ربي خلقني أنثى.. ربي أكرمني.. ما أعظمها من نعمة.. أنثى من ضلع ذكر، ولكن هي قوام هذا الذكر وأساس حياته وعمود بيته وأمل حاضره ومستقبله.. الحياة هي أنثى قوية صابرة من أجل ثبات من حولها. فإن ثبتت وتحملت.. سار كل شيء على ما يرام.. وإن حدث العكس.. تحدث الهزّة التي قد تسبب اهتزاز ما حولها.
الأنثى هي فتاة جميلة يفرح بها والدها، ويكرم من أبلغه بأن مولودته فتاة.. لأن الفتاة تكون رحيمة بوالدها.. تعتني به.. لا تتخلى عنه.. تتمسك به من صغرها حتى آخر يوم في حياتها.. وهذا ما يقوله والدي لأخي.. «أنا أتوقع منك أن تتركني، ولكن لا أتوقع من أختك التخلي عني، لأنها ابنتي البكر الحنونة.. هي أول ودوام فرحتي في هذه الحياة».
الأنثى هي مربية أجيال الكون.. لولاها لما شهدنا عظماء وعقولا تخترع وتصنع وتحترف في كل مجالات الحياة.. الأنثى أمّ قادرة على بناء أمم وشعوب وقيادات تعمّر مجتمعات إلى الأمام.
الأنثى هي زوجة قوية صابرة مع زوجها على كل غصّات الدنيا.. تقول له أنا معك يا حبيبي ولن أتركك.. وهذا ما كانت تقوله أمي لوالدي عندما تضيق عليه الحياة ولا يجد لها مخرجاً.. نظرات أمي لوالدي كل صباح المليئة بالحب والتفاؤل والقوة هي ما تقوي عزيمة أبي وترسم له أبواب السعادة في كل شيء يسعى لتحقيقه لكي نعيش حياة كريمة.. حتى عندما يتركنا أياماً وشهوراً كثيرة للعمل، أسمع أمي كل ليلة تتحدث إلى والدي بالساعات على الهاتف لتخفف عنه غربته وحزنه على فراقنا.
نعم هذه الأنثى الزوجة العظيمة التي مهما مرت بها الظروف الصعبة تظل متماسكة من أجل رجُلها الذي يرى الدنيا في عينيها... الأنثى أخت رائعة تحب أخاها وتخاف عليه.. وفي أحيان كثيرة تتستر على تصرفات يقوم بها حتى لا يغضب منه والدها ويعاقبه... تتفهمه عندما يحب وربما تساعده في أمور كثيرة تتعلق بعلاقته مع حبيبته، حتى ترى الفرح في عينيه.
الأنثى هي الحبيبة الوفية... فعندما تعشق الأنثى تعشق حبيبها بكل جوارحها، بكل نقطة في دمها، تعلم في أحيان كثيرة أنه لن يتزوجها، ولكن لا تقوى على الابتعاد عنه، لأنه قطعة من روحها... تعلم أنه قد يخونها مع غيرها... وقد تلقي اللوم على نفسها أكثر لأنها ربما قد تكون قصرت معه حتى لجأ إلى أنثى غيرها... تصبر وتحبه كل يوم أكثر لعل وعسى يرجع إليها بكل جوارحه وتفكيره من جديد.
الأنثى هي بلسم شفاء لكل الجروح حتى لو كانت هي الجرح... الأنثى هي وردة رائحتها زكية مهما ارتفع صوتها وفقدت أعصابها... الأنثى هي نهر حب وعطاء لا ينفد... الأنثى هي نظرة حب وعشق لا يقوى الرجل على مقاومتها... الأنثى هي ملاك في حيائها وحادة في غيرتها... الأنثى هي أنانية في عشقها لا ترضى ولا تقبل بغيرها... الأنثى هي حياة رجل بأكملها لا يحيا من دونها أي رجل... الأنثى فائقة في ذكائها مهما ادعت الغباء وعدم الفهم أمام الرجل... الأنثى ابنة حنونة وزوجة صابرة وأم مربية وعاملة في مجتمعها وأدرى بهموم من حولها... فبعد هذا كله وغيره أيتها الأنثى أليس لك الحق في أن تفتخري بأنك أنثى؟ قوليها بأعلى الصوت.. نعم.. أنا أنثى... أنا عظيمة..