الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

المرأة العربية في الإعلام: أشواط طويلة أمام تحقيق المساواة مع الرجل

  • 1/2
  • 2/2

 شكل المنتدى العربي حول المرأة والإعلام الذي احتضنت فعالياته مدينة مراكش المغربية في الـ18 و19 فبراير/ شباط 2014، مناسبة لفتح النقاش من جديد حول وضعية المرأة التي تشتغل في المجال الإعلامي و الصورة التي تروج عنها في الإعلام العربي. وزير الإعلام المغربي والناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي أقر بأن الصورة التي يتم تسويقها عن المرأة المغربية والعربية بشكل عام سلبية وفيها استغلال لها. أما المشاركون في المنتدى فقد أجمعوا على أمر واحد هو ضرورة النهوض بصورة المرأة العربية في الإعلام وجعل الأخير مدخلا لإنصافها والمساواة بينها و بين الرجل. الآمال التي ينتظرها منظموا المنتدى و معهم آلاف الصحافيات العربيات تقابلها على أرض الواقع مشاهد قاتمة بعيدة عن الأهداف المنشودة.
هيمنة ذكورية، تحرش ومضايقات...
تعتقد نسرين أوزداغ الصحفية الشابة التي تعمل في إحدى الإذاعات المغربية، أن المشاكل المرتبطة بعمل المرأة في هذا المجال هي نفسها المشاكل التي قد تواجهها في أي مجال آخر وفي مقدمتها التحرش، مضيفة " أنا أرفض أن يتم تمييز مشاكل النساء عن مشاكل الرجال. في النهاية كل الصحافيين في المغرب يواجهون مشاكل سواء كانوا رجالا أم نساء؛ أما التحرش الذي اعتبره الاستثناء الوحيد هنا فإن النساء تعاني منه في كل المجالات". الوزير المغربي مصطفى الخلفي الذي اعتبر أن نسبة الصحافيات في العالم العربي، وليس في المغرب فقط، ضئيلة لا تتجاوز 27 في المائة من مجموع الصحافيين، عزا السبب إلى غياب سياسات لتأمين المساواة بين الجنسين في المؤسسات العمومية، وسياسات واضحة لمواجهة أشكال التحرش والاستغلال ودعم مكانة المرأة، وتشجيع ودعم الاشتغال على المرأة كقضية وليس كموضوع يوظَّف في الإنتاج الإعلامي.
مشكلة قوانين أم عقليات؟
بدوره، ربط الخبير الاجتماعي المغربي علي شعبان أسباب تزايد ظاهرة التحرش بالصحافيات المغربيات بالعقلية السائدة في المجتمع والتي لم تتقبل مزاولة المرأة العمل في مهنة المتاعب كما يقول: " الصحافة في المخيل الشعبي هي مهنة الانفتاح والتواصل مع الناس... ويزال الرجل لا يتقبل بعد كون الصحافية تخرج لتعمل من خارج المكتب وتبحث وتسافر وتجري حوارات مع غرباء وبالتالي ينظر إلى من تقوم بذلك بريبة وحذر، وهذا ما يفسر تعرض الصحافيات للتحرش حتى على يد زملائهن أحيانا".
 ويضيف الخبير المغربي أن الصحافية هي في نهاية الأمر امرأة وتعامل المجتمع معها ينضوي تحت نظرته بشكل عام للمرأة وتعامله معها، وهو تعامل عادة ما يكون بعيدا عن تقييم أدائها في المجتمع وكفاءتها وإنما مبنيا على الصورة التي يختزلها فيها الموروث الثقافي. ويرى شعباني إن تنامي طغيان هذه العقليات يعود إلى غياب القوانين التي تحمي المرأة سواء في الفضاءات التي تشتغل بها أو في المنتوج الإعلامي نفسه. تشاطر نسرين رأي الخبير في أن طبيعة عمل الصحافية تصورها أحيانا على أنها بالضرورة امرأة ليبرالية و فريسة سهلة "مفترضة" أمام من تتواصل معه سواء كان المعني بالأمر شخصا تحاوره أو زميلا معها أو غيره...
حصار على الإعلاميات المحجبات
إذا كانت الصحافيات المغربيات يعانين بسبب عقلية المجتمع وغياب الحماية فإن المحجبات منهن يعشن معاناة مزدوجة. فبالإضافة إلى ما "يقتسمنه" مع باقي الصحافيات من تحديات، تجد الكثير من الصحافيات المحجبات أبوابا موصدة أمام الوصول إلى الشاشة. حصار فرض عليهن دون سبب معلن ومنذ وقت طويل، حتى تبخرت أحلام الكثيرات بأن يصبحن وجوها تلفزيونية يوما ما رغم توفرهن على كفاءة عالية، وذلك لمجرد "أنهن اخترن الحجاب قبل الإعلام"، كما تقول فاطمة الزهراء القرزابي خريجة المعهد العالي للإعلام و الاتصال. تعمل فاطمة اليوم لموقع إلكتروني مغربي، ورغم أنها لم تتجه للعمل في التلفزيون بعد تخرجها لكنها تؤكد أن مجرد الحصول على حصص تدريبية للتقديم التلفزيوني لم يكن بالأمر السهل. و مازالت فاطمة الزهراء تستغرب من رفض ظهور الإعلاميات المحجبات في التلفزيون المغربي، موضحة: "نرى هذا على وجه الخصوص في الإعلام الناطق باللغة الفرنسية، ولا أعرف هل هو خوف من الحجاب أم حرص على تسويق صورة معينة. أظن أن على المسؤولين في هذه القنوات العمل على تجاوز عقدة الحجاب لأن حضور المرأة المحجبة في الإعلام يعكس حضورها في المجتمع أيضا و يعكس التنوع الذي توجد فيه".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى