الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

العناية بالعقل

  • 1/2
  • 2/2

لدى البعض مفهوم خاطئ تماماً يتعلق بالذكاء والنمو العقلي، وهو أن العقل بعد سن الثلاثين أو الأربعين يتوقف، ولذا يبدأ الإنسان في النسيان وتكثر عادة النسيان لديه، وغني عن القول إن مثل هذه المفاهيم خاطئة تماماً، والعلم الحديث أثبت أن النمو العقلي والذكاء يستمران في العطاء والتطور، ولعل من هؤلاء الدكتور مايكل ميرزنيتش أستاذ علم الأعصاب بجامعة كاليفورنيا حيث يقول: «إن الإنسان في أي مرحلة عمرية يمكنه أن يدرب ويشغل عقله ليصبح أكثر سرعة ونشاطاً».
ومن هذه الجزئية تتضح لنا حقيقية قد تخفى على الكثير تتعلق بالعقل الإنساني، وهي ببساطة متناهية تمكن كل إنسان من تطوير مقدراته العقلية وتدريب ذهنه على التفاعل مع التعقيدات واستنتاج الحلول وتعويده ليكون حاضراً في كل معضلة أو في كل شأن معقد، وهذا لا يأتي بالخمول الذهني، وأقصد به الاستسلام للحلول الجاهزة أو حث الآخرين على التفكير بدلاً عنك، وتعويد عقلك على عدم التفكير، بل على استجداء المساعدة من عقول المقربين.
وفي أحيان كثيرة فإننا ودون أن نشعر نقع في هذا الخطأ، فبمجرد أن تلم بنا مشكلة تحتاج لتفكير وبحث عن الحلول المناسبة نتوجه للآخرين تحت حجة طلب المشورة ممن هم أكبر سناً أو أكثر خبرة، وهذا جيد، ولكن أين تفكيرك المستقل واستنتاجاتك الشخصية وآرائك للمشكلة نفسها، ثم لا مانع من طلب المشورة من الآخرين.
أتذكر قصة روتها لي قبل نحو عامين إحدى الصديقات عن زوجها الذي كان يحرص على لعبة الشطرنج لدرجة دربها ودرب أطفاله على طريقتها وفنونها، تقول إنه لا يمضي وقت إلا ويدخل في تحديات معي ومع أبنائنا، ووصلنا لمرحلة بتنا نستطيع هزيمته فيها، وتضيف أن فائدة هذه اللعبة أنها منحتني قوة الذاكرة لي ولأطفالي، وتتذكر أنها كانت تعاني في البداية، حيث كانت تعتبرها لعبة مملة ولكن أمام إصرار زوجها كانت تجامله، فيما بعد أدركت البعد الحقيقي الذي كان يرمي إليه الزوج وهي تقوية عقول أفراد أسرته وتركيز هذه القوة للتمكن من استدعائها في أي وقت.
ألم يقل هلفتيوس: «العبقرية ليست أكثر من تركيز الذهن». نحن مطالبون خصوصاً في هذا الزمن المتطور بالتكنولوجيا والأجهزة الذكية التي باتت تفكر بدلاً منا، مطالبون بتدريب عقولنا بشكل دائم وتعويدها على كيفية التركيز على شيء محدد وكيفية النظر في النتائج، وأستشهد بما قاله: فليبيس بروكسل: «إن حصر الاهتمام هو أول مقومات العبقرية».

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى