في كل عام يحتفل العالم بالمرأة ،وكذلك النساء يحتفلن في الثامن من آذار الجاري بعيدهن ،وجميعهن يجدنه يوما غير عادياً لإن معظمهن قد حصلن على حقوقهن في الحياة بسلام ،و قد تكون المرأة قد حصلت عليها إستحقاق لإقترانه بإسم كبير أو عشيرة ،أو نفوذ مادي وغيرها من المسببات التي تجعل بعض النساء يصلن لمناصب تكون تحصيل حاصل لما سبق ، أو تكون قد إنتزعنه بجهود شخصية أو مبذولة من مجموعة من النساء تحت مظلات مختلفة والسؤال الذي يطرح نفسه هل كافة النساء حصدن حقوقهن بعدالة ام ان المجتمع الذكوري ما زال هو المسيطر عليها ويسخرها لمصلحته ،وهي من ضعف تعتبره واجب وحق له ، أن من واجبها الطاعة والإذعان وأن من وظيفتها أن تنجب الرجل وتربيه وتعلمه وتشاركه وتخدمه بالحياة ، وقد تنافسه وبشده وتحقق نجاحا أكثر منه ،وهذا ما يغضب بعضهم ،والأمثلة كثيرة على ذلك ،وهي من أكبر مسببات الإنفصال والطلاق بين الأزواج الذي يؤدي لتشتت الأسرة وتشرد الأطفال أحيانا ، ويمكن لأي شخص التأكد من ذلك بمراجعة سجلات القضاء والمحاكم التي تعج بهذه القضايا التي تكون سببا مقنعا وبقوة للمرأة كي تتخلى عن كل شيء مقابل حريتها من قيود رجل مستبد ظالم يسلبها حقوقها ويخنقها ،ويسلبها حرية التعبير والرأي والإختيار ،وهذا يؤكد بأن الرجل الشرقي عامة يفضل المرأة الأميه الصماء كي يملي عليها أفكاره ويروضها لتواكب مسيرته وأفكاره الرجعية المتعصبة ،ولا يمكننا الحصر لهذه الحالات التي أشرت إليها فهي منتشرة في معظم الدول العربية ،حين ترفض بعضهن الإستبداد الذكوري وتختار منحى خاص بها كي تنطلق وتبدع في إطار عادتنا وتقاليدنا العربية الاصيلة دون مخالفة الشرع الذي سمح لها بالعمل والإستقلالية في حدوده ،الأمر الذي يرفضه بعض الرجال مع أن بعض النسوة في الجاهلية كن أكثر براعة وحققن نجاحا مشهودا ، مثل سيدتنا خديجة بنت خويلد رضي الله عنها التي كانت سيدة اعمال وتشارك الرجال في التجارة والبيع والشراء وإقترنت بسيد الخلق والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ،الذي وقف إلى جانبها وساعدها حتى وفاتها رضى الله عنها،ومن أين تجد المراة اليوم رجلا عادلا مثل رسولنا الكريم حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ،دون أنانية وحب الذات الذي يعتري معظم الرجال الذين يريدون المرأة لإنفسهم فقط أو قد يعرضها لمنازعات هي غنية عنها كي يكبح جماح طموحها ويحبطها للتتقوقع وتبقى تحت حكمه الإستبدادي .
كثيرات يواجهن التحديات بثقة وينجحن وينتزعن حقوقهن ، ويصلن للقمم والأمثلة في مجتمعنا متعددة بتوفيق من الله والتاريخ حافل بأسماءهن وقد تبوأن مكانة عالية في كافة الحقول والمجالات ،وقد أثبتن جدارتهن بثقة المجتمع بهن الوطن الذي أودعنهن أمانة المسؤولية في إعداد قادته ،ممن صنعن مستقبله المشرق ،لهذا أقول للنساء جميعا ، وأبدأها بنفسي دعي الإحباط جانبا ولا تسمعي نعيق الغربان وسيري على بركة الله في تحقيق أهدافك النبيلة لتكون مثلا أعلى و متطوعة في خدمة أبناءك ومجتمعك فنجاحك هو الإحتفال الحقيقي الذي يجب أن تفاخري به حين تتزين به كأوسمة شرف تفاخرين بها العالم ،بخارطة طريق مدروسة دون تراجع أو تردد وبإذن الله إن ثابرت وصبرت سوف تنتزعين حقوقك وتستحقينها كاملة بجدارة.