تسيطر اليوم أسماء شهيرة على ساحة الجمال مثل لوريال وشانيل وإيستيه لودر وغيرهن العديدات. ولكن هناك ابتكارات وأعمال كانت وراء نقل كل من هذه العلامات التجارية إلى العصر الحديث. فتاريخ صناعة الجمال مثير للدهشة والإعجاب.
واحتفالاً بالنساء الملهمات اللائي أثرن في عالم الجمال وغيرنه إلى الأفضل، نقدم لك أكثر النساء تأثيراً في صناعة الجمال واللائي واجهن الصعوبات والمخاطر وابتكرن موضات وغيرن النظرة إلى جمال المرأة إلى الأبد.
“لكي يكون الإنسان شخصاً لا يمكن استبداله، عليه أن يكون مختلفاً”ً
Coco Chanel
أن تكوني امرأة في صناعة الموضة التي كانت وما زالت تحت سيطرة الرجال الذين يقررون ما ترتديه النساء، فهذا يعتبر دائماً تحدياً كبيراً. ولكن غابريال بونور شانيل لم تسمح لمثل هذا التفكير المقيد بأن يعرقل مسيرتها أو يلهيها عن تحقيق فلسفتها العصرية. فمن كان يتخيل أن امرأة تربت في ملجأ على أيدي الراهبات، يمكن لها أن تصبح رمزاً مؤثراً في تاريخ الموضة؟
كانت رائدة تملك أفكاراً متطرفة غيرت من عالمي الموضة والجمال في القرن العشرين. فتجاهلت تقاليد فترتها الزمنية وخلقت معالم موضتها الخاصة بها. إذ أنه في بداية هذا القرن كانت البشرة البيضاء عنوان الرقي بينما البشرة الداكنة ترتبط بأفراد الطبقات الدنيا. وفي سنة ١٩٢٣ قامت شانيل بتحويل البشرة السمراء إلى موضة مرغوبة من الجميع، وذلك عندما أحرقت الشمس جلدها بالصدفة أثناء قيامها برحلة بحرية في الريفييرا الفرنسية. فبعد عودتها إلى باريس أعجب لون بشرتها الداكن المتوهج كل زملائها بشدة وسرعان ما قاموا بتقليدها. وأصبح سمار البشرة علامة على الثراء والجمال.
وفي١٩٢١ تم طرح Chanel No.5 وكان أول عطر يحمل عن قصد رائحة صناعية. فقد تم تركيبه من مواد غير طبيعية على خلاف العطور السائدة في ذلك الوقت، والتي كان يتم تركيبها من خلاصات الزهور. وبعد مضي ٩٠ عاماً، ما زال هذا العطر واحدا من أكثر العطور شعبية وأسرعها مبيعاً حول العالم.
“الجمال هو حق فطري لكل امرأة”-
Elizabeth Arden
كانت إليزابيث أردن في ذروة نجاحها المهني، واحدة من أكثر نساء العالم ثراءاً. فقد بنت سيدة الأعمال الأمريكية والكندية الأصل، إمبراطورية لصناعة منتجات التجميل وغيرت النظرة إلى المكياج في زمن كانت فيه النساء اللائي يصبغن وجوههن هم فقط العاملات في مجال العروض الفنية الترفيهية وأولئك اللائي يوصفن بسوء الأخلاق. ومع إطلالة عام ١٩٢٩ كانت قد أصبحت تملك ١٥٠ صالوناً رفيع المستوى ينتشرون عبر الولايات المتحدة وأوروبا. وتوجد منتجاتها التي وصل عددها إلى ال ١٠٠٠ في أسواق منتجات الرفاهية في ٢٢ دولة. وقامت أردن من خلال صالوناتها وحملاتها الإعلانية بتعليم النساء كيفية وضع المكياج وارتداء الملابس الأنيقة لتناسب العمل، بل إنها قامت بابتكار نوع من أحمر الشفاة يسمى أحمر مونتيزوما، يتماشى مع الملابس الرسمية للنساء الملتحقات بصفوف الجيش. وفي سنة 1962 أهدت الحكومة الفرنسية لأردن جائزة الشرف Légion d´Honneur إعترافاً بمساهماتها في صناعة مستحضرات التجميل.
“لا تقلل أبدا من رغبة أي امرأة في الجمال”
Estee Lauder
ترعرعت إيستيه لودر في كوينز بمدينة نيويورك. وبزغ اهتمامها بالجمال وهي في المدرسة الثانوية، عندما جاء عمها المجري الجنسية ليقيم مع أسرتها وقام بداية في المطبخ بابتكار أنواع من كريمات الوجه. وتعلمت إيستيه من عمها ليس فقط طريقة تركيب وصناعة الكريم بل كيفية وضعه أيضاً على وجوه النساء. ولكن موهبتها الحقيقية تركزت في بيع المنتجات. وقامت إيستيه بعد تأسيس شركتها سنة ١٩٤٦ بحضور إفتتاح كل محل جديد حيث كانت تبقى فيه لمدة أسبوع تقوم خلاله بتدريب العاملين على توجيه النصائح الجمالية للزبونات وعلى أساليب البيع الفنية وكيفية عرض البضائع.
وكانت معظم النساء حتى سنة ١٩٥٠ يحتفظن بالعطر لإستخدامه فقط في المناسبات الخاصة. ولكن إيستيه لودر أرادت أن تجد طريقة لكي تقوم النساء بشراء عطورهن بأنفسهن، فابتكرت سنة ١٩٥٣ زيت للحمام سمته Youth Dew يمكن أيضاً استخدامه كمعطر للبشرة.
وكان هذا الإبتكار بمثابة العاصفة في عالم صناعة مستحضرات التجميل، إذ غير من الطريقة التي كانت تباع بها العطور وجعل من الشركة المبتدئة الصغيرة، شركة تساوي ملايين الدولارات. وكانت دائماً تصر على صنع منتجات الشركة من أفضل وأقيم المواد. لقد تغير العالم بشكل جذري منذ أن أسست علامتها التجارية ولكن قلب وصميم القيم التي غرستها ما زال موجوداً وملهما للنساء من كل الأجيال وربما أكثر كثيراً من قبل.