اقامت رئيسة لجنة شؤون المرأة بمجلس الوزراء الشيخة لطيفة الفهد السالم الصباح مأدبة عمل ناقشت خلالها قضايا المرأة العربية مع مديرة ادارة المرأة والأسرة والطفولة في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ايناس مكاوي ومديرة المكتب الاقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة سميرة التويجري.
وقالت مكاوي في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) وتلفزيون دولة الكويت عقب المأدبة الليلة الماضية ان الغرض من عشاء العمل هو تنسيق الجهود على المستويين العربي والدولي فيما يتعلق بقضايا المرأة عموما وبصفة خاصة مسألة العنف ضد المرأة وهو موضوع توليه الشيخة لطيفة اهتماما كبيرا.
واشارت الى المبادرة التي أطلقتها الشيخة لطيفة في ديسمبر الماضي الخاصة باستراتيجية متكاملة للقضاء على كل أشكال العنف ضد المرأة العربية لاسيما في المناطق التي تعيش صراعا وعدم استقرار مبينة ان تلك المبادرة كانت الأولى من دولة عربية وهو أمر "نقدره كثيرا".
وذكرت أنه تم خلال مأدبة العشاء التطرق الى كيفية تمكين المرأة من خلال مشروعات فاعلة وحقيقية سواء في المنطقة العربية أو في اطار التعاون العربي-الافريقي تنفيذا لمقررات قمة الكويت العربية-الافريقية والاتفاق على الشروع في اجراءات عملية لتحقيق ذلك.
واضافت انه تم كذلك التباحث في كيفية وضع استراتيجية للقضاء على كل المظاهر السلبية والجنوح لدى الشباب في المنطقة العربية بناء على مبادرة كويتية قدمت منذ سنوات وكيفية وضع برنامج عمل فاعل لها.
وقالت ان ذلك العمل وتلك الاستراتيجية سينطلقان بعد تطويرهما من دولة الكويت لتأخذ بهما جميع الدول العربية في تطوير قوانينها وتشريعاتها بما يتوافق مع المستجدات على الساحة العربية في ظل أوضاع في غاية الحساسية.
وبينت مكاوي أن تلك المواضيع تأتي في اطار ما تناقشه لجنة وضع المرأة في دورتها ال58 وان هذه هي المرة الأولى التي تتخذ فيها المجموعة العربية موقفا موحدا من المسائل المطروحة بعد أن وضع اعلان القاهرة الاوليات الاستراتيجية للمرأة في ال23 من فبراير في مقر جامعة الدول العربية وبحضور الشيخة لطيفة التي أيدت ذلك الاعلان.
وأشارت الى أن المجموعة العربية ستعمل على وضع اطار وآليات فاعلة لتحقيق ذلك الاعلان على المستوى السياسي لتمكين المرأة العربية.
كما أشارت الى مسألة في غاية الحساسية هي العنف الممنهج ضد المرأة لاسيما في فلسطين وسوريا ومدن الجوار مؤكدة أنه اصبحت لدينا ظواهر غير مسبوقة مثل الاتجار بالنساء والزواج المبكر وظواهر عادت بعد أن قضينا عليها.
وأعربت عن تفاؤلها بنتائج ما لمسته في عشاء العمل من ارادة سياسية ونقاش مفتوح وبدون حواجز يخاطب العقل والضمير الانساني في آن واحد.
من جهتها ثمنت التويجري الدور البارز الذي تلعبه دولة الكويت سواء في منطقة الخليج أو في المنطقة العربية أو دوليا قائلة انه "مصدر فخر للجميع".
وأعربت عن سعادتها لمشاركة الشيخة لطيفة في لجنة وضع المرأة لاسيما أن موضوع هذه الدورة هو استعراض ما تحقق بالنسبة للاهداف الانمائية للألفية واستقراء ما سيكون عليه دور التنمية في العقود المقبلة.
وأشارت الى أن المناقشة خلال عشاء العمل تركزت على الشراكة التي يمكن أن تدخل فيها هيئة الأمم المتحدة للمرأة مع دولة الكويت لاسيما مع اللجنة الوطنية لشؤون المرأة للاستفادة من خبرات الكويت ونقل تجربتها في ميدان تمكين المرأة في مجالي الاقتصاد والتعليم الى بقية الدول العربية.
وقالت التويجري "اننا نتطلع الى دور فاعل تقوم به الكويت في مجال تمكين المرأة ونقل تجربتها الى المستوى العربي ثم الى المستوى العالمي".
وعن وضع المرأة السورية قالت ان "حجم المأساة أكبر بكثير من أن يعالجه تدخل فردي ونحن نركز الآن على ما يمكن أن تقوم به الدول المانحة ليس فقط بتقديم الدعم المادي وانما أيضا بتبادل الخبرات".
واضافت "نحن لا ننكر الدور العظيم الذي تقوم به الكويت باحتضانها لمؤتمر المانحين ولكن الوضع يتطلب الآن وجود ارادة سياسية فاعلة لتقديم الدعم المادي والتقني لكي تتحول الاعانات الى برامج تترجم على الأرض في شكل اعانة تقدم الى المرأة السورية".