امرأتان بألف رجل، الأولى هى هالة شكر الله رئيسة حزب الدستور، والثانية ليلى إسكندر، وزيرة الدولة لشئون البيئة، تحدثت كل منهما عن قضايا مجاليهما، فكانتا مثالا للوطنية والوعى والمعرفة، وأكثر من هذا وذاك، كانتا مثالا للشجاعة، وهى كلها خصالا افتقدها معظم الرجال، خاصة الذين يتحدثون من موقع المسئولية.
يتركز اهتمام كل من السيدتين المصريتين على المواطن المصرى البسيط المناضل، الذى يصارع الفقر والمرض والظلم، فتتحدث هالة شكر الله عن المرأة والعامل المصريين اللذين يواجهان مخاطر عدم الاستقرار فى العمل بسبب غياب العقود، وتأثير التحرر الاقتصادى على وضع النساء بسوق العمل، واحتياجهن للعمل وكيف يمكن ان يكون ذلك سببا لان يصبحن قوة عاملة رخيصة وغير قادرة على المقاومة، كما تناضل «شكر الله» من اجل العمال الذين يعملون دون عقود عمل ولساعات طويلة دون اجر اضافى، كما تسعى شكر الله بجد وإصرار من اجل توفير شبكة أمان اجتماعى توفر اعانات للبطالة، وتقول «شكر الله» «اذا قيل: لا توجد أموال لتوفير هذه الإعانات، أقول أبحثوا عن الأموال المنهوبة». وتتحدث شكر الله عن كل المعتقلين الذين ألقى القبض عليهم دون توجيه تهم لهم بحمل سلاح او قتل او حرق او تدمير منشآت، وتقول: أنتقد المؤسسات التى ترتكب أخطاء مثل الاعتقالات العشوائية لشباب كانوا طرفا فى 25 يناير و30 يونيو، كذلك تتحدث عن الديمقراطية والممارسة والعملية الديمقراطية بكاملها، واهمية دور المعارضة من اجل حماية العملية الديمقراطية.
وفى الوقت نفسه، يتعالى صوت ليلى إسكندر من اجل وقف استيراد الفحم لاستخدامه فى مصانع الاسمنت. وتواجه بتحد وإصرار وشجاعة كبيرة المسئولين مثل وزير الصناعة ورجال الاعمال ورجال الصناعات الذين يعملون من اجل ادخال الفحم بدعوى ان مصر تمر بظروف صعبة للغاية، ومن المحتم ان تبدأ استخدام الفحم كطاقة بديلة من اجل تشغيل المصانع، ولكن ليلى إسكندر تبحث عن نتائج استخدام الفحم على الانسان المصرى الفقير والغنى أيضا، وأشارت الى خطورة استيراد الفحم فى ظروف مصر سواء الحالة الصحية المتدهورة لغالبية شعبها، او قدرتها على وضع وتطبيق القواعد والضوابط والعقوبات على كل من يخل ولو %1 بنظام تشغيل الفحم فى المصانع، ترفض ليلى إسكندر حجج رجال الصناعة بان بلادًا عديدة تستخدمه، بل بلاد صناعية كبرى أيضا مثل الولايات المتحدة. ولكن تؤكد «إسكندر» ان الظروف فى الدول التى تستخدم الفحم مختلفة عنها فى مصر، منها ان تلك الدول تملك الفحم بينما مصر ستضطر لاستيراده، ومنها ان تلك الدول تمارس الرقابة وتضع الضوابط من داخل المصانع نفسها، ولا تحمل وزارة البيئة او جهاز الحفاظ على البيئة تلك المسئولية وحدها، وتدافع ليلى إسكندر عن الفقراء من العمال والمواطنين الذين سوف يتعرضون لأمراض خطيرة خلال بضع سنوات مقبلة بسبب استخدامات الفحم وانبعاثه وتلويثه الهواء، ثم وضعت الجميع أمام حقيقة خطيرة وهى الفجوة الكبيرة التى تتسع كل يوم بين الأغنياء والفقراء فى بلادنا، ومغالبة مصالح الأغنياء على الفقراء، بل الغياب التام من جانب الأغنياء، لوضع الفقراء، عندما قدمت مثلا صغيرا ولكن مؤلما، فقالت: هناك من يختار الكومباوند الذى سيعيش فيه على أساس ملاءمته لترويض كلبه، بينما هناك مواطنون يبحثون كل يوم عن وسيلة لابعاد الفئران عن أطفالهم فى اثناء نومهم.
تحية للمرأة المصرية الواعية، الذكية، المناضلة، الوطنية، الشجاعة.