة واحدة ضد أي متحرش، حتى لو كان مريضا كما يقولون. ويجب على كل قاض أن يحكم بعقوبة صارمة ضد أي قضية تحرش للحد من هذه القضايا'. وكانت تغريدة سوما آخر تحديث على الهاشتاج، حاملا آمال وأحلام فتاة سعودية في العشرينيات من عمرها في شكل تغريدة تتمنى أن توصل كلامها للمسؤولين للحد من هذه الظاهرة. وختمت بالقول: 'يجب على أصحاب المباني وضع كاميرات مراقبة في كل الممرات والمصاعد، لنرتقي بهذا البلد ونوضح للغرب ما هو الدين الإسلامي، وكيف هم أبناء المملكة العربية السعودية'.