الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

استمدي قوتك من مساعدة الآخرين

  • 1/2
  • 2/2

يواجه كل منا في حياته تحديات وصعوبات لا تخفى، بسببها نحتاج إلى المزيد من الطاقة والتحمل والصبر لتجاوزها، وفي أحيان نحتاج إلى توجيه ودعم معنوي ودعم "لوجستي" بمعنى دعم بوسائل حسية مساعدة لنا، مثل تجاوز اختبار للحصول على شهادة تعليمية نحتاج معها إلى مراجع وكتب، أو مرورنا بمرحلة من اليأس والقنوط فنحتاج أن نسمع قصصاً وعبراً ووقفة جادة بجانبنا تشعرنا بأهميتنا وأننا على الطريق الصحيح، أو في مجال العمل عندما يتم تكليفك بمهام فتعجز عن أدائها بسبب قلة خبرتك فيهب أحدهم إلى تعليمك والأخذ بيدك.
هذه جميعها تمنحك القوة فتستمدين من مثل هذه التضحيات والوقفات الجادة القوة الحقيقية الدافعة والمثمرة التي تؤدي بك إلى النجاح والتميز في حياتك. وغني عن القول أننا مع الأسف نفتقر في كثير من مراحل حياتنا إلى مثل هذه الوقفات، فالكل مشغول بيومه وآماله.
في الحقيقة القوة التي نحتاج إليها ليست في هذا المجال وحسب، بل في أحيان تكون هذه القوة متعلقة بمشاهد أو بمواقف عصيبة فنستمد منها الإصرار والتحدي ومقدرة الصمود والثبات أمام أي معضلة حياتية تواجهنا.
على سبيل المثال عندما تواجهك صعوبات تتعلق بتعبك من مشوار يومي تقضينه بين منزلك ومقر عملك ثم جامعتك التي تدرس فيها في المساء للحصول على الماجستير، فتشعرين بالإرهاق والتعب، لكن مشاهدتك لزميل أو زميلة تحضر يومياً المحاضرات وهي مقعدة على كرسي متحرك وفي الصباح تعمل، هذه المشاهدة بحد ذاتها تدفعك نحو التميز، لكن قبلها تشعرك بالخجل، فتكون دافعاً لك لمواصلة حياتك التعليمية.
والأمثلة في هذا السياق كثيرة، مثل ما حكته لي صديقة عن فتاة مكفوفة في إحدى الدول الخليجية القريبة أصرت على الدخول للجامعة لدراسة اللغة الإنكليزية لأنها تريد إتقانها وتريد أن تكون مترجمة، فلم تقبلها الجامعة أولاً بسبب عدم ملاءمة التخصص لإعاقتها وثانياً لأن مستواها ضعيف نسبياً بالمقارنة مع متطلبات القبول، فخصصت فترة الصيف لدراسة مكثفة في الإنكليزية، ولم تبدأ الدراسة إلا وقد أرتفع مستواها لتبدأ مرحلة ثانية من الإصرار والتحدي والكفاح لقبولها في القسم العلمي الذي تريده، فكانت كل يوم تقضيه بين مكاتب وأروقة الجامعة في نقاشات مع أعضاء الهيئة التعليمية والمسؤولين بإصرار وتحد حتى تم قبولها، ويتوقع أن تنهي السنة الثالثة بتفوق وتخرجها بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى.
مثل هذه القصص تبعث فينا القوة وتعلمنا أننا نمتلك القدرات والإمكانيات، وفي الحقيقة أن مثل هذه القصص والنماذج هي خير معين لنا وخير دافع فمنها نستمد القوة والصبر على الصعوبات الحياتية، لكن يبقى دور أحبتنا وأصدقائنا بالغاً، فلننظر حولنا ونتلمس كل من هو بالقرب منا ولا نتردد في تقديم العون والمساعدة له بكل أريحية وتفان، فما تقدمه اليوم سيرتد إليك في المستقبل، وكما قال رسولنا الكريم ( صلى الله عليه وسلم ): " صنائع المعروف تقي مصارع السوء"، فنحن بحاجة إلى صنع المعروف ونثر مثل وقيم مساعدة الآخرين، وليس بالضرورة أن تكون هذه المساعدة مادية، بل في أحيان بنظرة أو بكلمة أو بتوجيه وإرشاد ونصيحة يكون لها أثر بالغ وكبير لدى الآخرين.
 فلنبدأ أولاً بأنفسنا في التطلع والرغبة في مساعدة الآخرين.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى