من دون كل الناس يبحث عن هويته عباس، خرج جريا وهو يصرخ هل من أهل او عشير يا ناس؟ أم أنا جنس من الاجناس؟ لقد دمرني ظلم الوالي واطبق على صدري الحراس.. حتى تقطعت بي السبل والانفاس عشت مكشوف العورة بلا حجاب او متراس...
لقد كنت في زمني قوي البأس... لا اخاف جلجلة الحاكم او من يقرعون الاجراس.. أني وأقولها صراحة إنسان حر، اطير كما اشاء بمفرداتي عاليا كما طار بجناحيه ابن فرناس... لكن يا سادتي لم أكن ممن لديهم اساس... فرامت اقدامي الغور في رُبعٍ من الخراب بعد أن وسوس في أذن من كنت اروم أملاً الخناس...
فطفقت اسيح في البلدان بعد أن دعوني مجنونا حين مزقوا عني كل ثيابي واللباس...
فجرمي سادتي أني أملك للوطن إحساس لا يقاس... وقد كتبت يومها قصيدة مع من جمعتنا بهم محبة فكانوا خير جلاس... ثم قرأت وقرءوابعدها بكينا على وطن ضاع بين زنديق ولص أحقر من سابقه، باتت كرامتنا تداس... فقط لاننا نؤمن بأن الوطن أرض الجميع، لا يمكن ان تقسم او تقطع اجزائه بيد حزب او تيار او بيد من يمسك الفاس... سرت احمل وجعي صارخا بين الناس ... اعوذ من شر والوسواس الخناس..
الذي لبس الدين عباءة واختزلها مع بدلة في ليلة فيها الظلام عسعس... بعد أن نام الجميع مخدرا وهو في مواقيت الصلاة هسهس... طار بكل مقدرات وطني وانا وغيري لا زلنا نلوك الحرية، الديمقراطية والثروات الوطنية لنا نحن الشعب، الذي خيفة أخذ يتوجس... الى أن تهنا بين من صَدقنا حديثهُ ظنا، ويده على افخاذ نساء وطني تتحسس... عجبا أكلنا للحق دَلَس... نعلم انا اشباه رجال!! لكنا نروم التغيير ونحن قابعون كأن الجن بنا قد مَس.....
يا لغرابتنا...
نحلم بعالم فاضل لكأن بنا مس من الجن...
نريد ... ونريد .. ثم كالأطفال حين لانجد غايتنا نبكي ونئن... والى احلام وردية نَحِن... الماضي كان جميلا... الحرية فيه رائعة، الجمال فيه سكينة، الحب فيه عذري، كنا نؤمن بمقولة شكسيبير إما تكون أو كأنك لم تَكُن...
يا للعجب!!!
انطلب من الذئب ان يرعى قطيع من الحملان... بعدها نطمئن انه سيجعلها ترعى في وطنها بأمان... رغم تغير الزمان... فلا نصدق أن كل الذي تغير هو العنوان... فمن حاكم بدكتاتورية منفردا، الى حكام وطني كلٌ مختلف الكيان... يا للهوان... أمثل ارض ووطني ومثل شعبي يرتزق الذل والهوان....؟ بيد من تسلقوا اسيجة خضراء وصرخوا لا للطغيان.... إننا في عالم مُسير لا مُخير، شئنا ام ابينا فيه الانسان .. بل لنقل حتى الحيوان.. ، بتنا ضاعين في الزمكان... دون دفة عدل تحكمنا أو ربان... فالدين عندنا مختلف الألوان... تارة ابيض، تارة أخضر، تارة أسود، حتى اختلفنا ولم نعد نلتقي تماما كالحدثان...،
يا لجرم نفسي إنها تدعو للسلام... دون ان ترى أن لصوص وطني أحلو الفساد وجعلوه حلال لا حرام... إذن كيف عباس ينام... وقد خرج يعض اصابعه بالنواجذ ويكسر الاقلام... فلا عالم فاضل نصبو فكل ما لدينا أحلام..
وحتى لا نظلمها نصرخ إن حكام وطني مهرجون... لا بل لصوص سارقون... نأكل العوز هما حلال وحرام وهم من ثدي النفط يرضعون...
ثم ينادون لدينا فوضى؟ بل لدينا قتله احلام الحرية... يتشحون بغطاء الوطن ولهم غير هوية الوطن هوية وجنسية.. يا الله متى يصحو شعب نام على الخوف شياه تسعى للقتل راضية مرضية...
يا لخذلانك يا وطني بعناك بصمتٍ الى صناديق الاقتراع لا.. بل ببطاقة شحن او مدفئة وحتى ببطانية... ثم نخرج بلافتات نتظاهر كتف بكتف على من رفعناهم كلنا على كراسيهم وجعلنا من فسادهم قضية...
سيدي الوطن....
من يكون منا الضحية؟
أنا أم أنت؟ فكلانا رضخنا لخازوق الزمن الجميل... بعد ان ضقناه رغما عنا بدليل او من غير دليل...
بعدها نريد ان نمشي على الأرض ونتنفس هواء الحرية دون فلترة، فقد بتنا قوارير سهلة التكسير والتحميل...
سيدي الوطن اخجل أن اسمي نفسي مواطن، فأنا بخنوعي عن نجدتك للظلم والجور أهادن... وبانتظار من يقدم لينقذك من سراقك ولصوص الفساد أراهن...
فلتكن يا وطني جرسا تدق كل عظامي بشتى انواع الاجراس... لتعزف بيتهوفن مع ليل دجلة والفرات، بَعيد عنك.. يا حريمة.. يا ضوه ولاياتنا.. ويا حمد، اعزف وغني يا لجَمَالك سومري، وردد الابوذية بدواوين أهلنا ودارميات دلال المضايف ...
آه يا وطني احب ترابك متى يفوح بعطر الارض حين ترويه السماء بدموع الخير...
اين أنت يا وطن رتقتك السنون... حتى بت مستجديا بثيابك الرثة وأهلك يتناكحون..
على المناصب وغيرهم يطبل في شوارعك فزعا من غدك الجديد... فهو بين فخاخ او حزام ناسف .. اي هو بين النار والحديد...
سيدي الوطن اخبرك أني عباس.. وبرغم كل الذي حكيت فأنا لا زلت ضائعا ابحث عن هويتي بين الناس..
لا زلت لم افك طلسم لغزك ولغزي، لا زلت كغيري أحاول ضرب الاخماس بالاسداس..
لكني أعاهدك سابقى مدافعا عنك بكل ما أوتيت من قوة، سأبقى اطرد كل لصوص وسراق وفُُساد وطني وقتلة شعبه،
بقراءة قل أعوذ برب الناس ملك الناس من الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس.