يتفق أهل العلم على أن الثقة تصنع النجاح، فلقد تبين بالفعل أن هناك علاقة طردية ما بين الثقة بالنفس والنجاح، فكلما ازدادت ثقة الفرد في ذاته، ازدادت نجاحاته، وكان طريقه لتحقيق أهدافه ممهداً.
فالثقة هي تلك القوة التي تولد لدينا القدرة والطاقة للإقدام على فعل ما نريده، فنحن نحتاج الثقة في التعامل مع الآخرين، وفي اتخاذ القرارات، وفي العمل، وفي قيادة السيارة، وفي التعبير عن آرائنا.. عجيبة تلك الصفة التي تلازمنا في جميع نواحي حياتنا.
وتطرح الدكتورة جوديث برايلس في كتابها الرائع "الثقة تصنع النجاح"، مثالاً يرسم صورة أقرب إلى الأذهان عن هذه الصفة الإنسانية "الثقة بالنفس"، التي هي أهم مفاتيح النجاح؛ فتقول: "عندما يتذكر الإنسان أول مرة أمسك عجلة قيادة السيارة بيديه، ثم أدرك بعد ممارسة القيادة أنه بإمكانه القيادة في واقع الحال بيد واحدة، هنا يشعر قائد السيارة بأنه أكثر ذكاءً بقليل، وهذا يؤدى به إلى راحة أكثر بقليل، فتزداد ثقته بنفسه، وهكذا يصبح سائقاً مُجازاً بعرف القانون، ويقود السيارة بثقة، لأنه امتلك المعرفة والممارسة والخبرة. وهكذا هي الثقة".
وإذا حاولنا أن نتخيل أن الثقة بالنفس كعضلة في جسم الإنسان، فإن قانون العضل يؤكد أنه كلما استخدمت العضلة زادت لياقتها ومرونتها، وكلما قل تمرينها ازدادت ضعفاً وتيبّساً. وكذلك الثقة بالنفس تحتاج دائماً إلى تنميتها لأنها القاعدة التي ينطلق من خلالها الإنسان للحياة بقوة؛ فهي مفتاح النجاح وتستحق منا العناية والرعاية.
إن "ثقة الإنسان بنفسه" والتي يستمدها من المعرفة والممارسة والخبرة، تحتاج إلى ثقة الإنسان أولاً بالله عز وجل، تلك الثقة التي تمنحنا الطمأنينة والسكينة والهدوء. ما أحوجنا إلى الثقة بالله والتوكل عليه! لكي ننطلق في الحياة، نتعلم ونمارس ما تعلمناه، ونكتسب الخبرات من محطات الفشل والنجاح.
:عبير الكلمات
ابذورا بذور الحب بكل معانيه لتحصدوا ثماره في كل مراحل عمركم. فما أروع هذا القلب الذي يستطيع أن يجدد مشاعر الحب مع كل صباح جديد، إنه الحب إكسير الحياة.