طبيعة حياة اليوم تغمرها الكثير من المؤثرات الجسيمة على روح وعقل ومشاعر الإنسان، ولم يعد خافياً هذا الأثر البالغ التي تحدثه السرعة المهولة نحو تحقيق الطموح والأمان والحياة الرغيدة التي يتطلع لها كل واحد منا، لقد تزايدت بشكل ملحوظ مساعي الإنسان ورغبته في تحقيق الذات والشعور بالإنجاز، وهذه هي مشاعره دوماً وتطلعاته، لكن الذي تغير في عالم اليوم هي الصعوبات التي تبطئ وتحد من هذه الطموحات، بل وتضرب الإنسان، فتؤثر على نفسيته، وتسبب له ضغطاً كبيراً ينتج عنه جملة من الأمراض النفسية التي تسبب سوء تعامل مع مجتمعه القريب، وتزيد الهوة اتساعاً، وقد تتطور لتصل لأمراض عضوية جسدية.
لن أذهب بعيداً، فهذا هو الاكتئاب، وهو أحد الأمراض النفسية، بكل ما يحمله من سوء لعقل ونفسية الإنسان ينمو ونشاهد علاماته حاضرة في حياة الكثير من الأصدقاء والمقربين منا، والمشكلة أن معظمهم لا يعرفون أعراضه، ولا يدركون أنهم بحاجة للعلاج النفسي للمساعدة في تجاوزه.
كما سبق وذكرت، فإن طبيعة الحياة وما يحدث خلالها من أحداث لها أثر بالغ، ودواعي أن يتلبس بك الاكتئاب عديدة ومتنوعة وقدم المتخصصين والدارسين في هذا الحقل الكثير من الأسباب لعل من أهمها ضغوط العمل اليومية، الإخفاق، سواء في نطاق الوظيفة أو الدراسة، أيضاً الخوف على مصدر الرزق، وفقدان حبيب أو عزيز، أيضاً ملازمة الأحزان لفترة طويلة، الديون والمشاكل المادية المستمرة وغيرها، بل إن هناك أسباباً تتعلق بوظائف بعض أعضاء الجسد، وهي تخصصية بشكل بحت.
وفي المجمل، فإننا في حياتنا اليومية نصادف أموراً وتعترض طريقنا صعاب ومشاكل كبيرة جداً تتسبب في أن نفقد مكتسباتنا أو ما حققناه من نجاحات، وفي المجمل، فإن إنسان اليوم بات بحاجة ماسة للاستشارة والتوجيه من المختصين، سواء في الجانب الاجتماعي والتربوي أو في الجانب النفسي المتمثلة، على وجه الخصوص، في شقيه الإرشاد أو العلاج.
لقد مضت فترة طويلة كان خلالها العلاج النفسي أو حتى طلب المشورة النفسية تعد من أعظم الأسرار لدى البعض في مختلف زوايا وأرجاء الوطن العربي، بل رافقت هذا الجانب ظنون وشكوك كثيرة، لكن أثبتت الحياة المعاصرة اليوم أهمية الاستماع لآراء ووجهات نظر وأقوال المعالجين النفسيين، خصوصاً إذا علمنا أن هناك أمراضاً نفسية عدم علاجها سيؤدي إلى أمراض عضوية بالغة الخطورة على الإنسان.
اطلب المشورة والعلاج النفسي من دون تردد إذا كنت تنشد السلامة والصحة