اجتاحتني موجة مخيفة برائحة الشتاء وتغول الظلام ...بعضة الشوق وصفعة الوجع ...لم افهم لماذا استخففت بالم رغم ضجيج الوجع ... وجع استفاق وكسر لحد الصمت... الم مزق كفن الكبرياء وبكى انهار ثلج بعد ان تجمدت الحواس من الغياب ...موجة ضخمة هزت كياني واججت احاسيسا كانت مستكينة نائمة كامنة في مخبأ الذكريات ....طفت على سطح الحاضر بدأت حيث خلتها رسمت سطور النهاية ...ثرثرة صامتة سكبت حرارة على احلام صامتة فغليا معا واجتاحا الخواطر والآهات والتنهيدات والجراح والضحكات وقلبوا زمن الطبيعة وحولوا سكون الليل الى ضخب بموسيقى ايقاعات تدق على وقع نبض القلب لتراقص سيلان الدمع المنسكب على ازهار الخريف الصفراء ....موجة حولت شهب النجوم البعيدة البيضاء المضيئة الى شعاع برتقالي يكسر سواد الليل ليحوله الى لون حرائق الشوق ويحول رذاذ الموج الى دمعات تذرف على أجساد بلا ارواح فارقت قلوبها من ألم الزمن المميت في رحلة لامتناهية سلكت دروب صمت قاتل موحش تسمع فيه حفيف اوراق الأوهام على اطراف الليل ...تشتتت افكاري وتلاشت احلامي وفقدت شهية الكلام... تناثرت كل أجزاء الماضي والحاضر وتفتت حتى فقد المكان كل حرمة وقدسية ...ثمة خطأ ما في هذا الزمن الذي فقدنا فيه بريق النظرات في سماء الهوى الصافي الصادق وآخر فصل من فصول العشق العذري ...لماذا علينا ان نتذوق مرارة الاشياء التي ترسل شرارات تفجرنا من الداخل لماذا علينا ان نرتشف نكهة الجراح بدكتاتورية الواقع في أسوء لحظات الحياة المطرزة بالعجز والشلل حنين يشعلني يسري في جسدي كالحمى ...انتابتني حالة هذيان من تأثير الذكرى ...قررت الهروب من صدى الأصوات ومن الذكريات ...ذكريات كانت نائمة في فصول هجرة الطيور بكل تفاصيلها الدقيقة وحكاياتها القديمة مستكينة في أعماق كهف منسي خوف ان تطفو على سطح اليأس وتنزف ألما ...لكني وجدتها متمسكة بي تشل حركتي وتشعرني بالضعف المطلق وتغرقني في متاهات البحث عن المعاني وفك طلاسم المواقف ...حاولت ان تعود هذه الذكريات الى غفوتها حتى استريح من ايقاع تسكعها في داخلي واستفزازها لكل محاولاتي قبرها في النسيان .....عجزت على استئصال ورم الحنين ....احس اني اغرق في الإنتظار ..انتظار نهاية قصةكانت تمطر الوان قزح على العاشقين برائحة عطر أضعته في ثنايا الغياب قبل يثمر الجفاء وجعا مستديما..لم تظل هاربا لا تترك اثر يرشد للوصول اليك...دع لنفسك عنوان ...دع لنفسك مكان في احاسيسي قبل ان اغلق صندوق الدهر على غرامي بك ..قبل ان انفصل عن الواقع واكفر باللغة والقلم ...قبل ان اغير طرق السباحة والغوض و اعلق خيبتي على معاني الحظ السئ ...قبل ان اهجر للابد فانا لا اعرف طريق العودة ومدينتي تغلق ابوابها وراء الراحلين..