يحتفل العالم بيوم المرأة، ولكن تحتفل المرأة الفلسطينية بيومها العالمي بلون خاص، لا يشابه تلك الألوان الزاهية، ولا أصوات الموسيقى الهادئة، بل يأتي يوم المرأة هذا العام ولا زالت المرأة الفلسطينية تعاني فقدان إبنها، إما بالقتل أو السجن، نريد أن نسلط الضوء في هذا اليوم على تلك المرأة الصابرة منذ عشرات السنين، لا زالت تحلم بوجود ابنها بجانبها في هذا اليوم، يقبل يديها ويشاركها حديث الصباح و المساء، الأم الفلسطينية تنام كل يوم وتستيقظ على صوت إبنها ينادي من خلف تلك القضبان الحديدية، ولا أحد يجيب، كل يوم تسمع خبر جديد، إما إضراب عن طعام، أو أسير جديد ينتقل إلى جوار ربه، أو أسير يتعرض للمرض ولا يجد من يعالجه، ولا تكاد تسمع تلك المرأة الفلسطينية خبراً عن فكاك أسر إبنها، بماذا تحتفل هذه المرأة بيومها أتحتفل بفقد إبنها، أم تحتفل بغياب إبنها خلف أسوار السجون، الأم الفلسطينية صابرة ومحتسبه على أمل أن ترى إبنها يوماً من الأيام أمامها، لماذا يختلف يوم المرأة الفلسطيني عن أي يوم للمرأة في شتى بقاع الأرض، لأنه يوم مليء بالحسرات، يوم مليء بالدموع والآلام، المرأة الفلسطينية في يومها لا تتذكر سوى من غابوا عن عيونها، أترى هل سترى إبنها قبل أن تفارق الحياة، كثيرا ما سمعنا ام فارقت الحياة قبل أن ترى إبنها أمامها، أي إنسانية تلك التي تحرم إم من إبنها، أي إنسانية تلك التي تحرم شاب من حريته، ليتوارى خلف القضبان أسيراً، ولكن المشهد لم يقتصر على أن الأم الفلسطينية تحتفل بعيدها بفقد ولدها ولكن هناك مشهد أكثر بشاعة وألماً للنفس، إنها المرأة الفلسطينية تحتفل بعيدها بداخل الأسر، أسيرة خلف القضبان، شاركت المرأة الفلسطينية الرجل في كل شيء شاركته بالنضال والإستشهاد، وها هي تشاركه أيضاً بالأسر، تراها هناك خلف القضبان، أسيرة لا تستطيع أن تشارك في هذا اليوم لأن أسوار السجن تبعدها عن الوصول لحريتها، هي المرأة الفلسطينية وليس سواها تشارك العالم بيومها بكل فحر وحزن لفقدان عزيز أو غياب حرية، ولكن ستبقى هي المرأة الفلسطينية تاج على الرؤوس بصبرها وأملها بالله الكبير أن ينعم كافة الأسرى والأسيرات بحرية قريبة لتقر عينها في العام القادم بيومها وهي عائدة إلى أرضها التي سلبت منها وبجانبها إبنها الأسير المحرر..