الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

العمل في ضوء الاحصاءات لتحسين الصحة في العالم العربي الأخطار في لبنان: التدخين والأمراض المزمنة والاكتئاب

  • 1/2
  • 2/2

"الحالة الصحية في الوطن العربي 1990 - 2010: تحليل عبء الأمراض والإصابات وعوامل الخطورة"، عنوان دراسة صحية نشرتها المجلة الطبية البريطانية العريقة "ذا لانسيت". احصاءات لبنانية صحية متعددة، اجرتها جهات اكاديمية وطبية، جمعها مدير مبادرات الشرق أوسطية في معهد القياسات الصحية في جامعة واشنطن الدكتور علي حسن المقداد، في دراسة صحية هو المؤلّف الرئيسي فيها، بينت ان الناس يعيشون حياة أطول، إلا إنهم لا يتمتعون دائماً بصحة أحسن، وشددت على تفادي الامراض بالوقاية.
وركزت هذه الدراسة على ابرز عوامل المرض، والوفيات في العالم العربي، خصوصا في لبنان. وسلطت الضوء على الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية كما الناحية الصحية، والاعباء المتأتية عنها على الدولة والمجتمع. وشددت على مواجهة أخطار السمنة والسكري ومضار التدخين وامراض القلب وارتفاع ضغط الدم، ومشكلات العظام والاكتئاب كأبرز عوامل.
وتظهر الدراسة اليوم كيف يمكن أن يكون الأصحاء بعد 20 عاماً من الآن. فللمرة الأولى، تنظر دراسة جديدة في مجلة "ذا لانسيت" إلى الصورة المتغيّرة للصحة في الوطن العربي بين عاميّ 1990 و2010.
وعرّفت هذه الدراسة، المعنيين والمهتمين الكثير عن الصحة في لبنان بأفضل وجود احصاءات أحسن عنها. وترتكز على دراسة عبء المرض العالمي (Global Burden of Disease: GBD)، الذي يقيس التوجّهات الصحية في 187 بلداً على مدى الـ 20 سنة الماضية، ويتضمن أكثر من مليار نقطة بيانية حصيلة عمل نحو 500 باحث في 50 بلداً.
وبينت الدراسة أن الوفاة والإعاقة الناجمتين عن حالات تستهدف الأطفال والنساء في سن الإنجاب قد انخفضت في معظم بلدان الوطن العربي. وفي لبنان، انخفضت الوفيات الناجمة عن مضاعفات الولادة المبكرة بنسبة 62٪ بين عامي 1990 و2010، كما انخفضت الوفيات الناجمة عن عدوى الجهاز التنفسي السفلي بنسبة 25٪.
وجاء في الدراسة: "يعتبر لبنان نموذجاً مثالياً للطريقة التي يمكن لبلد ما أن يستخدم بيانات عبء المرض العالمي لتحديد أكبر تحدياته الصحية ومخاطبتها". ويشار الى ان معظم الاحصاءات والتقويم المرحلي حصل حين تولي البروفسور محمد جواد خليفة وزارة الصحة، وكان حصل على تنويه في هذا المجال من معهد القياسات الصحية في جامعة واشنطن.
مرتبة عالية لتدخين النساء
ويحتل التدخين مرتبة عالية على هذه القائمة. في لبنان، 21٪ من النساء يدخّن يومياً، وهذا المعدل للنساء أعلى من كل البلدان إلا ما يقرب 24 بلداً في العالم. والخوف هو أن معدلات التدخين سترتفع في أنحاء لبنان والبلدان العربية الأخرى، إذا تعوّد عدد أكثر من النساء على هذه العادة. كما أن 34٪ من الرجال في لبنان يدخنون يومياً، وهذا يجعل لبنان من بين أعلى معدلات التدخين اليومي في المنطقة. ومنذ 1990، ارتفعت حالات الوفاة من سرطان الرئة لكلا الجنسين بنسبة 87٪.
كما بينت الدراسة انه عندما يتعلق الأمر بتحسين الصحة في لبنان، يجب التركيز على الوقاية بدلاً من العلاج، ليس فقط بالنسبة الى التدخين ولكن لمواجهة التحديات الصحية الأخرى من أمراض مزمنة إلى الإصابات الناجمة عن حوادث الطرق. "يعيش اللبنانيون حياة أطول من أي وقت مضى، وعموماً، إن أكبر عوامل الخطورة على الصحة يمكن الوقاية منها إلى حد كبير. لقد زاد متوسط العمر المتوقع في لبنان وكل أنحاء المنطقة. قبل عشرين عاماً، كان متوسط العمر المتوقع عند الرجال في لبنان69 عاماً وهو من بين أعلى متوسط عمر متوقع في المنطقة. وبحلول العام 2010، ارتفع مدى عمر الرجال بسبع سنوات. وفي عام 1990، كانت نساء لبنان يعشن إلى عمر 73 عاماً (معدل وسطي)، وقد ارتفع هذا العمر أيضاً بست سنوات تقريباً بحلول العام 2010.
الأمراض المزمنة وغير المعدية، كالسكتة الدماغية وأمراض القلب والسكري، تقتل عدداً أكثر من الأشخاص قبل أوانهم وتسبب لهم معاناة من الإعاقة. القصور في القلب السبب الرئيسي للوفاة في الوطن العربي في عام 2010، والحال نفسه في لبنان، حيث ارتفعت حالات الوفاة من هذه الحالة بنسبة 37٪. والسكري والسكتة الدماغية أيضاً من بين المسببات الخمسة الرئيسية الأولى لحالات الوفاة في لبنان، حيث ارتفعت بواقع 95٪ و20٪ على التوالي.
وفي الوقت الذي يعمّر فيه تعداد الشباب نسبياً في لبنان، لن نرى إلا زيادة في عبء الأمراض غير المعدية. والتحرّك الآن لتوقيف مد الأمراض غير المعدية سيكون ضرورياً لتحسين الصحة واحتواء التكاليف في المستقبل. ويمكن تجنب الكثير من حالات الوفاة المبكرة والإعاقة في لبنان عن طريق الحدّ من عوامل التعرّض للأخطار كالسمنة وسوء التغذية وارتفاع نسبة السكر في الدم وارتفاع ضغط الدم. علينا أن نتحرك ونستبق الأمور قبل أن نتعرض للأخطار.
تواجه البلدان العربية تحديات صحية مماثلة، إلاّ أن بعض التحديات لها تأثير أكبر في بعض المناطق. ومع ازدياد استخدام المركبات الآلية والهجرة بحثاً عن فرص العمل في البلدان العربية، ساهمت الإصابات الناجمة عن حوادث الطرق في التدهور الصحي. وفي لبنان وبلدان أخرى ذات الدخل المتوسط، تشمل المسببات الرئيسية لفقدان الصحة مرض القلب واضطراب الاكتئاب الكبير (الاكتئاب السريري)".
واعتبرت الدراسة ان المزيد من البيانات وبنوعية أفضل، يمكن العمل على ضوئها وتساعد في تغيير معالم الصحة وكيف ستكون في السنوات العشرين المقبلة من الآن وما وراء ذلك.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى