الحياء زينة المرأة التي يجب أن تتزين به ؛ فمن فقدت حياءها فقد فقدت كل شيء وأصبحت فريسة لأهل الإغواء وأصحاب الهوى يفترسونها متى يشاءون ويبثون لها السموم متى أرادوا. ولهذا رأينا في بادىء الأمر أن حياء المرأة وتمسكها كان حائلا كبيرا أمام دعوات التحرر و السفور الآتية من الخارج والتي وجدت صعوبة بالغة في إغواء النساء المسلمات. وتغلغل الأفكار الهدّامة بينهم، الحياء صفة من صفات الله رب العالمين ، والملائكة والمرسلين ، وصالح المؤمنين ، فقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم ربَّه بذلك فقال ((إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم ، يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً خائبتين )) إن حياء المرأة المسلمة هو رأسمالها فيه عزها ، وبه تحفظ كرامتها، وشرف أهلها، وليس هناك زوجة صالحة لا يزين الحياء خلقها.حياء في كل شيء .. في الملبس ، في الحركة والكلام ، في المعاملة والسلوك ، وحياء المرأة المسلمة يجعلها أكثر التزاما بزيها الإسلامي حجابا أو نقابا ، ولا ترتدي شفافا ولا مجسدا، ولا ما يشبه لباس الرجل، ولا ثياب الشهرة، ولا الثياب المعطرة أو المثيرة، وكيف لا تفعل ذلك كله وهو فرض عليها تأثم بعدم فعله، وقد أمر الله به في كتابه(وليضربن بخمرهن على جيوبهن) تزداد المرأة جمالاً كلما ازدادت حياءً. تزداد المرأة جمالاً عندما تزداد وجنتيها احمرارا. تزداد المرأة جمالاً عندما يزداد رأسها انخفاضا. أن انجذاب الرجل للمرأة تحكمه علاقة طردية بحيائها. فكلما زاد حياء المرأة زاد انجذاب الرجل وإعجابه بها...و يقول أديسون: لا شئ في الوجود يرفع قدر المرأة كالعفة-ويقول الخوارزمي عن المرأة//إذا كانت المرأةذات (دين ) فهي = 1وإذا كانت المرأةذات (جمـــــال) أيضـــــاً فأضف إلى الواحد صفراً = 10وإذا كانت المرأةذات(مـــال)أيضاً فأضف صفراً آخـــــــــر = 100وإذا كانت المرأةذات(حسـب ونسـب) أيضاً فأضفصفراًآخـــــر = 1000فإذا ذهب الواحــد,,,, الدين)لم يبق إلا الأصفار). حياء المرأة عصمة وأنوثة وزينةحيث أن الناس مجبولون على حب الحياء من النساء , فإن رأوا ذلك في امرأة أكبروها وأحبوا ذلك منها , وهذا مما يعظم مكانتها في المجتمع ويرفعها في عين الناس،يقتدي بها النسوة من حولها من قراباتها وصاحباتها ومن يعرفنها , وإن كانت ذات بنات فأنهن سيقتدين بها في هذا الخلق العظيم الذي قل من يتصف به من نساء هذا العصر, الذي غلبت على الناس فيه عامة وعلى النساء خاصه ضعف الحياء.وحياء المرأة المحمود هو في لبسها، حشمتها ، خفض صوتها،عدم ابراز مفاتنها امام الاخرين،ولا يترتب على الحياء عواقب او تفويت مصالح،او ضياع حقوق او استسلام لأخرين،ولكن الخجل والخوف والتردد يترتب عليه تفويت الفرص والمصالح، واحيانا الخجل يؤدي الى الاذعان والخضوع ، ويؤدي للانطواء وعدم مواجهة الناس وهو امر مرفوض ومذموم، حيث يظن كثيرون أن الخجل هو الحياء أو أن الخجل جزء من الحياء ولكن في الحقيقة أن الخجل عكس الحياء ... فسبب الخجل شعور بالنقص داخل الانسان ، فهو يشعر أنه أضعف من الآخرين وأنه لا يستطيع مواجهتهم حتى ولو لم يفعل شيئا خطأ .. وهذا مختلف تماما عن الحياء فالحياء ... شعور نابع من الاحساس برفعة وعظمة النفس فكلما رأيت نفس رفيعة وعالية كلما استحييت أن أضعها في الدنايا .. فالحيي يستحي أن يزني أو يكذب لأنه لا يقبل أن تكون نفسه في في هذا الدنايا ... ولكن الخجول إذا أتيحت له الفرصة أن يفعل ذلك دون أن يراه أحد لفعل، فقد كان عثمان رضى الله عنه من أكثر الناس حياءاً حيث قال فيه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ( الا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة ) وكما قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : ( الايمان بضع وسبعون شعبة والحياء شعبة من شعب الايمان ) غير أن الخجل النفسي مسألة آخرى .. فهذا النوع من الخجل قد يؤثر تأثيراً كبيراً في السلوك وفي الشخصية .. وإذا كان الخجل الإجتماعي يخف أو يتلاشى مع الزمن ، فالخجل النفسي يكون عنيفاً ومتشبثاً وقد لايمكن التخلص منه إلا ببذل جهد كبير، يظن البعض أن الخجل والحياء مترادفان، أوعلى الأقل متقاربان متشابهان.. وليس هذا بصحيح، فالحياء انقباض النفس عن الرذائل والدنايا بينما الخجل انفعال مركب من الخوف والقلق تحسبا لردة فعل الآخرين وخوفا من التسبب في الاذى او الظهور بمظهر غير مناسب،فالحياء قوة وفطرة سليمة، احترام للنفس ومراقبة لله.. لذا فهو من خصال الإيمان، قال صلى الله عليه وسلم: (الإيمان بضعٌ وسبعون شعبة والحياء شعبةٌ من الإيمان) رواه مسلم. أما الخجل فهو ضعف، وهيمنة لسلطان البشر.. وآرائهم وردود أفعالهم ومشاعرهم على نفس الإنسان، فيحسب حساب الناس حتى في أخص أموره، بل ربما في أفكاره وأحلامه، يتسلط عليه الناس فيها، يخاف أن يخطيء من وجهة نظر الناس فيحتقروه أو يوبخوه أوينبذوه.وإذا كان الحياء حياة للقلب، به ترتفع منزلة الإنسان عند ربه وعند الناس، وتستقيم أموره،فهو للمرأة زينتها الحقيقية، وتاج جمالها، وعنوان عفتها.وإذا كانت الوقاحة ضد الحياء.. فإن الخجل هو أخبث سارق له، وكثيرا ما ضاع حياء الفتاة ليس بسبب جرأتها وإقدامها، وإنما بسبب خجلها، وإليكِ أختي المسلمة هذه الصور من حياتنا والتي يصارع فيها الخجل الحياء:
يقول أفلاطون : غاية الادب أن يستحي الانسان من نفسه
الفتاة بلا حياء ... كالوردة بلا رائحة
الفتاة بلا حياء ... كالليل بلا قمـر
الفتاة بلا حياء ... كالأرض الجدبـاء ...
الفتاة بلا حياء ... كالشمس بلا ضياء