اهتمت صحيفة «جارديان» البريطانية بإلقاء جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، اللوم على ثوب المرأة كتبرير للتحرش الجنسي، في ضوء واقعة التحرش بطالبة كلية الحقوق بجامعة القاهرة، الاثنين الماضي، مضيفًا أن الفتاة هي المذنبة، لأن ملابسها خارجة على المألوف.
وأوضحت الصحيفة أن تصريحات «نصار» بخصوص واقعة التحرش بوسط الحرم الجامعي، الذي صوره المارة، أثار موجات غضب عارمة بين النشطاء العاملين في مجال حقوق المرأة، الذين أدانوا موقفه بشدة.
وذكرت الصحيفة أن كثيرًا من الشباب الذين شاهدوا الواقعة يبدو غير مبال، بل وراغبًا في المشاركة في واقعة التحرش أو تصويرها لتحميلها على مواقع التواصل الاجتماعي، لمشاهدتها مع أصدقائهم.
ونقلت الصحيفة عن «ثريا بهجت»، مؤسس مجموعة «تحرير بودي جارد»، وهي المجموعة التي تنقذ النساء من الاعتداءات الجنسية، قولها: «من المروع أن يُصرح رئيس الجامعة بذلك، ويلقي باللائمة على ملابس الفتاة، الأمر يبدو مقلقًا بشدة، ولكنّ جزءًا مني سعيد بهذا الكلام، لأنه يسلط الضوء على واحدة من الأشياء الخطأ في هذا المجتمع، وهو إلقاء اللوم على الضحية».
وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم أن «نصار» قال إن الحادث هو الأول من نوعه بالجامعة، لكن التحرش الجنسي متوطن في جميع أنحاء المجتمع المصري.
وأضافت أنه في الأشهر الـ 18 الماضية بدأ الناس يتصدون للتحرش، ولكن التحرش الجنسي لا يزال جزءًا مقبولًا من الحياة المصرية، ووفقًا لدراسة للأمم المتحدة، ذكرت أن 99.3٪ من النساء المصريات يتعرضن للتحرش الجنسي، وقال 91٪ منهن إنهن لا يشعرن بالأمان في الشارع، بسبب ذلك.
وخلصت إلى أنه كثيرًا ما يُلقى باللوم على النساء في حوادث التحرش، في حين أنه لم يتم تعريف الجريمة بشكل صحيح بموجب القانون المصري، الأمر الذي يجعل من الصعب تقديم الجناة للمحاكمة، وعندما تحاول المرأة تقديم شكوى للشرطة، لا تؤخذ على محمل الجد، وبالفعل هناك عدد قليل جدًا من الحالات التي تم تقديم المتحرش فيها للمحاكمة.