"أهدي هذا لنفسي التي منذ الثالثة عشر عاماً شعرت أنها ليست جيدة بما يكفي. أهدي هذا لكل امرأة شعرت أنها أقل من المستوى الكافي. أهدي هذا لكل شخص جعلني أشعر بالسوء تجاه نفسي، لكل شخص استخدم وزني كوسيلة ليكسرني. أنظروا إلى الآن على غلاف مجلة. لن يكسرني أحد مجدداً". هكذا عبرت مريم نزار عن شعورها بعد ظهورها مع ماري بارمكي وماكرينا مجلي على غلاف مجلة What Women Want أو "ماذا تريد النساء"، في أمر نادر الحدوث في العالم العربي.
العارضات ممتلئات القوام بدأن في الظهور على المجلات العالمية والعمل لبيوت الأزياء المختلفة في السنوات القليلة الماضية في العديد من البلاد الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية.
ولكن بالنسبة للعالم العربي فالوضع مختلف، لأنه وبالرغم من ارتفاع نسب السمنة بين النساء والرجال على حد سواء فإن الأزياء المتاحة للمقاسات الكبيرة تظل "مملة" بحسب تعبير ريم جميل، رئيسة تحرير مجلة What Women Want التي تحدثت لبي بي سي عن هذا القرار التحريري.
تقول ريم التي تقود المنشور الذي يصدر في مصر منذ عام 2006: "قررنا اختيار نساء واثقات من أنفسهن ومن أجسادهن ويشجعن النظرة الإيجابية للنفس على مواقع التواصل الاجتماعى،" وتضيف: "كنا نريد أن نصور صراعا حقيقيا قد تستطيع أي امرأة أن تشعر به وتتواصل معه سواء بنفسها أو عن طريق شخص في دائرة معارفها".
ومن هذا المنطلق، النساء الثلاث لهن صراعاتهن وتجاربهن مع قبول أجسادهن ومحاولة التطور بالرغم من التعليقات السلبية المستمرة.
ماكرينا مجلي، إحدى العارضات اللاتي ينظرن بقوة للكاميرا، حكت لبي بي سي عن هذا الصراع الذي دفعها لترك مهنة طب الأسنان وبدء مشروع خط أزياء لممتلئات القوام.
"البداية كانت عندما سئمت عدم الرضا عن نفسي وعن جسدي. بدأت في محاولة اختيار ملابس أكثر بهجة وملونة بدلاً من الألوان الداكنة التي تظهرني بشكل أنحف وعندما بدأت أتقبل جسدي بدأت أخسر الوزن الزائد تدريجياً".
ماكرينا لم تستأثر لنفسها بهذا الطاقة الإيجابية، بل بدأت مجموعة على مواقع التواصل الاجتماعي لدعم الفتيات والنساء اللائي يواجهن نفس المشكلة ووجدت ترحيباً بالفكرة التي تطورت لتصبح أول خط أزياء مصمم فقط لممتلئات القوام.
"وجدت ترحيباً كبيراً، وطلب مني أن أصمم معاطف وسراويل وملابس للبحر وكأن النساء شعرن أن هناك أحدا أخيراً فكر في هذه الفكرة".
تتفق مع ماكرينا في هذا الرأي مريم، التي تقول إن مظهرها خاصة في سن المراهقة كان تحدياً.
"كنت أشعر بالاكتئاب خاصة في سن المراهقة. لم أكن أشعر بأنوثتي لأنني عادة كنت أضطر لشراء الملابس الرجالية لأجد مقاسي. كان لدي شعور دائم بأن شكلي ليس جميلاً وأنني أقل من أصدقائي".
وتضيف: "كان عندي هوس بأنني لابد أن أفقد الوزن الزائد وأن أصبح نحيفة لأتمكن من إيجاد ملابس جميلة ولأشعر أنني أنثى وحتى تكون لي قيمة أمام الناس".
ولكن هؤلاء النساء وغيرهن ممن يشجعن على تقبل أنفسهن، مازلن يواجهن تحدياً مع مخاطر السمنة الصحية التي تبقى قائمة طوال الوقت.
كان هذا تحدياً أيضاً لمجلة What Women Want التي خصصت هذا العدد الهام من العام، عدد الصيف، لممتلئات القوام وتوجست من ردود الأفعال.
"كنت سعيدة جداً أن الناس فهمت الرسالة التي أردنا إرسالها بشكل صحيح،" تقول ريم، "نحن لا نشجع السمنة بل على العكس، الكثير من موضوعاتنا في الأعداد السابقة تركز على الأكل الصحي واللياقة البدنية، ولكننا أردنا تشجيع النساء على تقبل ذواتهن وأردنا توضيح أن ممتلئات القوام أيضاً جميلات وهو ما ظهر واضحاً على الغلاف".