الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

ضجيج الذاكرة

  • 1/2
  • 2/2

افتحي نوافذ الحياة  ودعي ذاك الطفل يتمرد داخلك.. لا تسمحي للصقيع ان يتموقع داخل قلبك ...لابد للفرح ان يطرق بابك وأن  يبتسم للمحبة ...نخطئ حين نتصور ان الموت الجسدي او أزمة مشاعر  نهاية الرحلة وان من نحبهم خارج دائرة القدر  لا أحدا معصوما من وقفة القضاء....انسي العالم وسط حضن الحنان الزاحف اليك من الأحلام..قلت ذلك وهممت بفتح النافذة فأشارت بان لا أفعل ...قلت بصوت خافت احببتيه وعلمتيه كيف يكون الحب لا الوهم علمتيه صدق وصراحة المشاعر اعلم ذلك ولكن الحب كالعمر ..نحتفل بهما بكل غباء رغم سنين عمرنا التي تنقص نحتفل كل سنة بذكرى ميلادنا  مع ان ذلك نقص من عمرنا  .. نظرت اليها برجاء ...فضفضي ان شئت  حولي سواد الذكرى الى بياض الثلج ....اغسليها بالدموع فان ذلك سيحرق اطراف الألم ...اعلم انه حين بدا حبه يتسرب في حياتك وبدأت تمرضين به كل لحظة تغير حالك مثل الفصول .....كان حضوره يجعلك مضطربة ... ربيع يتعاقبه خريف وصيف ...شتاء ..خريف ...يحمل في طيات تتاليه هبوب ريح يسقط أوراق أوجاعك دون ان تصفر وتتبس في عز اخضرارها ريح من البعد والجفاء يسقطها متالمة .. وفجأة تهب نسائم ربيعه بشذى عطر وبلسم ود ورقص فراشات بضمائد وصال تصفي كل تعكر وتبرأ كل الم وجرح وفي عز زقزقة العصافير تذرف امطار شتاء حتى تجرح جفونك بنزيف لا يوقفه جفاف صيف او تجففه رياح شتاء.. .ومع كل هذه التقلبات حرارة شمس قلبه لم تعرف تحولا واستقرت صيفا تلهب أشواقك اليه .... أصعـب ترميم هـو إعادة بناء علاقـة آھتزت فيہـا الثقـة ... رغم دموعك.. قلت بشفقة ازعجتها رغم احزانك ...ترسب فيك حبه حين ناداك  سمعت بكاءك سرا المصحوب ببسمة مجروحة...  وكأنك لا تعرفين ان البعض ﮐﺎﻟـعﻄـﺮ ﺍﻟمقلد .. ﺗـﺠﺬﺑك ﺭﺍﺋحته ﻟكمه سرعان ما يزول..كوني كما عهدتك تنظوين ضمن  تلك النفوس الواثقة  التي تتلاشى منها المستحيلات عندما  تخدشها كلمة في غير محلها او هبة لامبالاة.... لا تعيشين  من أجل شخص واحد اسقطك من  قاموس مواعيده المرتبة وجعلك رقما في دفاتير مذكرته .. وأخطأ في حقك كثيـراً  اعلم انك طفلة تتظاهرين بالقوة تنزفين بلا صوت ولا أنين انت جمعت الانوثة والصلابة ببراءة صادقة ..تدركين ان ما فعله بك لا يعاقب عليه اي قانون لا تقطع يد من سرق قلب عن طريق التسور ..بعد ان رتب القدر لقاء الا تعلمين ان عشاق الطرقات يفترقون ويخبرون النسيان عن موعد الرحيل بلا فوضى ولا برمجة مسبقة و يبقى الجفاء يبعثر القلب ربما هناك من يبقى ينتظر للأبد  هدوء نفس تاهت في فضاء عشق دون سابق انذار ...همست لي بصوت يذبح النفس ...انا هنا في حاجة للبوح  ولكن كيف اشكي والكلام اصبح ممنوع ...كيف انسى وعشقي له اصبح غير مشروع ...اريد البكاء ولكن بحر الدموع جف... أكره الدموع المنسابة من عيني  اكره ضعفي  وسقوط قناع كبريائي و أكره جرح قلبي ...و أكره حين أكتب حرف الهاء لأقنع غيري أني أضحك برسم هالة بسمة على شفتي تُألم وجهي و أنا ثكلى...اعلم انه لا يستحق حتى اعادة النظر اليه ...