الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

عندما لا نريد أن نفهم !

  • 1/2
  • 2/2

في الحياة تجارب متنوعة وخبرات مختلفة فيها أحداث كثيرة ومنها أحداث نعجز عن فهمها أو عن حتى كيفية التعامل معها.. من هنا يكون اكتساب الخبرات وتراكمها مع مرور الأيام والسنوات أمرا حتميا. عندما نصل لمرحلة عمرية متقدمة تكون الحكمة والتأني والتفكير العميق هي إحدى الممارسات التي اكتسبناها من الأيام والمواقف التي مرت بنا.. البعض وهم قلة ، وأعتبرهم الأكثر ذكاءً، لا يتردد في الاستشارة وطلب النصح، خاصة ممن يكبرونه سناً والأكثر خبرةً، والسبب ببساطة الاستفادة من تجاربهم وخبراتهم. لكن المدهش في الأمر أنه توجد أحداث أو مواقف نكون وقعنا في الخطأ عند محاولة معالجتها، ثم تعود القصة والدراما نفسها مرة أخرى ونرتكب الخطأ نفسه مرة ثانية، وهذا يعني بطبيعة الحال عدم الاستفادة من التجربة، رغم مرارتها وقسوتها  وألمها؛ على سبيل المثال تمر فتاة بقصة حب شاب يعدها بالزواج يحلف الأيمان المغلظة بالإخلاص والوفاء وأنه لا يرى سواها، لكنه يخطئ مراراً في اسمها ويستبدله باسم عشيقة أخرى، لكنها تلتمس له العذر. ثم بعد فترة من الزمن يتركها دون أي ندم أو تردد.. المشكلة أنها تقع في الخطأ نفسه مرة أخرى وتسلم قلبها لآخر يعدها ويقسم لها بأنه مختلف وقصده شريف، وكأنه يعاد أمامها شريط سبق مشاهدته والاستماع لما يحتويه، وتسلم قلبها لتجربة أخرى لعل وعسى..
حتى بعيداً عن الجانب العاطفي وعلى مستوى الصداقة، تجد صديقك بدأ يلمح لك بأنه لم يعد لديه أي استعداد ليقدم المزيد من الخدمات المجانية، لأنه وجدك انتهازيا استغلاليا تهتم بمصلحتك الذاتية، دون أن تبدي ولو اهتماما قليلا بشؤونه وأفكاره وتطلعاته ومستقبله. وبكل ما تعني مفردة العمل الصرف.. يقوم هذا الصديق بنقل علاقة الصداقة إلى علاقة عملية مادية. ولكننا أيضاً مرة أخرى لا نفهم المغزى والمعنى.. أو أننا لا نريد أن نفهم ونتجاهل مثل هذه التحولات، وإذا تم صدمنا بالحقيقة، بلوم هذا الصديق على انتهازيته وعلى استغلاله وجشعه وطمعه، والحقيقة أننا نحن من حوله إلى هذه الحالة عندما لم نهتم إلا بأنفسنا وباستنزافه دون أي تقدير لروح الصداقة ومعناها السامي عن أي مصلحة..
ننسى أو لا نريد أن نفهم أن العلاقات الإنسانية الناجحة السعيدة تقوم على التكافؤ والحب والمساواة وتبادل الاهتمام والعناية ببعض، إذا فقدت هذه المفاهيم من أي علاقة إنسانية، بين زوجين أو حبيبين أو صديقين، أو عندما يميل الميزان أو عندما يحدث خلل أو حتى انحراف بسيط تكون النتيجة بالغة القسوة والألم.. المشكلة أننا نكتفي بإلقاء اللوم على الآخر بمعنى أننا لم نستفد من درس قيم وبالغ الأهمية في علاقاتنا الاجتماعية.. عندما تنهار أي علاقة لك بالآخر لا تبدأ في النواح والبكاء ثم إلقاء اللوم عليه، لأن هذه أبسط طريقة لتعويض نفسك ألم الفقد وأسهل وسيلة لتتغلب على جرحك، ثم ستفقد درساً كان سيفيدك في المستقبل.. درس فيه ملامح الأخطاء التي وقعت فيها، وإذا أمعنت النظر جيداً لها ستفهم كم يعني أن تصغي وتحلل بشكل جيد وبالتالي تتجنب الوقوع في الخطأ مرتين.. لكننا بكل بساطة لا نريد أن نفهم ! ..

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى