الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

فيروز كراوية.. مطربة تغني عكس التيار

  • 1/3
  • 2/3
  • 3/3

لأنها تريد أن تحفر اسمها في ذاكرة الفن للأبد، لم تبحث عن شهرة سريعة، ولا انتشاراً مؤقتاً. لم تفكر في كلمات غريبة للفت الإنتباه، ولم تسعى لتصوير فيديو كليب تستعرض فيه أنوثتها، لكنها قررت أن تغني بروحها، وعقلها، تطرح أفكارها ومشاعرها، وتتوحد مع الجمهور، تشتكي له همومها التي تشبه همومه، وتفضفض معه عن أوجاعها التي لا تختلف عن أوجاعه، تقترح عليه في غنوة فكرة ربما تغير حياته، وتمنحه سر السعادة التي أدركتها باكراً حينما آمنت أن النجاح الحقيقي هو أن تقدم ما تؤمن به وليس ما يريده الاخرون.
هي فيروز كراوية، بنت بورسعيد، التي أطلق عليها والدها اسم جارة القمر، لغرامه بها. لذلك كان صوت فيروز تفصيلة أساسية من تفاصيل حياتها اليومية. فعشقت الفن منذ نعومة أظافرها. وأكدت للجميع أن الفن طريقها وملازها الوحيد، لذلك درست الموسيقى بشكل حر في معهد الموسيقى العربية لمدة 3 سنوات، فحصلت على دبلومة في العود والصولفيج. إلى جانب دراستها للطب.
عرف الجمهور فيروز لأول مرة حينما جائتها فرصة غناء أغنية فيلم أسرار البنات التي حملت عنوان "قبل الأوان" والتي كان نجاحها على المستوى الفني والجماهيري سبباً في احترافها الفن بشكل واضح ونهائي منذ عام 2006.
منذ بدايتها الفنية قررت فيروز أن تخلق لنفسها طريقاً مختلفاً عن السائد، فاختارت من الكلمات ما قد يراه البعض لا يصلح للغناء، لكنها استطاعت أن تجعل منه غنوة ناجحة ومختلفة. فها هي تغني "القهوة" وتطلب من حبيبها "ممكن نسرق ساعة وتشرب قهوة معايا الصبح؟".
باختصار لقد اختارت فيروز نوعاً مختلفاً من الغناء، كان من الصعب أن يتقبله الجمهور العربي بسهولة، في زمن الفيديو كليب والعري والكلمات السهلة، لكنها استطعت أن تخلق لنفسك مكاناً وسط الساحة الفنية بأغنيات جاءت أغلبها فلسفية، وانسانية حتى العاطفية منها، ففيروز ترى أن التفاصيل والحكايات هي روح الغناء. وتؤكد أن كل الحالات الانسانية التي نحياها كبشر وبشكل يومي، من الممكن أن تشكل غنوة ما خلفيتها، لتعبر ببساطة عن المواقف التي نحياها، والمشاعر المختلفة والمتناقضة التي نمر بها.
لذلك قررت فيروز منذ البداية أن تحكي الحكايات، وتصف المشاهد، بطريقة تجعل من يستمع إليها يجد نفسه فى كلمات أغانيها، ويعيش معها نفس الحالة التي تعيشها وهذا باختصار هو الرابط الخفي الذي يربط فيروز بجمهورها.
تختلف فيروز بعض الشيء عن بنات جيلها ممن احترفوا الغناء، لأنها تمتلك خلفية بسبب دراستها للطب، إلا أن هذه الدراسة وكما أكدت لي فيروز لم يكن لها تأثير في اختياراتها الفنية، لكنها اكسبتها خبرة حياتية؛ وإن كانت أجلت احترافها للفن بعض الوقت.
دراسة الطب والعمل في مجاله لبعض الوقت، منح فيروز فرصة اكتشاف تجارب مغايرة، وجعلتها تعيش أول تحدي في حياتها، عندما قررت أن تغامر وتترك المضمون  لتذهب نحو المجهول. فهي الطبيبة التي تركت كل شيء خلفها، وقررت أن تبدأ من جديد وسط القلق والخوف متسلحة بايمان شديد بموهبتها وبرسالتها الفنية.
عاشت فيروز الثورة المصرية عن قرب، فلقد كانت واحدة من بنات الميدان، ووجوهة المعروفة للجميع فى كل مراحل ثورته عبر الأعوام الثلاثة الماضية، وتأثرت بها كباقي الشعب المصري، وتعلمت منها أهم درس يمكن أن يتعلمه انسان. وهو أنه يجب على الفرد أن يعبر عن ذاته بدون خوف او تردد، فلقد مات البعض وهو يعبر عن رأيه.
ولأن الوسيلة التي تمتلكها فيروز هي الفن، قررت أن يكون سلاحها في التعبير عن نفسها ومنذ ذلك الحين، قررت فيروز ألا تغني شيئا لا تراه قريباً منها، ولا يعبر عنها.. قررت أن تغامر وتتحدي خوفها من الفشل.
لذلك تحاول دوما أن تختار ما يلمسها من كلمات، قبل أن تفكر في رأي الجمهور، فيكفيها أن تصدق ما تغنيه حتى، ليصدقها الجمهور بعد ذلك.
لذلك لم تشتهي فيروز نجاحا سريعا ولا شهرة براقة بريقا كاذباً، لكنها تسعى لأن تبقى أغنيها راسخه في ذهن جمهورها طوال العمر، وخلفية أساسية لما يعيشونه من أحداث.
فلم تبحث فيروز عن غنوة "تكسر الدنيا" بشكل مؤقت وتموت سريعاً، لكنها تصنع غنوة تعيش للأبد. وهذا ما يتحقق بالفعل مع أغنياتها التي تصلح لكل وقت ولأي زمن.
وسط زحام الحياة الفنية، وكثرة الأصوات واختلاف مستواها، طرحت على فيروز سؤالي الأخير:
كيف تستطيعين المواصلة وسط هذه الفوضى الفنية؟
لا أنكر صعوبة الأمر، لكنني اواصل مشواري، لأنني أريد ذلك. فانا لدي أحلام وطموحات فنية لازلت أسعى لتحقيقها، وبرغم كل ما يواجهني من صعوباتلن اتنازل عنها أبداً.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى