الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

أن تكون ذكياً

  • 1/2
  • 2/2

مفارقات حياتية نشهدها ونلحظها دوماً، وفي خضم هذه الحركة اليومية التي نعيشها من أعمال لا تنتهي إلى آراء ووجهات نظر في مختلف المناحي والأرجاء، تنبع الحاجة لنوع مختلف من الذكاء قد يسمى الذكاء الاجتماعي، أو الذكاء في التعامل مع الأحداث والمواقف التي نتعرض لها، وهذا النوع من الذكاء، كما هو ملاحظ، ليس الجميع يتقنه ويجيد استخدامه وتسخيره، لتذليل أي صعوبة يجدها أو تجاوز أي عقبة تعترض طريقه.
وقد أورد موقع ويكيبيديا تعريفاً للذكاء الاجتماعي للدكتور لادوارد ثورنديكي، قال «هو القدرة على الفهم والتعامل مع الرجال والنساء والصبيان والبنات، والتصرف بحكمة في العلاقات الإنسانية».
وهناك تعاريف مختلف ومتنوعة، لكنها في المجمل تجمع تقريباً على نقطة أساسية تتعلق بطريقة التعامل مع المحيط الاجتماعي، فالأذكياء اجتماعياً يكونون أقرب للنجاح وتحقيق أهدافهم، لأنهم يستخدمون الطريقة الصحيحة في التعامل مع المشاكل التي قد تحدث في بيئة العمل أو في المنزل والوسط الأسري، الطريقة الصحيحة تأتي باستخدام مرن لحلول ماهرة بعيدة عن الصدام والجدل والنقاشات المحتدة الحادة.
وفي حياتنا اليومية الكثير من الأمثلة والشواهد، منها ما سردته لي إحدى الصديقات، حيث كانت تشكو من بيئة العمل، فقد كانت تشعر بأن مديرتها المباشرة تتعمد مضايقتها من خلال تكليفها بأعمال ومهام متزايدة، ما سبب ضغطاً شديداً عليها.
تقول إنها فسرت هذا بمحاولة تطفيشها وإجبارها على ترك العمل، بل ذهبت لأبعد من هذا إذ تقول: إنها، أي المديرة، تريد من خلال تكليفي الدائم أن أرتكب خطأ حتى تقوم بتوجيه إنذار خطي لي، وتضيف أن هذه الأفكار باتت ملازمة لي وتضغط على نفسيتي، حتى وقعت فعلاً في خطأ إداري كبير، ولكن المفاجأة التي صدمتني بحق هي أن مديرتي بدأت بعد حضوري إلى مكتبها تشرح لي الخطأ من دون أي تأنيب، ثم أبلغتني أنها ليست غاضبة، لأنها تريدني أن أتعلم، فهي تعمل على تعييني كمساعدة لها.
هذه الصديقة ختمت قصتها قائلة «لقد كنت غبية بحق، وهذا مربط الفرس أو كما يقال الشاهد في القصة، فأحياناً نفسر بعض التصرفات أو القرارات بأنها مجحفة بحقنا أو ظالمة لنا، وفي عمقها خير لنا أو في مصلحتنا، وهذا يأتي بسبب افتقارنا للذكاء في التواصل مع الآخرين. ولكم أن تتخيلوا لو أن صديقتي ذهبت ودخلت في نقاش حاد مع مديرتها واتهمتها بأنها تحاول الضغط عليها، لأنه من المؤكد أنها ستكون فقدت فرصة الترقية الوظيفية».

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى