في هذه المناسبة الخاصة التي يحتفل فيها العالم بأسره بالنساء ويسعى لتكريمهن اعترافًا بدورهن وتكريسًا لمكانتهن المستحقة... في هذه المناسبة يسعدني أن أتوجه للمرأة العربية في كل مكان بخالص التحية والتقدير وأن أحيي جهود ونضال كل النساء العربيات اللائي تنشط كثير منهن في بيئات غير مواتية اقتصاديا أو سياسيا أو اجتماعيًا، ولا يثنيهن ذلك عن أداء أدوارهن المحورية سواء داخل أسرهن أو داخل مجتمعاتهن الأوسع.
في هذا اليوم يجب أن نعرب عن مؤازرتنا ودعمنا للنساء العربيات اللائي يتعرضن لسائر أنواع المعاناة سواء مأساة الاحتلال وويلاته، أو معاناة النزاعات المسلحة ومستتبعاتها من تهجيرٍ قسري وتشريد وفقدان لأسباب الرزق وفقدانٍ للأهل والأحبة، أو معاناة الوقوع تحت نير تقاليد بالية تفسد حياة المرأة الاجتماعية والصحية وتفقدها سلامها النفسي وسلامتها الجسدية، أو معاناة الفقر في دوائر اجتماعية كثيرة محرومة من الموارد الاقتصادية ومن أسباب العيش الكريم وهي معاناة تصب في أضعف الحلقات الاجتماعية، التي هي المرأة، لتتبلور في ظاهرة تأنيث الفقر المنتشرة عربيا وعالميا، هذا بخلاف معاناة الاقصاء السياسي في الأنظمة التي لم تعط للمرأة بعد حقها في التمثيل العادل المعبر عن حضورها الاجتماعي الحقيقي.
وما زالت المراة العربية تناضل على جبهات عدة تدعمها حكومات عربية مؤمنة بعدالة وأهمية قضية المرأة ومحوريتها كشرط للتنمية الشاملة، كما يدعمها مجتمع مدني عربي متنام وواع ومعني بملف الحقوق الإنسانية على اختلافها.
إلا أن الحاجة لا تزال ماسة لمزيد من الدعم السياسي والاجتماعي الذي يكفل التكريس الكامل لحقوق المرأة ليس فقط في نصوص القانون والمرجعيات التشريعية إنما أيضًا على أرض الواقع المعاش وذلك عبر تكريس ثقافة اجتماعية مؤيدة وداعمة للمرأة.
وأود أن أتطرق في هذا الشأن للدور الذي يجب أن يلعبه الاعلام العربي على هذا الصعيد، فالإعلام اداة رئيسية نحو نشر الوعي بقضايا بعينها وبلورة القناعات الاجتماعية حولها، والحقيقة فإن دور الإعلام رغم اهميته الشديدة لا يزال دون المأمول فيما يخص دعم المرأة العربية، بل ربما لعب دورًا سليبا على هذا الصعيد، وإدراكًا لهذا، وفي محاولة لتصحيح ذلك الوضع السلبي، تعاونت منظمة المرأة العربية مع وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية بالمملكة المغربية لعقد المنتدى العربي حول المرأة والإعلام في ظل المتغيرات الراهنة الذي التأم في مراكش يومي 18و19 فبراير 2014 وناقش كيفية تطوير ودعم دور الإعلام العربي نحو خدمة المرأة وذلك عبر أطر رسمية وقانونية ومؤسسية محددة وواضحة يمكن تبنيها وطنيا واقليميا ، تتمثل هذه الأطر في سياسات واستراتيجيات حول المرأة والإعلام ، وكذلك في الأطر القانونية ومواثيق الشرف الخاصة بضوابط التناول الاعلامي للمرأة، فضلا عن المراصد الإعلامية التي تراقب المادة الاعلامية حول المرأة. وقد أوصى بيان مراكش الصادر عن المنتدى باعتماد دفاتر شروط تتضمن جعل مسألة عدم الإساءة للمرأة شرطًا أساسيًا عند الترخيص للاستثمار في مجال الإعلام ، كما أوصى بإنشاء هيئات عليا للرصد الإعلامي في كل دولة يكون من سلطاتها رفع توصيات للجهات المعنية ، حث البيان أيضًا على إحداث آلية ضبط مستقلة في كل دولة عربية لمراقبة المادة الإعلامية المستخدمة في كل وسائل الإعلام بما فيها الصحافة الالكترونية والمادة الإشهارية.
الشيخة فاطمة بنت مبارك التي تفضلت بإطلاقها في افتتاح أعمال المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية الذي رأسته ورعته سموها وعقد في أبو ظبي، في الفترة 11-13/11/2008، والاستراتيجية هي تتويج لنشاط برنامج بعنوان الإعلام ودعم المرأة تبنته المنظمة منذ نشأتها ، وهي بمنزلة
أكرر التحية للمرأة العربية المناضلة الصامدة في كل موقع، وكل عام والمرأة على مستوي العالم في خير وأمان وازدهار