تواجه المرأة اليوم العديد من الصعوبات في مشاريعها، بالرغم من محاولتها الدؤوبة لتخطيها من خلال السعي الحثيث لتطويرها، والاستعانة بالعديد من المؤسسات والخبراء، لإرشادها نحو الطرق الصحيحة لمواصلة نجاحاتها الاستثمارية، وقد تناولنا في وقت سابق، أبرز الصعوبات التي تواجه سيدات الأعمال اليوم على المستوى المحلي، وكان في مقدمتها قلة الدعم المالي، وضعف الخبرة، إلى جانب ارتفاع التكاليف والإيجارات، التي تجعل المرأة في حيرة من أمرها، حول إمكانية تخطي هذه العراقيل، لمتابعة مشوارها في عالم الأعمال، أو التفكير جدياً نحو الابتعاد عنه لتفادي هذه المشكلات...
قالت السيدة عائشة الفردان نائب رئيسة سيدات الأعمال القطريات، إن الحكومة القطرية أولت المرأة اهتماما كبيرا وجعلتها جزءاً من التنمية في البلاد، الأمر الذي دفع بالنساء القطريات للنهوض في مختلف المجالات والقطاعات، وتولي مناصب قيادية في العديد من الوزارات والمؤسسات الكبرى على المستوى المحلي، وهو الأمر ذاته في القطاع الاقتصادي، حيث أبلت سيدة الأعمال القطرية بلاء حسناً من المناحي الاقتصادية، والمشاركة في الفاعلة في المشروعات المختلفة، خاصة الصغيرة والمتوسطة، ورغبتهن الطموحة نحو الارتقاء باستثماراتهن وخبراتهن، والتطلع جدياً نحو الانطلاق للعالمية.
وأكدت الفردان أن رابطة سيدات الأعمال القطريات، وضعت نصب عينيها مساندة سيدات الأعمال القطريات، من حيث تقديم النصح والمشورة لهن متى ما طلبوها، من خلال وجود خبيرات وخبراء في المسائل المالية والقانونية، يقومون بتوظيف خبراتهم ومهاراتهم للارتقاء بسيدات الأعمال وتطوير مشروعاتهم.
وعن طرق تطوير سيدات الأعمال قالت: التطوير موجود فعلياً، والدليل على ذلك تزايد عدد المشاريع النسائية في البلاد، فاليوم المرأة القطرية تمتلك حوالي 3500 شركة، عدا المشروعات الصناعية والتجارية وغيرها، خاصة وأن المرأة اقتحمت اليوم العديد من المجالات التي كان يصعب عليها اقتحامها لاقتصارها على الرجال، أما بخصوص الصعوبات والعراقيل التي تقف كحجر عثرة في طريق تطوير أعمال سيدات الأعمال، فهذا الأمر لا يقتصر فقط على النساء، فإن هنالك العديد من المستثمرين ورجال الأعمال ممن يواجهون صعوبات، خاصة أولئك المبتدئين في عالم الأعمال، وفي رأيي أن الدراسة المتأنية للمشاريع والصبر والتخطيط الجيد وسائل مُعينة على تخطي العراقيل إن وجدت، ونحن نسعى في الرابطة لإيجاد الخطط والحلول لإنجاح المرأة القطرية في مشروعاتها المختلفة، ولا نتردد في طرح الفعاليات والمبادرات التي من شأنها أن تعزز ذلك على أمل أن نصافح كل يوم سيدة أعمال قطرية ناجحة تساهم بفاعلية في النهوض باقتصاد بلدها.
وتتفق معها في الرأي سيدة الأعمال د. نورة المعضادي، التي ترى أن التحديات موجودة وتواجه المرأة والرجل على حد سواء، إلا أن الرجل يمكن تخطيها بسهولة، خاصة وأننا مازلنا في مجتمعات ذكورية نوعاً ما، ومازالت حركة المرأة ليست سهلة في إنجاز معاملاتها أو زيارة المستشارين والشركات وفتح باب التعاون، فالخجل والعادات الاجتماعية مازالت موجودة، وهذا سبب أساسي وراء النمو البطيء في استثمارات المرأة الخليجية على وجه العموم، وقالت: نحن نفخر اليوم بالإنجاز الذي حققته سيدة الأعمال القطرية، في محاولتها الجريئة لتخطي العراقيل والصعوبات والتحديات التي تواجهها في ميدان الأعمال والاستثمار، فهي أصبحت تزاحم الرجل في نوعية المشاريع التي كانت في السابق حكراً على الذكور، لتصل حجم استثمارات سيدات الأعمال القطريات لأكثر من 6 مليارات دولار، وهذا في وجهة نظري طفرة نوعية بالرغم من العادات والتقاليد القائمة في مجتمعاتنا.