(ض ف ر ) : ضَفَرَ يَضْفِرُ من حدّ ضَرَبَ إذا وَثَبَ في عدوِه كـ(أفَرَ ) (1) قاله الأصمعيّ . وضَفَرَ الشَّعرَ ونَحوَه يَضْفِرُه ضَفْراً : نَسَجَ بعضَه على بَعْضٍ ( جدله أو لفَّه وعقصه). وقيل : الضَّفْرُ : نَسْجُ الشَّعر وغيره عَريضاً والتَّضْفيرُ مثله . وضَفَرَ الحَبْلَ : فَتَلَه . وانضَفَرَ الحَبْلانِ إذا التَوَيَا معاً . ومن مماكباته ، تقول العرب : ضَفَرَ يَضْفِرُ ضَفْراً : عَدَا وقيل : أسْرَع . والضَّفْرُ بالفتح : ما يُشَدُّ به البَعِيرُ من شَعرِ مَضْفُورٍ كالضَّفَارِ ، زنة سَحَابٍ ج : ضُفُورٌ وضُفُرٌ بضمّهما وفيه لَفٌّ ونَشْرٌ مرَتَّب ، قال ذو الرُّمّة :
أوْرَدْتُه قَلِقَاتِ الضُّفْرِ قد جَعَلَتْ ... تَشْكُو الأخِشَّةَ في أعْناقِها صَعَرَا
والصعر الميلان ، داء يصيب أعناقها . وفي المحكم : الضَّفْرُ : كُلُّ خُصْلَةٍ من الشَّعْر على حِدَتِها، جاء في التاج : قال بعضُ الأغْفَال : ودَهَنَتْ وسَرَّحَتْ ضُفَيْرِي كالضَّفيرةِ وجمعها ضَفَائِرُ .. وقال الأًصمعِيّ : هي الضَّفَائِرُ والجَمَائِرُ وهي غَدَائِرُ المرْأةِ واحدتُها ضَفِيرةٌ وجَمِيرَةٌ . ولها ضَفيِرَتانِ وضَفْرَانِ أيضاً أي عَقِيصَتان عن يعقوبَ . وقال أبو زَيد : الضَّفِيرَتَانِ للرِّجَالِ دونَ النّسَاءِ والغَدَائِرُ للنِّساءِ وهي المَضْفُورة ، قلت : هذا غير صحيح ودليلنا : حديث أمّ سَلَمَةَ أنّهَا قالت للنّبيّ صلى الله عليه وسلّم " إنّي امرأةٌ أشُدُّ ضَفْرَ رأْسِي أفَأنْقُضُه للغُسْلِ ؟ " أي تَعملُ شعْرَهَا ضَفَائِرَ وهي الذُّؤابَةُ المَضْفُورةُ فقال " إنّمَا يَكْفيكِ ثلاَثُ حَثَياتٍ من الماءِ "فدلّ على الجواز الاستعمالي للذكر والأنثى دون تفريق ، على حدٍّ سواء فلو كانت الغدائر للنساء خاصة لقالت رضي الله عنها : " اني أشدُّ غدائري " .
