يحدث في كثير من الأحيان خطأ في تصنيف نوع العلاقة التي تربطنا بالآخر.. هل هو صديق أو زميل أو حبيب أو مجرد عابر لا أكثر ولا أقل.. هذا الخطأ يشمل عدم تمكننا من قراءة الواقع وعدم فهم الآخر بل عدم فهم طبيعة المجتمع نفسه الذي له عاداته وتقاليده وطرق تفكير أفراده.. الذي يحدث في بعض الأحيان اعتقادنا أن الذي يجمعنا حب وعلاقة محملة بالأحاسيس والمشاعر الفياضة وأن الطرف الثاني أيضا يعيش هذه المشاعر تجاهنا.. نعتقد أننا نقوم ببناء علاقة غرامية قد تكون مدوية مثل قصة قيس وليلى، لكننا بعد فترة من الزمن قد تطول أو تقصر نصدم بذاك الشخص الذي تم بناء أحلام وردية كبيرة عليه.. نصدم بعدم اهتمامه، بعدم مبالاته، وعدم إصغائه، نظل نسأل كيف وقعنا في هذا الخطأ؟ ما الذي جذبنا نحو شخص لا يبادلنا المشاعر؟.. في الحقيقة أن هذا الشخص لم يرتكب خطأ إنما اللوم يقع علينا نحن في المقام الأول ذلك أنه اعتبرنا أصدقاء لا أكثر أو شخصين تجمعهما علاقة منفعة متبادلة، بمعنى يحتاج لخدمة منا نقدمها له ويقوم هو بدفع الثمن لا أكثر ولا أقل.. قد يكون هذا الشخص واضحاً أمام نفسه والهدف لديه لا يقبل المزايدة أو الاندفاع ببساطة يتواصل معنا للحصول على حاجته، إذا تجاهلت طلب ثمن هذه الخدمة لأنك تحبه فستكتشف بعد فوات الأوان أنك خدعت نفسك بل سببت ألماً وحسرة لنفسك بسبب كل تلك الجهود التي بذلتها لذا الشخص الذي أنكر حبك وتجاهل مشاعرك.. من وجهة نظري هو لم يرتكب خطأ، هو كان واضحاً ليس بالقول والكلمات كما ينبغي، لكن بالفعل والممارسة، عدم إصغائك لهذه اللغة البالغة الوضوح هو ذنبك أنت ليس ذنبه هو.. يوجد صنف يحتاجك ويحتاج لشيء محدد منك عندها لا بأس بأن يظهر لك بعض المشاعر، لا بأس أن يشعرك أنه مهتم بك، وأنه يحبك أيضا إذا لزم الأمر.. وأنت تصدقه وتبني واقعاً مزيفاً لكنه من جانب واحد فسرعان ما ينهار.. الذي حدث أن هذا الحبيب المزعوم سرعان ما ينسحب ويتركك وحيدا فريدا مجردا من الحب، والسبب أن المصلحة انتهت وهي التي جعلته يقترب منك ويقدم مشاعر مزيفة لك.. هنا ستشعر بالخديعة وستشعر بخسارة الوقت وخسارة الحب.. لذا أقولها نصيحة أطلب الثمن لكل خدمة تقدمها واقبض هذا الثمن حتى وإن كنت لست بحاجة له، وانس الحب وسنين الحب وقصص الحب.