الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

8 آذار .. في عيدهن كلام بحجم الوطن

  • 1/2
  • 2/2

يطل على العالم وبآفاقه الرحبة عيد الثامن من آذار كمناسبة عالمية تحتفل بها الأمم وجميع نساء العالم ..
يحتفل لبنان منذ سنوات عدّة بيوم المرأة العالمي.. ولكن هذه السنة والتي سبقتها يطلّ حزيناً .. لأنّه في كل يوم وعلى مدار الساعة هناك  في بلادي إمرأة تُعنّف معنوياً وجسدياً و.. تقتل.. (كريستال أبو شقرا، وقبلها منال العاصي، وقبلهما فاطمة بكّور، ورولا يعقوب، ومالكة، وآديل، وبغداد، وبثينة، ومنى، وصونيا، ونيليان، وآمنة، ولطيفة...) واللائحة تطول بأسماء كان لها وجوه وحيوات ورغبات وأحلام ومخاوف أمست غباراً لحظة قرّر هو ذلك. لحظة قرّر أن يقتلها ولم يردعه أحد .. فيعود ليمارس حياته اليومية "كأن شيئاً لم يكن"..
إمرأة، في بلاد يُقال بأنها مهد الأبجدية.. ويدّعي ابناؤها الحضارة .. ولا أدري من أطلق عليها في يوم من الأيام ( سويسرا الشرق).. وفي ظلّ كل هذه الشعارات، هذه المرأة التي تكوّن المجتمع بأكمله وليس نصفه لا يحق لها أن تعطي جنسيتها لأولادها!! هي إمرأة لا تتمتع بحقوقها كاملة لتدخل معترك السياسة في المجلس النيابي او الوزاري .. إمرأة مصيرها حُدد  في مجتمع ذكوري، من رجل يريدها لتزيين حياته وإشباع غرائزه .. ومعدته.
أمس، احتفلت لجنة حقوق المرأة بهذا العيد في قصر الاونيسكو بحضور مؤسستها السيدة الرائعة والمتواضعة ليندا مطر وممثلات عن الهيئات النسائية في مختلف الأحزاب اللبنانية.   كان من المفروض ان يكون احتفالاً "مطعماً" بالفن .. لكن نظراً لظروف الصعبة التي يمر بها البلد، اقتصر الاحتفال على "لقاء اعلامي".
بعد الترحيب والتقديم، قرأت السيدة عزة شرارة الرئيسة الحالية للجنة حقوق المرأة بياناً تضمّن انجازات لجنة حقوق المرأة أعقبتها بتوصيات وزعت على الحضور وجاء فيها:
"حقنا وواجبنا أن نرفع الصوت عالياً من أجل:
- إدانة الشحن الطائفي والمذهبي وإيقافه ونزع فتيل الفتنة.
- إدانة التفجيرات الارهابية وتوفير الامن والاستقرار وترسيخ السلم الاهلي.
- توحيد جهود القوى الحريصة على انقاذ الوطن بهدف تحقيق الوحدة الوطنية وبناء الدولة المدنية الديمقراطية.
- استحداث قانون انتخاب ديمقراطي خارج القيد الطائفي يرتكز على التمثيل النسبي على أساس لبنان دائرة واحدة ويعتمد نظام الحصة للمرأة (كوتا) بنسبة 30% على الأقل كخطوة مرحلية ومؤقتة.
- معالجة الازمة الاقتصادية والاجتماعية وبرمجة الاّليات لتعزيز القطاعات المنتجة وتحقيق التنمية الشاملة والحد من الهجرة والبطالة.
- اقرار المطالب المحقة للعاملين في القطاعين العام والخاص والاسراع باقرار سلسلة الرتب والرواتب.
- استكمال تعديل قانون العقوبات وتنزيهه من التمييز ضد المراة.
- اقرار قانون حماية المرأة من العنف الاسري.
- استكمال تنزيه قانون الضمان الاجتماعي من المواد المجحفة بحق المرأة.
- منح المرأة اللبنانية حقاً "مساوياً" للرجل باعطاء الجنسية لاولادها اذا كانت متزوجة من غير لبناني.
- استحداث قانون مدني موحد للأحوال الشخصية.
ولكن أهم ما في هذا الاحتفال الرمزي هو الكلام الذي تطرّق الى الأوضاع السياسية الحالية ودعت المجتمعات الى ضرورة الوحدة الوطنية لخلاص لبنان.
لم يكُن صدفة!
عيد الثامن من اّذار يعبر عن وقائع قانونية أضفت تغييراً في حياة المرأة بدءا بإحداث نيويورك عام 1857 ((تظاهرات النسوة في شوارع نيويورك للاحتجاج على الظروف اللاإنسانية التي تعرضت لها النسوة او الإحداث التي جرت في 18 اذار 1908 او تجمعات النسوة في موسكو في عام 1913 وهو الإحتجاج على الحرب والخسائر التي تكبدتها القوات الروسية في الحرب).
واذا كان أكثر المواثيق والعهود الدولية أقرت بالحقوق الإنسانية للمرأة ومنها ميثاق الأمم المتحدة لعام 1945 وكذلك العهدين الدوليين للحقوق المدنية والسياسية والحقوق الاجتماعية والاقتصادية لعام 1966 وكذلك إتفاقية سيداوا لعام 1979 قد أقرت جميعها بحقوق المرأة والمساواة، فإن هذه المواثيق والاتفاقيات الدولية والبرتوكولات التي ينهض بها العالم يجب ان يصار الى تنفيذها طبقا للأسس القانونية والإنسانية التي تهدف اليها هذه الاتفاقيات بعيدا عن عنصر الجبروت والقوة والتعصب وبموجب التزام أخلاقي وقانوني على المستوى الداخلي والدولي.
للفت الإنتباه فقط بعضٌ من كلام :
من مقولة الفيلسوف الفرنسي فوربيه (ان توسيع حقوق النساء مبدأ عام للمجتمع المتمدن لانه بمقدار توفر الديمقراطية في اي مجتمع يكسب المرأة حقوقها .. وان تحرر المرأة والمساواة هو المقياس لتحرر المجتمع وديمقراطيته.)
وأخيرا نناشد كل منظماتنا المدنية بالضغط على مسؤولينا الغافلين عن حقوق وحريات جاءت بها الصكوك الدولية لحقوق المرأة كي تطبّق بما يتلاءم والإتفاقيات التي وقعت عليها الدول .. هكذا نحقق للمرأة طموحاتها المشروعة وعلينا ان نجعل من الثامن من اذار صرخة حقيقية  تتخطى الأمنيات والشعارات .. وخطابات لا تقدّم ولا تؤخر في واقع الحال المرير.
والكلمة الفصل لك ايتها المرأة .. لا تتكلي على الاخريات.. إسالي عن حقوقك.. تعرفي عليها.. والأهم شاركي.. نعم.. هي مسيرة في الثامن من هذا الشهر من المتحف حتى وزارة العدل.. انه يومك.. تحرري ليوم واثبتي وجودك.. نحنا ناطرينك مع جمعية "كفى" من الساعة الثانية بعد الظهر حتى الثالثة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى