يصادف بعد أيام قليلة يوم المرأة العالمي،وسأنادي في هذا اليوم بتبرئة النساء من تهمة الثرثرة المنسوبة إليهن،فقد أنصفتهاعلى الأقل دراسة قدمها باحثا علم نفس بريطانيان ونشرتها صحيفة الديلي ميل البريطانية بأن الرجل هو الأكثر ثرثرة، وأنه يستخدم اللغة بشكل أكبر، بعد أن كانت الاتهامات تطال النساء زوراً لقرون طويلة.
الرجل أكثر استخداما للغة، ليس ذلك فقط، فالربيع الدموي أو مايطلق عليه الربيع العربي أثبت أن المرأة بريئة أيضاً من صناعة الكوارث، فهل سمعناعبر التاريخ أن امرأة أطلقت رصاصة أو أسالت دماء أو جزّت رقبة أو ألقت قنبلة أو حملت سلاحا بوجه أحد.
المرأة جناح السلام الذي تغفو عليه الأُسرة وتنام، لكن أرقاماجديدة يقدمها مكتب شكاوى المرأة تبين أن بؤر العنف الأسري ضدها من الزوج في ازدياد، مع أن كثيرا من الحالات تبقى طي الكتمان، فإن الأرقام مرشحة إلى الارتفاع في ظل أسباب تمييزية واقتصادية خانقة تؤجج من اشتعاله، وتَخفف أخلاقي وديني.
المرأة بريئة أيضا من الالتفاف على قانون الأحوال الشخصية الفضفاض والتوسع في الاستثناءات المطاطة لتزويجها صغيرة بعد أن بينت سجلات المحاكم الشرعية آلاف لحالات تزويج الطفلات دون النظر للآثار السلبية النفسية والجسدية والأسرية التي سيتعرضن لها وما يعقب زواج القاصرات من طلاق القاصرات. وهي أيضاً لا زالت تقدّم عروساً مجانية لمغتصبها تحت غطاء القانون الذي يوقف الملاحقة القضائية للمجرم بحال تزوجها بعقد صحيح.
في يوم المرأة العالمي فإن مستويات التعليم بين النساء تنافس على مستوى المنطقة، لكنها تَجهد في التقدم على باقي المستويات. ثمّ هي الأكثر اقتراضاً وأقل تملكاً، ودراسيّاً هي الأكثر تفوقاً لكنها الأكثر بطالة في سوق العمل، وهي القائمة بمحبّة على شؤون أسرتها بعد انتهائها من ساعات العمل الرسمي، فبينما يدخل الزوج غرفته ليرتاح تبقى هي على أهبة عمل أسريّ إلى ساعات الليل، عمل لا يخضع لوجهات النظر وقوانين العمل، هذا الذي تجرأ معهد ساليري الأمريكي بتحليله وفق سلم الرواتب ليظهر أن مهنة ربة البيت لو احتسبت وظيفة رسميةفهي الأعلى أجراً حتى من رئيس الدولة.
المرأة الأردنية واثقة، كفؤة ومعطاءة، لكنهاالمكبّلة بأعراف مجتمعية تمييزية، وقوانين غير منصفة ومجتمع ينادي بحقوقها في العلن ويعرقلها من وراء حجاب.