لم تحتمل النجمة السورية أمل عرفة غيابها أكثر من ذلك عن الدراما المحلية، فآثرت العودة هذا العام بحصيلة كبيرة على صعيدي الكم والنوع، لتتجول بين أروقة الدراما والمسرح والغناء.
وبينما تعود آخر مشاركة لها إلى الموسم قبل الماضي وتحديداً منذ «رفة عين» الذي ألفته بنفسها، و«المفتاح»، و«بقعة ضوء9»، فضّلت الابتعاد الموسم الماضي، لكنها اتخذت قرارها باحتلال مكانتها الطبيعية والمرموقة بين نجوم ونجمات الدراما السورية هذا العام.
بدايةً، أكدت عرفة اعتذارها عن المشاركة في عدة أعمال، منها «قلم حمرة» في حين أبدت احترامها الكبير لكل القائمين على هذا المسلسل وعلى رأسهم المخرج حاتم علي، لكنها كشفت عن اضطرارها تقديم اعتذار بسبب ارتباطات أخرى، في وقت تدرس فيه عدة عروض أخرى.
وضمنت عرفة حتى الآن الظهور بثلاثة أعمال قدّمت فيها أدوار البطولة النسائية وهي «صرخة روح2»، و«القربان»، و«الغربال»، في حين أكدت دراستها للمشاركة في الجزء العاشر من «بقعة ضوء» مع المخرج عامر فهد.
أولى أعمال عرفة هذا العام جاء عبر خماسية «الضحية» في مسلسل «صرخة روح2»، وكشفت أنها تجسد شخصية «عفاف» التي تحبّ زوجها وتغار عليه كثيراً خصوصاً أنها عاقر، فيصل تعلّقها به إلى حد إصابتها بمرض نفسي، والخماسية من تأليف سعيد حناوي وإخراج إياد نحاس، وبطولة أيمن رضا، وتولين البكري.
وشددت أمل عرفة في تصريح لها على أنها فضّلت العودة عبر هذه الخماسية بعد إعجابها بالنص لما يحمله من أفكار واقعية، ويتألف العمل من ثلاثين حلقة موزعة على ست خماسيات تتحدث في مجملها عن قصص الخيانة بطرح جريء وعميق.
وأوضحت إنها اختتمت منذ أيام تصوير مشاهدها في مسلسل «القربان» للكاتب رامي كوسا والمخرج علاء الدين كوكش.
وقالت أنها جسدت في العمل الاجتماعي شخصية «يارا» وهي مهندسة ملتزمة تعمل في مكتب يحاربه رجل نافذ، لكنها تحافظ على خطها السوي في مهنتها. كما تعاني الموروث الاجتماعي الفاسد وتتعرّض لفضيحة أخلاقية كبيرة في حارتها عندما ينشر شاب صوراً إباحية لها تمت فبركتها على جدران الحارة.
وأشارت إلى أن المسلسل ينتمي إلى النوع الاجتماعي المعاصر، راصداً عبر ثلاثين حلقة مجموعة من التصدّعات الداخلية التي عصفت بالمجتمع السوري، محاولاً تقديم مقاربةٍ دراميّة للمشكلات المحليّة بتصنيفاتها السياسية والاقتصادية والطائفيّة، وما لهذه المشكلات من تداعيات على المكوّن الإنساني السوري.
من ناحية ثانية، قالت عرفة إنها لن تكتفي بأداء دور البطولة في «القربان»، بل ستضع صوتها على شارته في أغنية من كلمات رامي كوسا مؤلف العمل وألحان رعد خلف.
بالانتقال إلى حديث المسرح، أكدت عرفة أن مسرحيتها «البحث عن عزيزة سليمان» حظيت بنسبة حضور كبيرة في افتتاح عروضها ضمن «مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما»، في حين أشارت إلى احتمال عرض المسرحية على خشبات دمشق وبيروت وأوروبا، علماً أنها من تأليف عاطف الفراية وإخراج أسعد فضة، ونالت الجائزة الأولى في المهرجان.
وترصد المسرحية شخصية فنانة معتزلة وجدت نفسها مرمية في مأوى للعجزة، تندب ماضياً حافلاً بالأضواء والشهرة، كما تركز على حالة الفصام والهذيان التي تعيشها في خضم محاولاتها اليائسة للعثور على هويتها الممزقة، حسبما ذكرت.
رغم انشغالها بالتمثيل، إلا أن أمل عرفة ترى أنها لم تبتعد يوماً في قلبها وفكرها عن الغناء، فمنحت صوتها الجميل وقتاً سمح لها بإنتاج أغنية إنسانية وطنية بعنوان «دور على حالي» صورتها على طريقة الفيديو كليب بدمشق تحت إدارة المخرج مصطفى برقاوي، لتعود بهذا المشروع إلى ساحة الغناء بعد ثلاث سنوات على غنائها للمنتخب السوري في كرة القدم.
الأغنية من كلمات عرفة ذاتها وألحان النجم اللبناني مروان خوري، وتوزيع شقيقه داني خوري، ويقول مطلع الأغنية: ركضت، مدري أنا مدري قلبي ركض، دور ع حالي هونيك يمكن بشي مفرق، يمكن تحت فية، عايشة ومش عايشة، ماشية أو الدنيا اللي عم تمشي فيي.
تستعد عرفة لتأدية دور البطولة في المسلسل الشامي «الغربال» من تأليف سيف حامد وإخراج ناجي طعمي وبطولة منى واصف وعباس النوري وبسام كوسا وعبد المنعم عمايري وعبد الرحمن آل رشي.
وللمرة الأولى، كشفت عرفة عن تفاصيل شخصيتها في المسلسل الشامي فقالت: «أجسد شخصية "أم جابر" زوجة بسام كوسا، وهو اللقاء الأول بيني وبينه بعد 11 عاماً وتحديداً منذ لقائنا في مسلسل «قبل الغروب» عام 2003.»
وأضافت إن العمل يعتبر التجربة الثانية مع ناجي طعمي بالنسبة لها بعد مسلسل «عشتار» عام 2004، في حين رأت أن حضور شخصيتها لا يختلف كثيراً عن حضور المرأة الدمشقية بمسلسلات البيئة الشامية، لكنها أبدت سعيها وتمنياتها أن يكون مختلفاً على صعيدي الأداء والتنفيذ.
ويجسد المسلسل الخير والشر ويتناول دمشق عام 1927، وتدور أحداثه ضمن حي الشاغور الدمشقي، عبر قصة اجتماعية يحتدم فيها الصراع على السلطة ويولد هذا الصراع الكثير من الدماء والظلم والعديد من الضحايا التي لا ذنب لها إلا وجودها ضمن ساحة الصراع في أحداث ملأى بالتشويق ضمن أجواء البيئة الدمشقية المحببة.
ويعيد هذا العمل أمل عرفة إلى أجواء البيئة الشامية التي غابت عنها منذ ثلاثة أعوام، وتحديداً منذ مشاركتها في مسلسل «الزعيم» عام 2010 مع المخرج بسام الملا.
أخيراً، بيّنت أمل عرفة في حديثها لـ«الوطن» أنها استأنفت رسم سطور عملها الدرامي الرابع ويحمل عنوان «سايكو»، بعدما ألفت في وقت سابق «رفة عين» عام 2012، و«عشتار» في 2004، و«دنيا» 1999، علماً أن الأخير حقق نجاحاً منقطع النظير ومازال عرضه مستمراً على مختلف الشاشات العربية.