ومن المَجَاز : تَضَافَرُوا على الأمْرِ : تَظاهَرُوا وتَعَاوَنُوا عليه كذا في المُحكَم . وزاد في الأساس للزمخشري : وضَافَرْتُه : عاوَنْته ومنه حديث عليٍّ رضي الله عنه " عَجْبْتُ من تَضَافُرِهم على باطِلِهِمْ وفَشَلِكُم عن حقِّكُم " . وعن ابن بُزُرْج يقال : تَضَافَرَ القَوْمُ على فُلانِ وتظَافَرُوا عليه وتَظَاهَرُوا بمعنىً واحدٍ كلُّه إذا تَعاوَنَوا وتَجَمَّعُوا عليه وتألَّبُوا . وتَصَابَرُوا مثله ، وفقه هذا الجذر مفهوم لا لَبْسَ فيه أبدا فالتعاون والتجمع والتصبّر للتغلب على جهةٍ ما هو تعاضد وتضافر ، مثلما أن خصلات الشعر تتقوّى ببعضها ، أو يشدُّ بعضها بعضاً فكذلك أفراد المجموعة اذا آزر بعضهم بعضاً وشدَّ من أزره وأعانه ...ومن المجاز أيضا تسميتهم لعدوة البحر ( سيفه ) وشطُّه ضفرة ، وكذلك سيف الوادي . والضَّفْر من الرمل ما عظُم وتجمّع( الحقف)وقيل هو ما تَعَقّد بعضُه على بعض والجمع ضُفُورٌ والضَّفِرةُ بكسرالفاء كالضَّفْرِ والجمع ضَفِرٌ والضَّفِرةُأَرضٌ سَهلة مستطيلة مُنْبِتة .
( ظ ف ر ) : جاء في اللسان لابن منظور : الظُّفْرُ (بالفاء الساكنة)والظُّفُرُ ( بالفاء المضمومة ) معروف وجمعه أَظْفارٌ وأُظْفورٌ وأَظافيرُ يكون للإِنسان وغيره . قال تعالى في محكم التنزيل :
((وعلى الذين هادُوا حَرّمْنا كلَّ ذي ظُفُرٍ ومن البقر والغنم حرّمنا عليهم شحومهما ...الآية)) سورة الأنعام \ 146 ، وفي نصِّ الآية المشرّفة الآنفة دخل في " ذي ظُفُرٍ " ذواتُ المناسم من الإِبل والنَّعَـامِ لأَنها كالأَظْفار لها ، وهناك من قرأ : " ذي ظُفْرٍ " باسكان الفاء ، ورجل أَظْفَرُ طويل الأَظفار عريضُها .ولا فَعْلاء لها من جهةالسماع ( فلا يُقال ظفراء ) ومَنْسِم أَظْفَرُ كذلك قال ذو الرمة :
بأَظْفَرَ كالعَمُــودِ إِذا اصْمَعَدّتْ = = =على وَهَــــلٍ وأَصفَــرَ كالعَــمُــــودِ
والتَّظْفيرُ غَمْزُ الظُّفْرِ في التُّفَّاحة وغيرها وظَفَرَه يَظْفِرُه وظَفَّرَه واظِّفَرَه غرزَ في وَجْهه ظُفْرَه ، ويقال: ظَفَّرَ فلانٌ في وَجْهِ فلانٍ إِذا غَرَزَ ظُفْرَه في لحمه فعَقَره وكذلك التَّظْفِيرُ في القِثَّاء والبطِّيخ وكلُّ ما غَرَزْت فيه ظُفْرَك فشَدَخْتَه أَو أَثّرْتَ فيه فقد ظَفَرْته .
