تكريماً للأم في عيدها، يحتار الأبناء والبنات ويفكّرون مطوّلاً بالهدية التي سيقدّمونها لمن تُضحّي يومياً في سبيل راحتهم. فاختيارُ هدية الأمّ يتطلّب وقتاً وجولاتٍ في السوق، خصوصاً أنّ أمّهات كثيرات بدل أن يُعبّرن عن فرحهنّ بالهدية، يؤكّدنَ أنّهنّ لا يحتجنَها، متمنّياتٍ لو ادّخَر أبناؤهنّ وبناتهنّ المال لأنفسِهم ليشتروا به ما يحتاجونه. وتتحدّث خبيرة الإتيكيت مارلين سلهب عن العادات في عيد الأم، وأهمّية تقديم الهدايا والورود، وعن كيفية إفراح قلبِ "سِت الحبايب" في هذه المناسبة السنوية.
ها هي سعاد (70 عاماً) تُعيد على مسامع بناتها منذ شهر: «لا تشتروا لي هديةً هذا العام»، "أنا لا أحتاج الهدايا... لديّ كلّ شيء"... وتعرف بناتُها جيّداً أنّها عندما ستتلقّى الهدية ستقول لهنّ: "أتركنَ الهدية لكنَّ"... ولكنْ، تلفت خبيرة الإتيكيت إلى أنّ الهدية تُسعِد قلبَ الأم، على رغم معارضتها لتلقّيها.
ولو ألحَّت على عدم استلامها بهدف منحِها لبناتها لا يجب أن يقبَلن، فهدية عيدها يجب أن تبقى لها. ومن اللياقة أن لا يُشعِرها أولادُها بأنّهم تكبّدوا عناءً كبيراً لشراء الهدية أو اضطرّوا إلى ادّخار الكثير من المال.
ماذا نهديها؟
تنصَح سلهب بابتعاد الأبناء والبنات عن تقديم الأدوات الكهربائية والمنزلية، كهدية للأم في عيدها. فالأم تحمل همَّ أولادِها ولذا قد تطلب منهم جلبَ أدوات منزلية بدل أغراض شخصية تحتاجها. وإذا أصرّت على هذا الطلب ورضَخ لها أبناؤها فلا بدّ أن يُرفقوا الهدية المنزلية بهدية أخرى شخصية أو أقلّه بزهرةٍ وكلمة معبّرة...
وتُشدّد سلهب على أهمّية أن نفكّر مسبَقاً وباكراً لنجلبَ للأم ما تحبّه وتتمنّاه، وليس ما نحبّه نحن، أو ما أهدته صديقتنا لأمّها. والأساس أن لا ننسى الاحتفالَ مع الأم بعيدِها حتّى لو لم نتمكّن من جلبِ هديةٍ لها في الوقت المحدّد. نمنحها الوقت في هذا النهار، ونقدّم لها زهرةً، وعندما نشتري لها هديةً لاحقاً تكون بمثابة مفاجأة أخرى لها. وتُذكّر سلهب بأنّ جلب الطعامِ للأم إلى فراشها صباح عيدِها، مبادرة مميّزة يمارسها خصوصاً الصغار وهي رائجة في أستراليا.
أيُّ زهرة لأيّ أم؟
في عيد الأم تكثر شتلات زهرة الأُرْطَاسيا، حيث تدرج عادةُ إهدائها للأمّهات، ولكن تؤكّد خبيرة الإتيكيت مارلين سلهب أنّ اختيار نوعية الأزهار يَحمل معانيَ في هذا العيد، فلماذا لا نختار للأم نبتةً تحاكي شخصيتها ونشرَح لها معانيَها وسببَ اختيارها.
الجيربيرا أو التوليب: هاتان النبتتان ترمزان إلى الفرح، نقدّمهما للأم المرحة التي تحبّ الحياة وفصلَي الربيع والصيف.
الورد: يُقدَّم بلون زهري للأم الكلاسيكية التي تميل إلى احترام العادات والتقاليد. ويمكن أن تكون الباقة ملوّنة لتشملَ مزايا عديدة في شخصية الأم.
الكاميليا: تُخصَّص هذه الزهرة الجميلة للأم التي ضحّت كثيراً في سبيل أبنائها وبناتها، وعانت ليصِلوا إلى مراكز مرموقة. فزهرة الكاميليا كريمة جداً وفي الوقت عينه قوية، تنبتُ في فصل الشتاء وتعطي الكثير من الأزهار.
القرنفل: يرمز القرنفل الأبيض المطرّز على أطرافه باللون الأحمر، إلى عيد الأم في الولايات المتحدة، ويوحي بالإيمان والطهارة والإخلاص. أمّا القرنفل بلون زهريّ فدليل على الحبّ الأبدي.
تتفتّح مع الربيع
عن تاريخ عيد الأم تشير سلهب إلى أنه يختلف بين دولة وأخرى، فالحادي والعشرين من آذار ليس موحّداً بالنسبة لكلّ البلدان، ونحن في لبنان نتبع تاريخاً معتمداً في الشرق. وتحيي غالبية الدول أيضاً عيد الأم في الربيع، عندما تتفتّح الأزهار وتتجدّد الطبيعة بعد موسم الشتاء. فكلمة «أم»، حرفان يختصران كلّ الحياة، الألم والفرح والانكسار، خصوصاً أنّ الناس لا ينكسرون عادةً إلّا أمام أمّهاتهم.