المرأة في حياة الرجل تمثل كل شيء له ،فهي الحياة... وهي السعادة... وهي الحنان... هي الوفاء... هي الإباء... هي العطاء بلا حدود... هي النصف الرائع الجمال كما يقولون... هي عماد المجتمع، بل هي المنبع والحضن الدافئ للمجتمع كله... هي الشجرة وارفة الظلال التي يأوي إليها الرجل ابنا وزوجا وولدا ليستمد منها الحياة... هي الينبوع الدافق الذي يروى عطش البشرية، ويسمو بروحها... ومهما كانت النماذج الشاردة، فالاستثناء يثبت القاعدة... عن المرأة أتحدث... عن أمي وزوجتي وبنيتي... وأتساءل فأقول: كيف يكون حال الدنيا لو لم يوجد فيها امرأة؟؟
وعن أمي أقول: لولاك يا أمي بعد الله ما جئت إلى الحياة، فأرجو أن تسامحيني لتقصيري ، فما علمت فضلك علم يقين بل حق يقين إلا بعد أن صرت أبا... كم بذلتِ وتبذلين من أجل أبنائك... تسترخصين الروح فداء لراحتهم... تحزنين لحزنهم، وتتألمين لألمهم... وتسعدين لسعادتهم... وأستذكر كلماتك دائما وأنت تقولين: "كنت أظن أن سعادتي وراحتي حينما يكبر أبنائي، ويشقون طريقهم في معمعة الحياة، ويصير لكل منهم بيت مستقل، فإذا بي أكتشف أن سعادتي كانت في وجود أفراخي الصغار من حولي، ويشتد ألمي حينما أرقب عصافيري وهي ترفرف بعيدا عني، كل منها في مكان، وقد شتتنا الأيام... أنى لنا بهذه الأيام الخوالي، في ليالي الشتاء ونحن مجتمعون، نتقاسم الطعام وأطايب الكلام والدفء والوئام..."
أما رفيقة دربي، زوجتي الحبيبة، فسعادتي في جوارها... وكم قاسيت وعانيت وصبرت معي سبع سنوات عجاف حتى التقينا،... أحببتها قبل أن نلتقي، فلما التقينا، صرنا روحين في جسد واحد... تتلاقي أفكارنا عن بعد، أفكر فيما تفكر فيه، وتفكر فيما أفكر فيه، أسعد لسعادتها، وأحزن لحزنها، لا أستطيع أن أغضب عليها، فسرعان ما يصفو قلبي نحوها... وإن غضبت تسارع إلى مرضاتي وتقول: "لا أتذوق الراحة والنوم حتى ترض."... هي شريكتي في غربتي، وأنيستي في وحشتي، أما لأبنائي وأبنتي ، فقد عوضني الله بهم خيرا،... وحينما تغيب عني ولو ساعات أهفو إلى رؤيتها وكأننا قد افترقنا منذ زمن بعيد... أما حينما تسافر بعيدا إلى الديار، أفقد في بعدها كل معنىً للحياة، فلا طعم ولا لون ولا رائحة لأي شيء،... أتحول من إنسان مفعم بالحياة إلى ترس يدور في ماكينة الحياة بلا روح ولا حياة.,, فلا حرمني الله منك...يا زوجتي الغالية
أما ست البنات، ندى، بنيتي، حبيبتي، أول فرحتي قبل أخويها عمر وعبد الله، فهي القلب الحنون في البيت، أضمها بين أحضاني حينما أعود من العمل، وتنتظرني بلهفة واشتياق، صرنا أصدقاء رغم صغر سنها، نتسامر، نتشاجر، نلهو، ونلعب... أتألم لألمها، وأسعد لسعادتها. كم أسعد حينما تمتد أناملها إلى رأسي لترقيني حينما تراني متعبا بعد يوم عمل طويل... ضحكاتها تنشر البهجة في البيت، وحكاياتها الحلوة تجذب الآذان إليها... وكم أسعد وأطير فرحا حينما أرسم الفرحة على وجهها هي وأخويها... أشتاق إلى تنسم عبيرها هي وأخويها حينما يغيبون عني، وأتلاقاهم بالورود، وأحب أن أفجائهم دائما بالهدايا لأسعد بضحكاتهم وردود أفعالهم... ألهو معها ومع أخويها، وأنتظر قبلهم حكايات قبل النوم لأقصها على مسامعهم وهم بين أحضاني الواحد تلو الآخر، فلا حرمني الله منك يا بنيتي...