من الذي يستطيع أن يقدم إحصاءات موثقة أو أرقاماً لا تقبل الجدل حول أيهما أكثر، نسبة خيانة المرأة أم خيانة الرجل؟. لا أحد، ولكننا تعودنا في مجتمعاتنا الشرقية النظر للخطأ الذي ترتكبه المرأة وكأنه مصيبة لا فكاك منها أو لا سبيل للتخلص من تبعاتها، بينما ينعم الرجل بمساحة كبيرة وشاسعة من ممارسة الأخطاء وارتكاب المحظور اجتماعياً وأخلاقياً وأيضاً دينياً، ولا يجد نفس تلك النظرة أو حتى نفس ردة الفعل. يمكننا رصد هوة كبيرة في النظر لخطيئة المرأة عند المقارنة بخطيئة الرجل، بل لعل هذا الجانب بحد ذاته أوضح المواضيع الذي يمكن رصد اختلاف في النظرة بل والوكيل بمكيالين، وغني عن القول أن المرأة هي العنصر الأضعف في هذه المعادلة، بل هي العنصر الأكثر انكساراً، وجميعنا سمعنا بقصص لفتيات انتهت حياتهن بمجرد أن شك أهلها أنها كانت برفقة شاب وعدها بالزواج، بينما شقيقها يجوب الشرق الغرب بحثاً عن اللذة، ولا يجد من أمه وأبيه إلا التمجيد والتبجيل، والسبب أنه رجل البيت وأمل المستقبل، ومع الأسف أن هذه النظرة والممارسة لاتزال موجودة حتى يومنا هذا في كثير من مجتمعاتنا الخليجية وإن كان هناك تباين واختلاف بين مجتمع وآخر.
قبل أيام أرسلت لي صديقة عبر الايميل خبراً، جاء فيه :" فجّر علماء إيطاليون مفاجأة مدوية في عالم الأدوية والعقاقير الطبية بعد اختراعهم دواء يعتبر الأول من نوعه في العالم، يتيح إمكانية السيطرة على الرغبة الجنسية للمرأة وأسموه بـ( أنثى الإخلاص ). وقال واضعو الدراسة إن الدواء الجديد يؤثر فقط على النساء، حيث يجعل المرأة ترتبط برجل واحد فقط فتتعلق به وتخلص له، وتزول لديها الرغبة في الخيانة. وتستند آلية عمل (أنثى الإخلاص) على التأثير الهرموني لدى المرأة، حيث تشير الدراسات إلى أن الميل للخيانة تسببه اضطرابات في الجهاز العصبي والغدد الصماء، لذلك يعمل العقار الجديد على إعادة جسم المرأة إلى حالته الطبيعية، ويؤثر الدواء فى هرمون يعمل على التعلق بالرجل المفضّل، ما يدفع المرأة للميل إلى رجل واحد والابتعاد عن الخيانة". انتهى الخبر، لكن صديقتي أرفقت معه تعليق قالت فيه:" لقد أحضر زوجي هذا الخبر، ليدلل أن المرأة أكثر خيانة للزوج!"، وتضيف صديقتي قائلة "هذا وهو اللي يسافر دائماً للخارج". البعض قد يعتبر تصرف الزوج من باب المداعبة، والبعض قد يفسره بعدم ثقة في زوجته، وأنا مع الجميع، وأتذكر في هذا السياق المثل العربي الشهير: "رمتني بدائها وانسلت". وبحق فإن مثل هذا الخبر يجعل المرأة في زاوية أخرى من الظلم، وكأن الرجل منزه عن الخطأ وارتكاب الخيانة، وهذا بطبيعة الحال غير صحيح، بل أن المساحة الممنوحة للرجل في عالمنا العربي تجعله أكثر خيانة وأكثر تمرساً. ليس لكلماتي أي قصد لتبرير الخطيئة من أي طرف كانت، ولكن من المعيب بحق ومن الخادش للحياء والرجولة بحق، أن تستمر نظرتنا لزلة بسيطة قد ترتكبها أي فتاة وكأنها دمرت العالم، ونغض النظر عن إجرام وتهور شقيقها والسبب أنه رجل. ورغم كل هذا فإنني أجزم أن المرأة أكثر وفاءً وإخلاصاً لمن تحب.