في مثل هذا اليوم خرجت هدى شعراوي و زميلاتها في ثورة 1919 لمناصرة سعد زغلول
و هي الثورة الوحيدة في التاريخ في هذا الوقت الممكن تسميتها بثورة شعبية لخروج النساء بجانب الرجال لذا قررت مصر ان تحتفل بالمرأة المصرية في هذا اليوم.
لكن من هي المرأة المفروض تكريمها هذا اليوم ؟
لن أتحدث في هذا اليوم عن الوزيرة او القاضية او السفيرة و ما إلى ذلك من مناصب ولكنني سأذكر يوما كنت انتظر قطار الثامنة صباحا والمتوجه الى صعيد مصر حيث كنت ذاهبة الى سوهاج في مهم عمل ، و جلست على الرصيف منتظرة القطار و انا أغالب النوم وانظر الى الرصيف المقابل فوجدت قطار الدرجة الثالثة وقف و نزل منه 4 فلاحات
تحمل كل منهن " طيشت " نحاس محمل بالخضروات او الجبن القريش او البيض
ويمكنني الجزم ان وزن كل طيشت منهم اكثر من وزن عجل وجلست اراقبهن وارى كيف ان كل واحدة تساعد زميلتها تحمل الطيشت من على راسها و تعبر به الجهة المقابلة و تعود لتأخذ الباقي و هلم جرة حتى يصلوا للسوق ...
ونظرت الى ايدهن ولاحظت كمية الشقاء والقوة المرسومة عليها
مجهود لا استطيع تخيله، و لا اتخيل متى استيقظت هذه الفلاحة و حضرت بضاعتها الثقيلة و سافرت القاهرة و ركبت القطار، و متى تصل الى بيتها ثانيا و قد عقدت مكسبها القليل في سرة تحت ملابسها و لم استطيع تخيل حياة هذه الفلاحة لذا نظرت للنساء من حولي
نظرت لأمي و جارتي و زميلاتي في العمل، نظرت إلى مواقف الأتوبيس و محطات القطارات و الأسواق.
ووجدت أن المرأة المصرية " و اتحدث عن معظمهن" تستيقظ مع العصافير لتوقظ اطفالها " وتحضر سنداوتشات و تلبس مرايل و تنزل توصلهم للمدرسة لو مافيش باص هايعدي ياخدهم "
ثم تعود مسرعة تضع الطعام على النار و هي تسرع لتنظيف حجرة الاطفال وترتدي ملابسها ثم ياتي وقت الشعبطة في أي وسيلة مواصلات متاحة أو غير متاحة تتعرض فيها لاسوأ شيئ تتعرض له المرأة وهو (التحرش) والذي اصبح عادة عند اغلب المصريين وكأنه روتين يومي ولابد من عمله بأي طريقة كانت سواء باللمس او بالقول حريصين ان تصل مصر من اوائل الدول التي تدعم التحرش بالنساء
وتقضي المرأة المصرية يومها بين مكاتب العمل و رأسها محمل بما يجب عليها انهاءه حين تعود. الى منزلها
تخرج من العمل مسرعة إلى المنزل هذا لو لم يكن عليها التوقف في السوق قبل العودة.
لتحضر بعض الخضار
ثم بعد تحضير مائدة الغداء تقيم في المطبخ بين غسيل أطباق و غسيل ملابس و تحضير الشاي
هذا نموذج عن حياة المرأة في الشريحة المتوسطة العامة والمتوسطة بعد كل هذا
ألا تستحق المرأة المصرية بهذه المناسبة نظرة متفهمة من المجتمع ؟؟
ألا تستحق أن تأخذ حقها من المجتمع والناس والمشرع
ألم يحن الوقت لنتخلص من نظرة المجتمع للمرأة على انها اخذت كامل حقوقها في الوقت الذي حرمت الحكومة المصرية المرأة من الكوتة على سبيل المثال بل وعاقبتها بمجموعة من القوانين التمييزية بل التعجيزية
الم يحن الوقت لتكريم نساء مصر على دورهن في الارتقاء بهذا الوطن
تحية الى المرأة المصرية على كافة المستويات