أعلن المغرب وإسبانيا، يوم أمس ببردو (30 كلم شمال لوبيانا، عاصمة سلوفينيا)، عن قرب تنظيم تكوين حول دور المرأة في الوساطة بمنطقة المتوسط.
وجرى الإعلان عن هذا التكوين من قبل الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيدة امبركة بوعيدة ووزير الشؤون الخارجية الإسباني السيد خوسيه مانويل غارثيا مارغالو أثناء افتتاح أشغال الدورة الثالثة لمنتدى المبادرة المغربية الإسبانية حول الوساطة بالمنطقة المتوسطية.
وتنظم سلوفينيا هذه الدورة تحت الرئاسة المشتركة لنائب الوزير الأول وزير الشؤون الخارجية السلوفيني السيد كارل إيرجافيك والسيدة بوعيدة والسيد مارغالو.
وقد تم إسناد تنظيم هذا التكوين، الذي يأتي تنفيذا لمذكرة التفاهم المغربية الإسبانية المعتمدة خلال الدورة الثانية حول الوساطة بالمتوسط المنظمة سنة 2013 بالرباط، للمركز المغربي للدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية والمركز الدولي لطليطلة من أجل السلم.
وأشارت السيدة بوعيدة، التي أشادت بانعقاد هذه الدورة بسلوفينيا، إلى أن هذه المبادرة تتوخى الشروع في أعمال ملموسة من أجل وساطة أمثل، مع استحضار أن المذكرة منفتحة على باقي مجموعات التفكير والمؤسسات والجامعات التي قد تأخذ مبادرات من أجل النهوض بالوساطة في منطقة المتوسط.
وبعد أن أبرزت أن موضوع الدورة الثالثة يتمثل في النهوض بثقافة الوساطة والوقاية بالمتوسط، أعربت الوزيرة المنتدبة عن أملها في أن تشكل هذه الدورة مناسبة للحفاظ على وهج هذه المبادرة الإقليمية عبر المساهمة في الدفع بممارسة الوساطة كأداة لتسوية النزاعات سلميا.
وقالت إن "موضوع هذا المنتدى الثالث، الذي يستند إلى الجهود التي قادتها مدريد والرباط معا خلال الدورتين السابقتين، يأتي في وقته المناسب لأن السلم والاستقرار والازدهار مرتبطون بشكل وثيق ويشكلون أداة لضمان السلم والأمن"، مضيفة أن الوضع الدولي ووقعه على السلم والتنمية "يدعونا للتفكير بشأن القضايا المرتبطة بالوساطة التي تظل وسيلة فعالة للتسوية السلمية للنزاعات".
وأكدت الوزيرة في هذا الاتجاه على ضرورة إدماج النساء وضمان مشاركتهن في جهود الوساطة، فضلا عن المجتمع المدني.
ومن جهة أخرى، أشادت السيدة بوعيدة بكل من تركيا وفنلندا من أجل جهودهما الرامية لتشجيع الوساطة في التسوية السلمية للنزاعات. ومن المرتقب أن يعرض البلدان قرارا حول الوساطة أمام الجمعية العامة المقبلة للأمم المتحدة.
كما أعربت عن أملها في أن تمكن هذه الدورة الشركاء المتوسطيين من اتخاذ إجراءات ملموسة عبر تحديد مخطط عمل يأخذ بعين الاعتبار المقترحات والتوصيات الصادرة عن دورات المنتدى بمدريد والرباط وبردو.
وأكد رئيسا الدبلوماسيتين الإسبانية والسلوفينية بدورهما على أهمية النهوض بالوساطة في تسوية النزاعات الإقليمية سلميا، داعيين لمضاعفة الجهود في هذا الاتجاه من أجل تشجيع ثقافة الوساطة وضمان السلم والأمن في المتوسط.
ويضم الوفد المغربي الذي تترأسه السيدة بوعيدة، أيضا كلا من علي امحمدي سفير المغرب بالنمسا وسلوفينيا، وعز الدين فرحان مدير الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، والسيد عبد الجليل صبري مدير الشؤون الأوروبية بالوزارة.