نعم، شئنا أم أبينا، المرأة العربية مهما شوهتها سيناريوهات الأفلام وأخرجتها كإمرأة بدوية غير متحضرة ذات مظهر أقرب إلى الرجل منه إلى المرأة وصوت خشن قد يظنه الكثيرين بأن صاحبه رجل وليس امرأة، تلك المرأة لها صوت غير مسموع
فما فائدة أن تعلو نبرات الصوت وأن لا تصل بذات الوقت إلى الأشخاص المستهدفين، أن يتجاهلونا ولا يعيروننا أدنى الاهتمام؟
المرأة العربية للأسف وبالرغم من التحضر الذي وصلت إليه في يومنا هذا إلا أن الشريحة الأكبر منها في المجتمع هي المهمشة وهي الأغلبية الصامتة.
بينما تواجدت في الصالة الرياضية كعادتي وقت الظهيرة، كانت بجانبي امرأة من أحد الجنسيات العربية، يبدو عليها التعب والارهاق بطريقة غير محببة..
وبعد دقائق وجدتها تحدثني وتسألني عن سبب وجودي الدائم في الصالة الرياضية، أجبتها أن المسألة تتعلق بخلل هرموني وهو مادفعني لاتخاذ هذه الخطوة بعيداً عن الأدوية.
وبحسب طبيعتنا نحن النساء فعندما يرتاح قلبنا لأحدهم تجدنا رغماً عنا نفصح عن أوجاعنا مهما بلغت درجة عمقها.
وسرعان ما اعترفت لي أخذها لمدة 10 سنوات حبوب منع الحمل لأن جسدها لا يقوى على الحمل بعد انجابها لثلاثة ابناء، وأن زوجها يرفض فكرة استقدام خادمة لتعينها في المنزل مهدداً بين الحين والآخر بالطلاق.
آلمتني فكرة أن تكون المرأة مستعبدة، ربما لن يتفق معي الكثيرين في وصف هذه الحالة بالإستعباد، ولكن لننظر إلى الأمر من الزاوية الأخرى، أين هي حقوق المرأة؟
تقوم بواجباتها المنزلية والتربوية والزوجية على أكمل وجه، تنهش جسدها وتحشوه بأدوية تزيد من انتفاخها وآلامها الداخلية على حد سواء، تستيقظ منذ بزوغ الفجر وبالكاد تنتهي من مهامها قبل منتصف الليل، ينعم هو ويأخذ مايريده دون أن يراعي حاجتها للاستقرار النفسي والذاتي قليلاً.
آلمني جداً جوابها لي عندما قلت لها: أنتِ جميلة، لا حاجة لأن ترهقي نفسك هكذا، ولا تنسي بأنك أم عليها مسؤوليات لا يعرفها إلا من جربها!
فأجابتني: كل من يراني يرتعب!
ولم يرعبني أنا إلا ردها الذي أعادني إلى النقطة ذاتها بين جدل حقوق المرأة والرجل.
لأدرك حقاً بأن النساء القويات هن اللواتي لا يخشين من المواجهة والافصاح لأنهن مؤمنات بذواتهن قبل كل شيئ!