مفاهيمنا في الحياة ومدى توافقها مع الواقع اليوم ، ورغبة التغيير من اجل مستقبل الطفل والاسرة والمرأة ، ومحاور اخرى كانت موضوع نقاش في ندوة حوارية على فضاء (فيس بوك) أدارتها الكاتبة وعازفة القانون أمال السعدي ضمن حوارات صالون الأمال الثقافي .. شارك في الحوار الكاتبة صفاء عبد المنعم والشاعر فتحي لطرش والناشطة الهام جراد والاعلامية فاتن الجابري .
لم تختلف الاراء المطروحة أو تتقاطع في جوهرها بل كانت متسقة مع الواقع الذي تعيشه المرأة والانسان في الوطن العربي منذ عقود واقع أقل ما يقال عنه مجحفا بحق المرأة بقيوده ومفاهيمه البالية ..
الهام جراد ترى أن مفاهيمنا في الحياة عبارة عن مزهرية نقشت عليها احرف من ذهب معناها ممنوع التفكير ولا للتغيير ..ومع ذلك نجد مثلنا من يتمرد ويقرر ان يبحث ويفكر ويغير ، وعلى كل ذي عقل ان يعيد التفكير في مفاهيمه لمصطلحات حياتية نستعملها باستمرار بمعاني مختلفة عن حقيقتها وبعيدة عن واقع وقد اقر بالفعل بعض الشباب تمرده على مفاهيمنا فوضع له قاموسا جديدا لا نراه يرتقي بالفكر ولا بالمجتمع
فيما اكدت صفاء عبد المنعم على ربط المفاهيم بالتطور التكنولوجي : مفاهيمنا فى الحياة أختلفت أختلافا كبيرا عن السابقين ، بوجود التطور التكنولوجي ، والفضاء المفتوح ، ونضعها الآن مع الوعي والذكاء الصناعي فى مصاف منجزات هذا العصر الحضارية هناك الكثير من الشباب المتمرد ، وأحيانا يكون صحيحا حين يتبعه وعى جيد ، وغياب الوعي يجعل التمرد دمار وخسارة وأهدار للذات
ووجهة نظري أن مفاهيمنا في الحياة تحكمها القبلية اكثر من الوعي الحضاري والانساني وبعيدة تماما عن جوهر الدين لذا نعيش في داخلنا متناقضين وتضطرم الصراعات في المفاهيم والواقع .
وينبغي أعادة التفكير في مفاهيم المصطلحات الحياتية نستعملها باستمرار بمعان مختلفة عن حقيقتها وبعيدة عن واقعنا
مفاهيمنا لا تختلف عن حالنا .. يرى فتحي لطرش اراها تشردت و ضاعت في صحراء الجهل و الانانية ..حتى اننا صرنا لا ندرك ما الذي يجب تصحيحه ..اما عن مستوى تناسب المفاهيم مع الواقع فالامر سهل ...كيف تتناسب هذه المفاهيم مع واقع لا نفهمه اصلا ..
الخيط هو الجهل ؟ كيف لنا ان نترجمه ونحيله الى موسوعة من المعرفة؟ هذا ما تؤكده أمال السعدي ، نحن نسير نحو الاسوأ والاخطر والصراعات تتفاقم لان مشاكل المجتمع ذاتها وبما ان المراة مازالت تعاني الحيف فلن نرى تطور وانتقالة حقيقية في المفاهيم ، مع جهل المجتمع بواقعه هو بالفعل ما يجعله يعود الى مفاهيم رجعية او من زمن اخر لا علاقة لها بالواقع.
لذا ينبغي أن تعاد صياغة جميع القوانين والمفاهيم التي اخرت من تطور المراة وحددت حريته ، وتبقى جميع الاصوات بلا جدوى ما لم تسن قوانين جديدة تحفظ أدمية المرأة ، كي يتم دحر الخوف سر الهروب من المعرفة للوصول الى تغيير المفاهيم والافكار المجتمعية ، والاخذ بعين الاعتبار باسباب جهل المجتمع المتمثلة بالثالوث المدمر ( التعليم والثقافة والأعلام ) .