لكني اشعر اني وحيدة وحزينة بدونه .....اشعر ان روحي رحلت ولن تعود الي واطفات معها كل الشموع ...كم اتمنى ان انام دون احزان ..دون افكار...دون انتظار ...اصبحت كل ليالي باكية...وحيدة  كذاك القمر مع اني لا احب مقارنتي به له كل السماء وانا فضائي ضاق بي ... ليلة حزينة اخرى تضاف لليالي التي مرت.. تحاكي القمر المكتمل ....لم تنطفأ شموعه مثلي ... نجومه تستمع اليه ببهرجة  المهرجان .. ليلة تحاول التسرع في الرحيل.. دون جدوى .. الأرق يفضح المحاولة ... هواجس سكنت الجفون وكسرت من ارادة العيون للنوم  ...الوقت ابى ان يمر  .. والفكر ابى ان يحجب وجع الفراق المؤلم ...حتى الأحلام رفضت ارتداء حذاء الرحيل ولم تغادر معه ...حتى ساقي لم تعد تحتمل الوقوف على اقدام الأحلام المتعبة حد النحيب ...احس ان قلبي اصبح اعرج من شدة الإرهاق على كرسي الإنتظار ...اكذب حين ادعي ان نسيته او كرهته ...دائما ابحث عن سبب مقنع لأتصل به واسمع صوته عبر الاسلاك المحملة بالشوق والرغبة في عدم الإنقطاع والإنتهاء ...حين اكتشفت انه لم يكن مرة في انتظاري ولو مجاملة تمنيت ان اغلق عيني الى الأبد ...لم تنجلي غيوم العلقم عن ايامي لم استطع الإعتدال في شرب جرعات حبه ادمنته وسرى حبه في اوردة حياتي وجسدي ....لو سألتيني مرة عن اجمل ما رايته في حياتي  واجمل ما سمعت واجمل لحظات عمري ساكتفي بنطق حروف اسمه التي تعني قاموس كل الجمال ...تعبت ...صمتت فجأة...ثم واصلت الحديث دون ان اطلب منها ذلك ولكني اشفقت عليها من الإنهيار والتعب قد شل حركتها واستسلمت للكلام فقط...قالت اكيد لا استطيع ان اخبرك سبب تعلقي به  وغيرتي وشوقي له ..لأني لا اعلم ...ما اعرفه هو ان صوته يسكن قلبي يغازل الصمت يطرق على قلبي و يمر دون اذني  ...اجمل اللقطات المخلدة في الذهن تاتي صدفة وتُبنى منها اجمل الروايات الرائعة...ولأنها صدفة فهي لا تثبت ...ربما هي فلسفة وسرها ليس بيدي ولكن احس بوجعها  ...استسلامي حين غادر صفحات حاضري كان مألما ..ربما اردت لي وله السلام او ربما اردت ان يبقى حلما بعبق نسيم حب يعطر هذا الحزن الذي يلبسني كرداء ويأبى خلعي ....اخذت نفسا طويلا مرفوقا بتنهيدة ارتجت لها اركان المكان ...ليس عدلا قالت والعبرات تخنقها ...لو كانت الصحف والإذاعات والقنوات تبث اخبار العشق لكنت متصدرة لكل الأخبار العاجلة ...كم ابتسمت له وانا اتعصر ألما واختصر سؤاله بالمهم انك بخير مع اني كنت في اشد الحاجة لإحتوائه العاطفي ...حين اكون معه او افكر في الحديث اليه يختلف نبضي ولوني وجرأتي وصلابتي ...كم قدرت كل ظروفه حين  لم يسأل عني ولم يطمأن عن اخباري ولم اكن في محور انشغالاته ...كم تمنيت اني لم التقيه او لم استمع اليه ...بلا كلمات دخل حبه قلبي وغزى كياني وبلا مقدمات رحل وانا لم اعد ولم استعد لحفل الرحيل...تاه بصرها في السقف كانها تبحث عن حروف لتركب جملة تواصل بها فضفضتها شردت بذهنها انخفض صوتها وارتعش وكانها تخاطب شخص  أمامها ترجوه ...قالت ..كنت سيد احلامي وملك ذاكرتي ..ولم يتبقى لي اليوم الا البوم منقوص  باطار من ألم وغياب ....  