هل هي قلة عدد المخرجات في المغرب في مجال الفيلم الوثائقي أم هو الدعم المتين من الهيئات السينمائية للمرأة المغربية ما دفع بمركز الجنوب للفن السابع بكلميم جنوب المملكة المغربية لتكريم إحدى مخرجات المغرب، و تسمية التظاهرة الثالثة باسمها "بشرى إيجورك" مع تناول مواضيع حساسة عن المرأة و الطفل؟ هذا ما سنعرف تفاصيله مع الدكتور عبد ربه العلوي باسيدي عضو المكتب الإداري لمركز الجنوب للفن السابع ومسؤول التكوين والتأطير به والمدير الإعلامي لفعاليات الملتقى الثالث للفيلم الوثائقي بكلميم /المغرب الذي سيقام من 27 إلى 30 مارس المقبل.
" وكالة أخبار المرأة " حاورته وفيما يلي نصه:
* الدكتورالعلوي باسيدي هل من الممكن تقديم تعريف عن مركز الجنوب للفن السابع وعلاقتك مع ملتقى كلميم؟
- بادئ ذي بدء اسمحوا لي أن أتوجه إليكم بخالص الشكر والامتنان لمبادرتكم الطيبة بإتاحة الفرصة إلينا للتواصل مع القراء حول مركز الجنوب للفن السابع بكلميم جنوب المملكة المغربية وملتقى الفيلم الوثائقي الذي يسهر على تنظيمه سنويا والشكر موصول لصرحكم الإعلامي المتميز.
مركز الجنوب للفن السابع هو هيئة سينمائية مستقلة، تهدف للتعريف بأنواع الأفلام ووظائفها، وتوظيفها كأداة للتواصل وتبادل الخبرات والتجارب مع المهتمين بمجال التمثيل والسينما والإخراج، واقتسام انشغالات التفكير في الموضوع وتشجيع الاهتمام بالثقافة السمعية البصرية،وتوظيف ثقافة الصورة والصوت بشكل عام وما يرتبط بالفيلم بشكل خاص كأداة للتربية والحوار إقليميا و وطنيا ودوليا.
أيضا المساهمة في التعريف بالإبداعات الإقليمية و الوطنية، و الترويج للأفلام والمسلسلات المغربية و نشرها ودعمها وتشجيعها، وعلى الخصوص الهادفة التي تخدم القضايا الوطنية والعربية والإفريقية والإنسانية بشكل عام ، والمساهمة في توثيق الذاكرة العربية والإنسانية ورموزها من خلال رصد محطات تاريخية واجتماعية ووطنية واقتصادية وثقافية وعلمية… بحثا وتصويرا وعرضا ومناقشة لهاته الأعمال الفنية وتكريما لأصحابها.
كما يسعى "مركز الجنوب للفن السابع بكلميم" من خلال دورات مهرجانه وأنشطته إلى ترسيخ ثقافة الحوار ونبذ كل أشكال العنف والتطرف والكراهية وترسيخ السلوك المدني وتشجيع مقاربة النوع وحقوق الطفل.
* ماذا كانت تيمات الملتقى الأول و الثاني ؟
- لقد تناولت الدورة الأولى لملتقى الفيلم الوثائقي بكلميم قضية العنف الجنسي الذي تتعرض له المرأة سواء التحرشات أو الاغتصاب و قضية تزويج القاصرات، وفي الدورة الثانية قارب المهرجان موضوع الصحة والحماية من السيدا.
* لماذا بهذا الملتقى ركزتم على الأفلام التي تتناول بالأساس حقوق الطفل و المرأة تحديدا؟
- لقد دأب "مركز الجنوب للفن السابع" منذ تأسيسه إلى تبني القضايا التي تستأثر باهتمام الرأي العام سواء الوطني أو الدولي، بالتالي تسخير المهرجان السينمائي لخدمة تلك القضايا ومن بينها قضايا الاغتصاب والتحرش الجنسي بالنسبة للدورة الأولى والصحة والسيدا للملتقى الثاني، هي تيمات تشكل أحد الحقوق الأساسية من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وهي الحماية من الاغتصاب والاعتداءات الجنسية التي شكلت حسب الأمم المتحدة عائقا رئيسيا للتنمية، أما الدورة الثالثة التي تنظم تحت شعار "السينما الوثائقية رافعة للنهوض بالحريات والحقوق". ظلت وفية لنفس المحور بتناولها لقضايا حقوق الإنسان، والتغيير الاجتماعي، وقضايا الديمقراطية، والذاكرة والمواطنة، وحرية التعبير والتنوع الثقافي، والحريات الفردية والتركيز على حقوق الطفل والمرأة وقضايا العنف والاعتداءات التي يكونون ضحية لها.
