حماية المرأة وحقوقها في المجتمعات العربية والإسلامية من المهام الصعبة و الشاقة والمستحيلة أحيانا والسبب هو تلك العقليات المجمدة التي تستخدم الشعارات الدينية لتعويض النقص الأخلاقي والاجتماعي التي تعاني منه عن طريق تسويق وتثبيت مفهوم أن المرأة مجرد سلعة ومتعه للرجل ولابد من حبسها في المنزل وتجهيلها لتعيش وتواجه بسبب تلك العقليات وبصمت مدمر نفسياً وإنسانيا كل أشكال الظلم والانتهاكات كالاحتقار والإهانة ، والزواج ألقسري, وزواج القاصرات، والضرب، والاغتصاب، والدعارة القسرية، والاختطاف ، والتحرش ، والتهديد بالقتل ، والطعن، والحرق، وإجبارها على الزواج خلافا لرغبتها، في ظل نظام عدالة متحيز ضدها في كل مرحلة من مراحل حياتها ، وتصل مستوى المعاناة لديها إلى القمة حينما تصطدم بقوانين قاسية مثل قوانين الطلاق الجاهزة والمعلبة والغير صالحة للتعامل الإنساني والزمني قوانين حسب مقاس تلك العقليات الجاهلة تسمح للرجل ببساطة شديدة أن يعلن طلاقه لنفسه، في حين يصعب الأمر للغاية عليها للحصول على الطلاق للتخلص من عنف الزوج الذي يوصلها أحيانا أن تقدم على إشعال النار في نفسها لكي تتخلص من ذلك العنف والقهر النفسي ، لأنها تعرف أن لا فائدة من الشكوى في مجتمع دائما يقف في صف الزوج حتى لو كان مشهور بسوء أخلاقه .
تصل درجة الاحتقار والتقليل من شأن المرأة في بعض الدول العربية والمسلمة بسبب أشباه الرجال المتدينة إلى تطبيق أقسى العقوبات والعنف الشديد ضدها وعلى أتفه الأسباب حتى كتابة الشعر وهي في المنزل أصبح جريمة في نظر البعض مثل ماحدث مع الفتاة زارمينا في أفغانستان التي انتحرت بسبب كشف أشقائها لها وهي تكتب الشعر واعتبروا تلك الهواية حرام و مخالفة للتعاليم الإسلامية ، ومن ثم قاموا بضربها بقسوة و بعد مضي أسبوع على اكتشاف هوايتها ، انتحرت و حاولت عائلتها جاهده إنكار وجود علاقة بين موتها وكتابة الشعر و قالت أن المسائلة كانت قضاء وقدر .
إنها منتهى المهانة وإقصاء الذات وتهميشها وعقر للإنسانية عندما تجد ألأفكار العفنة صدى لها في نفوس أهل الإجرام التي تتستر باسم الدين والذين بسببهم جعلوا من الإسلام محط سخريه واستهزاء أمام الديانات آلاخرى والإسلام أصلا بعيد عن الإمراض النفسية من كراهية وحقد وقتل وبعيد عن مفاهيم التحريم والمنع المتخلفة التي تصل إلى حد الاستخفاف بالعقل البشري كمثل أن تمنع النساء من ارتداء أحذية ذات كعب عال حتى لا يسمع الرجال خطواتهن خشية الفتنة ، المرأة ما زالت في المجتمعات العربية مظلومة ومهملة ولا يزال العقل العربي يرفض حتى الآن تقبل المرأة ولا يريد أن يقتنع بأنها كفاءة وللأسف بعض سكان المجتمعات العربية والمسلمة بحاجة إلى إعادة أصلاح الثقافة والنفوس والى إعادة برمجة العقول وتوجيه بوصلتها نحو الجانب الإنساني .
أن الواقع الاجتماعي للمرأة المسلمة بعيد كل البعد عن النص الديني ، و العنف المرتكب ضد المرأة باسم الدين متوطنا عند كثير من الرجال في الدول العربية والإسلامية وبسبب ذلك انتشرت ثقافة الاستعلاء على المرأة والتعامل معها على أن الرجل أفضل منها و تقوت التقاليد الجاهلية التي لازال يحملها البعض منهم بسبب التفسيرات الدينية الخاطئة التي ليس لها علاقة بالإسلام لا من قريب ولا من بعيد ويحاولوا نشرها وتثبيتها لتصغير دورها ومكانتها في المجتمع والتشكيك بقدرتها في القيادة والعمل والعلم والتربية وتنشئة الأجيال من اجل بقاء سيادة السلطة الذكورية وهو ما تؤكده بدوية الفكر المسيطر على هذا النوع من الرجال الجهلة بالشريعة و نظرتهم المتدنية للمرأة باعتبارها مجرد متاع للرجل وجارية لخدمته في السرير ثم يسبها بعد أن ينتهي الأمر باعتبارها شر يجب حجبه والحذر منه .
هناك من يحاول ظلم الإسلام وقيمه عبر إدخال مفاهيم غريبة وإلصاقها بالدين مفادها تقديس الزوج وجعل رضاه يدخل الجنة وغضبه يدخل النار مع أن ان الإسلام جعل المرأة والرجل متساويين فى الحقوق والواجبات إلا بعض الأشياء التي يكون الغرض منها حماية المرأة وفي النهاية فهي مخلوقة ان لم تكن أفضل من الرجل فهي ليست بأقل منه ، ولذلك على البعض تصحيح المفاهيم الخاطئة لبعض الآيات القرآنية والأحاديث الضعيفة والمفردة التي عُوملت ولا زالت تعامل بموجبها المرأة لأن الإسلام الأصيل هو إسلام رحمه ومودة وألفه و وحده ومحبه إسلام النصيحة والتسامح والسلام والحوار والعدالة