لم استطع ان اتكلم كانت دموعها تحرق المنضدة حتى رائحة القهوة التي جئت بها لنشربها معا  فقدت سيطرتها على الغرفة ..قالت رايته البارحة في احلامي ...قال لي لا احب ان اراك حزينة او شاردة او عابسة  احب جمالك وانت مبتسمة تفتحين بذلك حصون اليلدز...تعلمت منه الكثير ولكنه لم يعلمني كيف احبه وكيف اجده  ولا كيف اكرهه ...انا فعلا احتاجه ...ولكني ساكون انيقة في وجعي وسأعَود  مفاصل وجعي على بسمة حزن جديدة تمحو كل الوهم ....قررت قتل الألم الكامن داخلي حتى لا تغتالني الحسرة ولا يهزمني الحنين حتى احيى حياة اخرى...اريد محوه من ذاكرتي حتى يزول شقائي ...ربما سأكون نفسا بلا مشاعر ...ولكني سأكون ساحرة تستطيع فك طلاسم ذاتها ولا احد يستطيع اقتحام قلاعها مجددا ولا يكتشف نقط ضعفها ...سيرسم قزح مجددا على اوراقي انعكاس الماء ويعيد ألواني ولو بملامح قاسية ...لا يهم سيلين حديد الأيام أواتعود أنا صلابته ...لن استسلم ولن اخضع للهوان ...حتى ملح الدموع سيتحول شهد نصر ربما في انتظار الغد أملا مشرقا فقد فقدت الكثير الكثير ....لم اجد أي تعليق على ما سمعت تزاحمت الكلمات لأخفف عنها ولكني لم أجد جدوى لذلك فخيرت الصمت احسست ان الأيام ارهقتها وان جسدها متعب  واعلم جيدا انها تريده ولا تستطيع نسيانه آلمتني حالتها.. نظرت اليها وجدها تمسح دموعا سالت على حتى شفتيها تنهدت قالت لي انا بخير ...غيرت في جلستها محاولة اخفاء توترها مسكت فنجان قهوتها بيدين مرتعشتين ولا اعلم من ترشف من ...اضافت بانكسار لا يهمني أي شيء في هذا الوقت ...ساكون كاذبة اذا قلت اني استطيع ان انساه بسرعة ..لا تصدقني إذا قلت  اني حين اختبئ تحت لحافي لااذكره في الخفاء ....زرع خيبة فيَ ومضى اضاع مني أنا ورحل حملني ما لا اطيقه وغاب ...ما اخشاه هو كيف ساتصرف لو التقيته صدفة ...ضحكت مصطنعة وقالت مع اني لا أأمن بالصدف ...قلبي يحترق بمجرد الذكرى فكيف باللقاء...عيناي مشتاقة لرؤياه ومشتاقة لسماع صوته ...مازلت اشتاق لرائحته وعادت للبكاء من جديد ...اصبحت اجمل بكثير بعد ان عشقته لو سألت القمر والبحر والنجوم لأجابوك عن مدى حبي له..قلبي و عيناي يبكيان كنت على امل ان نلتقي لكن ليس هكذا لم اتوقع ما تحمله لي الايام بقيت ليالي و ايام ابكي  انتظره  اعلم انه مات  من حياتي وعالمي ولكن احلامي ترفض التخلي عنه كان  كذبة مجرد وهم لا اكثر ...بعده  هل ستتغير حياتي هل استطيع ان اصنع احلام جديدة ...هل سينبض قلبي بعشق آخر يمحو ألم الفراق....كانت تعرف انه لا جواب عندي نظرت طويلا الي وادعت انها تريد ان تنام ...كانت تريد مني ان اتركها لوحدها تنسج من خيالها طيفا له تحاكيه ....اردت ان اتكلم فأشارت بيدها ان اسكتي واخرجي ...لم يكن لدي أي اختيار الا الإنصياع لطلبها..فغادرت ورجلاي ثقيلتان من شدة الحمل الذي كان على كتفي ...أعلم ان الأمر صعب ولكن اعلم انها قادرة على تجاوز التجربة حتى وان دفعت ليالي سهد وبحر دموع ... ولكن تلك هي الحياة....

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى