نشرت صحيفة "هافنغتون بوست" الأميركية لائحة بثماني نساء قالت إنهنّ جعلن العالم مكاناً أفضل عام 2014، وحلت فيه السعودية عزيزة اليوسف في المرتبة الثالثة، والتونسية محرزية العبيدي، النائب الأول لرئيس المجلس الوطني التأسيسي في تونس، في المرتبة الخامسة.
1 ـ جاءت على رأس اللائحة الكولونيل جميلة بيّاز، أول امرأة تعيّن في مركز قيادي في الشرطة الأفغانستان، حين تبوّأت في كانون الثاني (يناير) الماضي قيادة الشرطة في كابول.
وقالت بيّاز وهي أم لخمسة أطفال لشبكة "أن بي سي" الأميركية، إن "هذه الفرصة ليست لي وحدي بل لنساء أفغانستان. لذلك لن أضيّعها وسأثبت أن النساء قادرات على تحمّل هذا العبء".
وجاء تعيين جميلة بيّاز في وقت تواجه فيه النساء في أفغانستان تمييزاً وقيوداً واستغلالاً وحتى تهديدات مسلّحة، كما جاء التعيين بعد عام حافل بالهجمات المسلّحة التي قتلت فيها مسؤولات في الشرطة والمؤسسات العامة الأفغانية. غير أن جميلة تردد في تصريحاتها بأنها ليست خائفة أبداً.
2 ـ وحلت في المرتبة الثانية على اللائحة الصينية تشياو ميلي التي رفعت الصوت ضد الاستغلال الجنسي، وهو موضوع لا يزال يعتبر من المحرمات في الصين، وذلك أثناء سيرها لأكثر من 1200 ميل بين منزلها في العاصمة الصينية بكين ومدينة غوانغزو جنوب البلاد. وعملت الناشطة البالغة من العمر 24 عاماً على نشر التوعية حول هذا الموضوع في المدن والبلدات التي مرّت فيها خلال مسيرها حيث قدّمت في كل واحدة منها رسائل تحث فيها السلطات المحلية على التحقيق في دعاوى الاستغلال الجنسي وتفتيش المعلمين وتحسين التربية الجنسية.
وطلب تشياو من نساء المناطق التي مرت فيها أن يسرن معها، وذلك لمحاربة الفكرة التقليدية السائدة في الصين بأنه من الخطر أن تخرج النساء بمفردهن.
وقالت لصحيفة "غلوبل تايمز" الصينية إنه "على عكس ما يعتقد الكثيرون، فإن العديد من حالات الاعتداء الجنسي تحصل في أماكن نعتقد أنها آمنة مثل المدارس وحافلات نقل الركاب".
وأضافت: "هذه ليست مسيرة صعبة. فكل خطوة تشكّل احتجاجاً نسوياً بحد ذاته".
3 ـ وحلّت في المرتبة الثالثة السعودية عزيزة اليوسف التي أطلقت حملة لرفع الحظر عن قيادة النساء السعوديات للسيارات في 26 تشرين الأول (أكتوبر) العام الماضي.
وفي إطار هذه الحملة، بدأت نساء سعوديات بنشر مقاطع على يوتيوب لهنّ وهنّ يقدن السيارات.
ورفعت اليوسف مؤخراً مع ناشطات أخريات عريضة إلى مجلس الشورى السعودي يطالبن فيها بتقييد "الولاية المطلقة للرجل" على المرأة وخصوصاً "اشتراط حصولها على موافقته على الكثير من المسائل مثل التعليم والعمل والتنقل والتقاضي والعلاج وإصدار وثائق الهوية وجوازات السفر".
4 ـ رابعاً تأتي كاثرين سامبا بانزا أول رئيسة مؤقتة لجمهورية أفريقيا الوسطى.
نصّبت بانزا في 23 كانون الثاني (يناير) الماضي وسط تصاعد الخوف والعنف الإثني في البلاد، وذلك بعد أيام من اختيار برلمان جمهورية أفريقيا الوسطى لها من قائمة تضم ثمانية مرشحين لتكون أول رئيسة مؤقتة للبلاد.
وقالت في خطاب تنصيبها "شعرت أن الناس في دواخلهم كانت لديهم رغبة بانتخاب امرأة يمكنها أن تحقق السلام والمصالحة".
5 ـ نجمة البوب الأوكرانية روسلانا الفائزة بجائزة "يوروفيزين" عام 2004، جاءت في المركز الخامس. واشتهرت روسلانا بعد مشاركتها الفعالة في المظاهرات المناهضة لحكم الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش والتي بدأت في تشرين الثاني (نوفمبر) وأصبحت تقدم محطة غنائية يومية في مخيم الاعتصام في كييف وغنّت في إحدى المرات لمدة عشر ساعات في ميدان الاستقلال.
وفازت روسلانا بجائزة المرأة الشجاعة لسنة 2014 من وزارة الخارجية الأميركية وذلك خلال حفل أقيم قبل أيام في واشنطن وحضرته السيدة الأميركية الأولى ميشال أوباما.
وتقود روسلانا مؤخراً حملات تدعو الأوكرانيين إلى التوحّد وقالت لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي": "نحن ندرك أن البروباغاندا تهدف لتقسيمنا ولكن الأوكرانيين أقوياء بما يكفي كي يتّحدوا".
6 ـ محرزية العبيدي، النائب الأول لرئيس المجلس الوطني التأسيسي في تونس، جاءت سادسة على القائمة. والعبيدي هي السياسية الأرفع مستوى في حزب النهضة الحاكم وحملت لواء الدفاع عن حقوق المرأة في مناقشات المجلس حول الدستور الجديد الذي اعتبر منصفاً للنساء التونسيات. وساعدت العبيدي في الدفع نحو تمرير بنود تتعلق بالمساواة بين المرأة والرجل من خلال التحالف مع سياسيين علمانيين. وتقول عن ذلك لصحيفة "دوتشي فيللي" الألمانية "إنه مثل الولادة: مؤلم ولكن في النهاية تشعرين بالسعادة حين يولد طفلك".
7 ـ الصحافية الروسية الشابة لينا كليموفا التي منحت المراهقين المثليين صوتاً عبر موقع إلكتروني، ورد اسمها أيضاً على لائحة الصحيفة الأميركية.
أدينت كليموفا قبل أيام من افتتاح الألعاب الأولمبية في سوتشي بموجب القانون المثير للجدل في روسيا والذي يجرّم نشر البروباغاندا الخاصة بالمثليين وذلك بسبب الموقع الإلكتروني الذي نال شعبية كبيرة في أوساط الشباب الروس "Youth-404" المغلق حالياً حيث كان المراهقون يكتبون عن معاناتهم مع رهاب المثلية في بلادهم.
8 ـ ثامناً وأخيراً، جاءت زينب بانغورا، ممثلة الأمم المتحدة المعنية بالعنف الجنسي في الصراعات، الآتية من سيراليون حيث عاشت الحرب الأهلية بين 1991 و2002. ولها عبارة شهيرة قالتها مرة لوكالة "رويترز": "بالنسبة إليّ، حالة اغتصاب واحدة هي رقم كبير".
ومنذ تسلّمها هذا المنصب عام 2012، تقول بانغورا إن الزخم السياسي في هذه الفترة لا مثيل له لمحاربة العنف الجنسي في الصراعات. وأحدث إنجازاتها هو توقيع الاتحاد الافريقي في شباط (فبراير) الماضي على اتفاقية لمكافحة العنف المرتبط بالنزاعات في افريقيا.