حين دعتنى الدكتورة هدى بدران، رئيس الاتحاد النوعى لنساء مصر، لأشارك فى تدعيم حملة «نساء من أجل النساء»، التى تهدف إلى الوصول بمائة سيدة إلى مقاعد البرلمان، فوجئت بتجمع نسائى كبير على درجة عالية من الوعى والإصرار، على خوض الانتخابات النيابية المقبلة، اعتمادا على خدماتهن فى الشارع، وليس استنادا إلى نظام «الكوتة» التى كان يفرضها البرلمان المنحل.
يومها تذكرت كفاح رابطة المرأة المصرية برئاسة هدى بدران فى الثمانينيات، ودورها المشهود فى مساندة المرأة بدفعها إلى منصة القضاء، حتى أقنعت القيادة السياسية آنذاك بتعيين المستشارة تهانى الجبالى «نائبا» لرئيس المحكمة الدستورية.
أما اللافت للنظر، فإن هذه الحملة لم تكن الهدف الوحيد لهذا الاتحاد، وانما كان أول من دعم «خريطة الطريق» بالدعوة اليها، وشرح خطواتها لنساء الريف قبل سيدات المدن، فظهر أثره بوضوح فى التصويت «بنعم» على الدستور من خلال زيارات ميدانية للمحافظات فى الدلتا والصعيد، حتى جاءت نسبة تصويت المرأة أعلى بكثير من تصويت الرجل.
واليوم لا نبالغ حين نقول، إن المبادرة التى يتبناها اتحاد النساء الآن، سوف يكتب لها النجاح من خلال اختيار المرشحات بعناية، وتوفير المال اللازم لدعايتهن الانتخابية بتمويل صندوق قائم على التبرعات، فضلا عن وجود د. هدى بدران على رأس هذا الاتحاد، التى تؤمن بقدرة المرأة، ودورها إلى جانب الرجل، وأهمية تأييدها من جانب العمل الأهلى التى كانت وستظل «أميرته» بلا منازع.