والظَّفَرُ بفتح الفاء الفوز بالمطلوب ، والفَلْجُ على من خاصمت .وقد ظَفِرَ به وعليه وظَفِرَهُ ظَفَراً مثل لَحِقَ به ولَحِقَهُ فهو ظَفِرٌ وأَظْفَرَهُ الله به وعليه وظَفَّرَهُ به تَظْفِيراً ويقال ظَفِرَ اللهُ فُلاناً على فلان وكذلك أَظْفَرَهُ اللهُ ورجل مُظَفَّرٌ وظَفِرٌ وظِفِّيرٌ لا يحاول أَمراً إِلاَّ ظَفِرَ به وانتصر عليه ( غلبه وهزمه )قال العجير السلولي يمدح رجلاً (2):
هو الظَّفِرُ المَيْمُونُ إِنْ رَاحَ أَو غَدَا = = = به الركْبُ والتِّلْعابةُ المُتَحَبِّبُ
ورجل مُظَفَّرٌ صاحب دَوْلَةٍ في الحرب وفلان مُظَفَّرٌ لا يَؤُوب إِلاَّ بالظَّفَر فثُقِّلَ نعتُه للكثرة والمبالغة ،وإِن قيل ظَفَّرَ الله فلاناً أَي جعله مُظَفَّراً جاز وحسُن َأَيضاً .وتقول ظَفَّره الله عليه أَي غَلّبه عليه ، وكذلك إِذا سئل أَيهما أَظْفَرُ فأَخْبِرْ عن واحد غلَب الآخر وقد ظَفّره. قال الأَخفش : وتقول العرب "ظَفِرْتُ عليه "في معنى ظَفِرْت به وما ظَفَرتْكَ عَيْني مُنْذ زمانٍ أَي ما رَأَتْك عيني . وظَفارِ مثل قَطَامِ وحذام(مبنية على الكسر في جميع الحالات الاعرابية ) موضع وقيل هي قَرْية من قُرَى حِمْير(عُمان أو اليمن الشرقي\قرب حضرموت ) إِليها ينسب الجَزْع الظَّفارِيّ ، (قلنا : وقد جاءت مرفوعة وأُجْرِيَت مُجْرَى رَبابِ إِذا سَمّيْتَ بها ، قاله ابن السكيت حسبما ذكر اللسان )(3)، يقال جَـزْعٌ ظَفارِيّ منسوب إِلى "ظَفارِ أَسد" مدينــــــة باليمن وكذلك عُودٌ ظَفارِيّ منسوب وهو العود الذي يُتَبَخّـر به ، ومنه قولهم "مَنْ دَخل ظَفارِ حَمّرَ " أَي تعلم اللغة الحِمْيَريّة ليسهل عليه التخاطب مع أهلها ، وليس كما يفسره آخرون !
وجاء في القاموس الوسيط (الصادر عن مجمع القاهرة للغة العربية):( تَظَافَروا ) على كذا: تعاونوا . وهو خطـأ واضح ، إنما يقال " تضافروا " بالضاد كما مرَّ قبل قليل في الجذر السابق ( ض ف ر ) وإن أجازه بعضهم ولهم بذلك وجاهة في فقه الجذور ، وهي تظافروا : نصر بعضهم بعضاً .
-------------------------------
(1)قال في التاج : أَفَرَ الرَّجلُ يَأْفِرُ مِن حَدِّ ضَرَبَ أَفْراً بفتحٍ فسكونٍ وأُفُورا بالضم : عَدَا ووثَبَ وهو أفّارٌ إذا كان جَيِّدَ العَدْوِ . وأفَرَ الظَّبْيُ وغيرُهُ بالفتح يَأْفِرُ أُفُوراً أي شَدَّ الإحْضارَ ...
أَفَرَ الحَرُّ والقِدْرُ : اشتدَّ غَلَيانُهما حتى كأنَّها تَنِزُّ
(2)العجير بن عبد الله بن عبيدة بن كعب، من بني سلول :
من شعراء الدولة الأموية ، كان من أيام عبد الملك بن مروان ، كنيته أبو الفرزدق ، وأبو الفيل . وقيل : هو مولى لبني هلال ، واسمه عمير، وعجير لقبه . كان جواداً كريماً ، عدّه ابن سلام الجمحي في شعراء الطبقة الخامسة من الإسلاميين ، وأورد له أبو تمام مختاراتٍ من شعره في الحماسة ، وقال ابن حزم : هو من بني سلول بنت ذهل بن شيبان .
(3)ابن السكيت : إمام من أئمة اللغة العربية و عالم نحوي و أديب شهير ، اشتهر بتشيُّعه ( ت 244 هـ) .
يكنى بأبي يوسف , يعقوب بن إسحاق بن السكيت الدروقي الأهوازي , البغدادي النحوي المؤدب , مؤلف كتاب " إصلاح المنطق " , دَيِّـن خيِّـر , حجّـة في العربية . أخذ عن أبي عمرو الشيباني , وطائفة .