منذ عهدنا بالعمل الإعلامي ،تعلمنا من النخبة الصحافيين العمالقة الكبار الذين تتلمذنا على أيديهم مهنية التحرير الصحفي او ما هو معروف بالمطبخ الصحفي ،وكيف تصاغ المادة الإعلامية التي تقدم بمهنية تجذب المتلقي سواء قاريء أو مشاهد أو مستمع ،تعلمنا أن العنوان له نكهة خاصة ألذ من الكاري والبهارات التي توضع في أشهى المأكولات التي تطهى في المطابخ المنزلية ،وكان هؤلاء العمالقة لا ينشرون أي خبر إلا بعد إعادة طهيه بالطريقة الصحيحة التي توضح عناصره ،وتجذب القاريء إليه كي يتابعه ،وفي الآونة الأخيرة أصبح الإعلام ألذ طعما وشكلا في العرض لقضية ما أو الكشف عن أمر جديد يهم الرأي العام ،وكان الحصول على لقب صحفي مهني لا يعبر هكذا إلا بعد ممارسات وتدريبات وإختبارات يتعرض لها من يريد أن يتعلم ويصقل ميوله الإعلامية في المطبخ الصحفي ،بينما نجد البعض ممن يحمل إسم صحفي دون أن يكون عضوا في نقابة أو جهة إعلامية مهنية ذات سمعة في الوسط الصحفي ،وظهرت شركات العلاقات العامة التي تسلق الخبر دون نكهات وكأن القاريء مريض بالسكر او بالضغط وحرم عليه بعض النكهات والبهارات ،وقد إجتهدت مؤسسات إعلامية ظهرت على الساحة الإعلامية في نشر الأخبار وإبراز الحدث كي يشعر القاريء أو المتلقي أنه داخله ويتفاعل معه ويكتب تعليقا عنه ويعبر عن رأيه ويقترح حلولا لقصة إخبارية فيها معاناة أو حدث هام مثل الحرب الداخلية في سوريا على سبيل المثال ،أو الصراع المستدام بين الفلسطينين ومن يدعون أن فلسطين حقا لهم ،أو غيرها من الأحداث والوقائع التي تهز العالم هذه الايام .
وكما تتقن بعض النسوة فن الطهي،وفن إستخدام البهارات والمقبلات على الموائد العامرة ،كذلك يكون العرض للحدث او الخبر الذي يشكل الرأي العام ويثيره .
وهذه الايام الذي تشهد إنتشاراً للاخبار بسرعة البرق عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وكانت قبلها مواقع المدونون العرب الذين يتابعون الحدث فورا ،ولهم مواقعهم الإلكترونية الخاصة والمدونات التي اصبحت لغة العصر الإعلامية الآن ،وإنتشرت فئة من المدونين والصحافيين الذين كانوا يعتبرون حينها النخبة في إيصال الأفكار والآراء حول العديد من القضايا والأحداث الدائرة ويبثوها إلى العالم عبر المدونات في العالم الإفتراضي عبر الشبكة العنكبوتية ، ومن خلالها أصبحت الكثير من القضاي حديث الإعلام حول العالم ،بل أصبحت تخصص لها برامج تلفزيونية ومتابعات صحفية ورصد للآراء حولها ،ومتابعة ردود الفعل عنها ،كانت جميع الأخبار تطهى على أيدي مهنيين صحفيين تدربوا واتقنوا فن الكتابة الصحفية وعرفوا من أين تؤكل الكتف التي تخصص للوصول إلى الهدف ،من العمالقة الصحفيين الذين اذكرهم وتعلمت على أيديهم الأستاذ الفاضل مصطفى صالح الذي كان محررا للصفحة الثقافية في صحيفة الدستور الأردنية عدة سنوات ،ثم تسلم الصفحات الرياضية في صحيفة الغد فترة إلى أن أصبح رئيس تحرير لها إلى أن تقاعد وكرم على شاشة التلفزيون الأردني وكرمته نقابة الصحافيين وعدد من الصحف لدوره وبصمته في الصحافة الاردنية على مدى سنوات تعتبر تاريخا ذهبيا عاصرها في نقل تفاصيل الأحداث بمهنية وبعين ثاقبة تقرأ ما يحتاجه الآخر فكريا فيقدمه له على طبق من ذهب عبر وسيلته الإعلامية ،وحين تعين المؤسسات الصحفية مسؤولين تأخذهم على أساس مهنيتهم وتاريخهم الصحفي دون النظر إلى إسم العائلة والاصول ومقدار الرصيد في البنك الذي يغذي الآخرين كي يقربونهم منها كما يحدث في بعض المؤسسات ،وهذا الامر يحتاج إلى تيقظ من القائمين على المؤسسات الإعلامية الكبرى كي ينتقون من يتابعون صياغة الخبر وطريقة عرضه ،كما وجبة الطعام والمقبلات فيها التي تسيل اللعاب لتأكله ،كذلك الخبر الصحفي يجب أن يكون محررا مهنيا مشهيا كي يعرض على القاريء فيثيره ويتابعه .