* هذه التظاهرة تحمل اسم الكاتبة و المخرجة بشرى ايجورك، لماذا هذه السينمائية و ليس غيرها من بقية الأديبات و الفاعلات السينمائيات؟ و كيف يتم اختيار الشخص الأنسب في مركز الجنوب للفن السابع؟
- لقد احتفى المركز خلال الدورتين السابقتين بكل من المخرجين الشابين "محمد العياطي" و"حكيم يحيى"، اليوم يتشرف بحمل الدورة الثالثة لاسم الكاتبة والأديبة والمخرجة "بشرى ايجورك" أولا في إطار نهج المركز لمقاربة النوع الاجتماعي، والأمر الثاني أنها إحدى القليلات من السينمائيين الذين اشتغلواعلى تيمة الدورة الثالثة من خلال الفيلم الوثائقي وخاصة أفلامها :الثوار الجدد،أقلام مزعجة وقرى بدون رجال ....
وهي أفلام وثائقية مثيرة للاهتمام، وترتكز بشكل أساسي على عرض معاناة حقيقية، تعاني فيها المرأة بمختلف أعمارها،كما هو الحال بالنسبة للفيلم الثالث،فالحالة التي تعيشها النساء بتلك القرى، بافتقادهن للدفءالأسري بسبب غياب الأزواج، وهجرتهن أمور تعتبر أقسى درجات الاعتداء الذي يتعرض له الطفل المحروم من الأب، والمرأة التي تواجه مصاعب الحياة اليومية بعيدا عن الزوج.
* يتضمن برنامج هذه التظاهرة ندوتين وطنيتين ، هل من الممكن معرفة أسماء المشاركين بالندوتين و المحاور؟
- بالفعل كما ذكرتم يتضمن برنامج هذا الملتقى عقد ندوتين وطنيتين الأولى حول موضوع "الحقوق والحريات في الفيلم المغربي"، والثانية حول موضوع "صورة المرأة في السينما المغربية بين التوظيف النمطي والتوظيف الرمزي الجمالي"، تجمع الندوتان بين مخرجين وصحفيين وأساتذة مختصين، بالإضافة إلى ورشات تكوينية في مجال تقنيات وطرق إنجاز الفيلم الوثائقي.سيسهر على تأطيرهم ذوي الاختصاص.
* ما المانع من أن يصبح هذا الملتقى دوليا و ليس وطنيا فحسب، فيكون الملتقى الرابع لكلميم ملتقى دولي؟
- لقد عرفت الدورتان السابقتان مشاركة أفلام من العالم العربي كما هو الشأن بالنسبة للدورة الثالثة التي استقبلت طلبات مشاركة من القارات الخمس،غير أن الإمكانيات المادية المحدودة بالنسبة لهذه الدورات تجعلنا نقتصر على ضيف أو ضيفين من العالم العربي، ويشرفنا أن نستقبل هذه السنة سينمائية مهمة من جمهورية مصر العربية وهي المخرجة منى شلبي بالإضافة إلى اسما أو اسمين آخرين، غير أنه سيتم عرض أفلام توصلنا بها من فلسطين والجزائر واليمن الشقيقين، وفلندا وألمانيا وفرنسا دون حضور مخرجيهم، على أمل الاستطاعة مستقبلا بتوفير موارد مادية إضافية تسمح بجعل الملتقى يحمل صفة المهرجان الدولي.
* كيف تنظر إلى المستقبل؟ هل تخشون من مسؤولية حمل المواظبة على تنظيم المهرجان سنويا؟
الخوف كان في البداية. حين كانت الطريق ما زالت في مطلعها وكانت لا تزال محفوفة بالمخاطر واتخاذ القرار الصحيح كان بدوره مغامرة. أما الآن على العكس. وراءنا خبرة وتجربة متواضعة حقيقية نحن راضون عنها، ولا نخشى المسؤولية خلال السنوات المقبلة،نتطلع إلى تحملها والسعي لمواصلة إنجاح هذا المهرجان بكل ما لدينا نحن جميعا من طاقة.
* في النهاية، في تقديرك كيف ستمر الدورة الثالثة؟
- كما ذكرت أعتقد أنها ستكون دورة ناجحة ونرضى عنها. نحن نريد لهذا المهرجان أن يبقى صرحا للسينما العربية الوثائقية، فالمسألة عندنا ليست إقامة مهرجان بحفلات وينتهي الأمر مع ليلة الختام، بل نريد أن نصاحب السينما العربية في عملية نقلها من واقعها اليوم إلى واقع جديد وطموح. نريد لها الأفضل ونطمح الى تحقيق الأفضل.